عدد رقم 6 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
سوباترس البيري  


(أعمال4:20)

    هو رجل من بيرية رافق بولس في سفره من اليونان إلى آسيا في طريق عودته من رحلته التبشيرية الثالثة.  ويظن أنه سوسيباترس المذكور في رومية16: 21، ولا يذكر في العهد الجديد سوى في هذين الموضعين.

ويمكن أن نجد في شخصية سوباترس الأمور التالية: 

1- الإيمان الصريح:
   وُجد مجمع لليهود في بيرية، فذهب بولس إليه ونادى بكلمة الله هناك، وكان أهل بيرية  أشرف من الذين في تسالونيكي، فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم، فآمن منهم كثيرون (أع10:17- 12)، وعلى الأرجح كان سوباترس واحدًا منهم.
   ولا شك أن إيمان سوباترس كان مؤسسًا على كلمة الله، إذ "الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رو17:10)، وكان عديم الرياء كإيمان تيموثاوس الذي كان يعرف الكتب المقدسة منذ طفوليته فحَكَّمتهُ للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع (2تي15:3).
   والآن عزيزي القارئ: يا من سمعت كلمة الله مرارًا كثيرة، ماذا أنتجت فيك؟ وهل من خلالها قبلت المسيح مخلصًا شخصيًا لك؟

2- كلمة الله:
سوباترس البيري أي من "بيرية" وكلمة بيرية معناها "ثقيل".  وهنا أود أن أقول: إن غير المؤمنين يعتبرون كلمة الله ثقلاً على ضمائرهم لأنها تكشف أعماقهم وتدينهم، ولا يريدون التوبة بل يُعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس، ولكن أهل بيرية لم يكونوا من هذا القبيل، إذ كانوا يفحصون الكُتب كل يوم بنشاط وقد قبلوا بوداعة الكلمة المغروسة في قلوبهم، وكانوا يعيشون بكل كلمة من فم الله.  تُرى ما هو تقديرنا لكلمة الله اليوم؟ هل نفحصها كل يوم لنرى المسيح فيها؟ هل لدينا الرغبة في إطاعتها بكل سرور؟ فليعطنا الرب أشواقًا حقيقية للهج في كلمته نهارًا وليلاً.

3- خلاص الله:
   اسم سوباترس يعني "أب مُخلِّص"، وهنا نقول: إن سوباترس بعد أن خلصته نعمة الله، صار يتمتع في الطريق بالله المُخلِّص، ففي الحياة هناك العديد من المشقات، لكن لنذكر قول الكتاب: "لأننا لهذا نتعب ونُعيَّر لأننا قد ألقينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مُخلِّص جميع الناس ولاسيما المؤمنين" (1تي10:5).
   أحبائي ... لنا أبٌ محبٌ قدير، يخلصنا طوال الطريق من ظروفها وتجاربها المريرة.  فلنثق في محبته وقدرته وخلاصه وكفاية نعمته.

4- شركة المؤمنين: 
واظب سوباترس على الشركة وكسر الخبز مع المؤمنين كما حدث في ترواس في أعمال20، كذلك أرسل بولس تسليماته إلى المؤمنين في رومية (رو21:16).  وكأنه كان يجد في شركته مع المؤمنين طعامًا وتعزية ومعونة له في طريق الخدمة.  والآن دعني أسألك: هل أنت في شركة فعَّالة مع إخوتك؟ وهل تقدرهم وتسأل عنهم؟ هل اختبرت القول: "الصديقون يكتنفونني لأنك تحسن إليَّ"؟ المؤمنون الأوائل كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة (أع42:2)، وتميِّزهم المحبة الأخوية.  "وهوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا"!

5- الكرازة للخُطاة: 
    نقرأ أن سوباترس رافق بولس إلى آسيا (أع4:20) في رحلته التبشيرية، وآسيا تعني "طين أو وحل"، وكأنه رغب أن يذهب إلى النفوس التي في حمأة الذنوب! لكي تصعد مرنمة: "أصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة" (مز40: 1-3).  ليتنا نشعر بالمسؤولية تُجاه الخطاة المساكين ونحن نسمع تحريض الكتاب: "أنقذ المُنقادين إلى الموت، والممدودين للقتل. لا تمتنع" (أم11:24)، وأيضًا: "خلِصوا البعض بالخوف، مُختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد" (يه23).

6- العمل الجماعي:
كان برفقة بولس فريقان: فريق رافقه في تجواله وكان يُرسَل أحيانًا لتشديد وتعضيد المؤمنين في أماكن كثيرة، ومن هذا الفريق هؤلاء السبعة المذكورين في أعمال 20، وأولهم سوباترس.  أما الفريق الثاني فكان يتجول بدون توجيه من الرسول ومن هؤلاء كان أبولس.
   على أية حال، كان سوباترس يؤمن بالعمل الجماعي أي العمل من خلال فريق.  وكم نحتاج في هذه الأيام إلى هذا النوع من الخدمة والعمل الذي يحقق التكامل.  هكذا كان يفعل بولس وهو يشعر بالاحتياج إلى إخوته، وأنه لا يستغني عن أي واحد منهم، فيقول: "أنا غرست وأبلوس سقى، ولكن الله كان ينمي"، ويشرك دائمًا الآخرين معه فيقول: "بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح"، وأيضًا: "بولس وتيموثاوس وسلوانس ..."، وهكذا كان يؤمن بروح الفريق وأن العمل العظيم يحتاج إلى كل الأيادي.
   وللعمل الجماعي أهميته: ففيه يكتشف المرء أنه ليس كل شيء، وأنه واحد من كثيرين، ويختبر جو التآلف والتعاون، ويقدِّر أدوار الآخرين. 

7- الرجاء : 
في أعمال 5:20، 6 نقرأ عن فريقين من الخادِمين، فريق منتظر في تراوس، وآخر مُسافر في البحر من فيلبي إلى ترواس، وهما معًا يمثلان المؤمنين المتغربين في هذا العالم. 
ترواس تعني "مُدرِك"، وليتنا نُدرك أننا غرباء ونزلاء على الأرض بل مسافرون في البحر (صورة للعالم المضطرب)، فنحيا حياة الطهارة والقداسة العملية "أيام الفطير"، متذكرين أن "سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح" (في20:3)، قائلين بشوق القلب: "آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ20:22).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com