عدد رقم 6 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الرجاء الحي  


   لا يوجد حق يفرح قلب المؤمن، بعد معرفة حقيقة الفداء، مثل حقيقة الرجاء.  الحق الأول هو ثمرة ناضجة شهية نتيجة مجيء المسيح الأول، والحق الثاني هو ثمرة شهية مرتجاة في مجيئه الثاني.

   كم هو أمر مبارك ومعزٍ، أن المحبوب الذي امتلك قلوبنا نتيجة عمله لأجلنا فوق الصليب، سيأتي من السماء لكي يأخذنا إليه، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا معه.

   كلما تطلعنا بأشواق إلى الرجاء المبارك، كلما انعكس هذا على حياتنا العملية، وظهر في تصرفاتنا وسلوكنا.  الرجاء المسيحي ليس مجرد عقيدة بل هو الحق المؤثر في حياة المؤمن، إذ يعمل مع الإيمان والمحبة مسببًا التعزية والتشجيع في الغربة.  وثمار الرجاء هي: الأمان، القوة، المثابرة، القداسة، تقييم الأمور بالمنظور الأبدي، الفرح.

   الرجاء هو "كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة" (عب18:6، 19)، وهو الخوذة الواقية (1تس8:5).

   "أما منتظرو الرب فيجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون" (إش31:40).  فالرجاء يسكن الألم ويشجع على الصبر واحتمال المشقات وعدم الكلل والخوار، ويحفزنا على مواصلة الجهاد في الخدمة.  "كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب" (1كو58:15).

   الرجاء هو أكبر حافز لحياة القداسة العملية.  والرسول يوحنا يحرض المؤمنين وهو يحلق بهم في أجواء الأبدية السعيدة ويقول: "إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو، وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر" (1يو2:3، 3).

   من ينظر إلى الأمور التي لا تُرى (2كو18:4) سينظر باحتقار مقدس لكل ما هو تحت الشمس.  هكذا عاش أتقياء العهد القديم كغرباء منتظرين المدينة التي لها الأساسات (عب9:11).

   من يتطلع إلى ذلك اليوم السعيد الذي فيه سنرى الحبيب ونكون معه ومثله إلى الأبد، لا بد أن يمتلئ قلبه بالتعزية والفرح وسط هموم الحياة، رافعًا عين إيمانه بأشواق إلى ذلك اليوم السعيد، بل إلى ذاك العريس المجيد الذي سيخرج قريبًا للقائنا.     

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com