عدد رقم 6 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أعمدة هامة للبيت المسيحي   من سلسلة: الأسره المسيحيه..

 
 أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية

   مازلنا نتكلم عن الأعمدة الهامة للبيت المسيحي، وقد تكلمنا في الأعداد السابقة عن عمود المحبة، ثم عمود الوحدة، ثم عمود الخضوع.  واليوم سنتكلم عن عمود رابع وهو التقدير والاحترام المتبادل بين الزوجين.  فعدم الاحترام بين الزوجين من أكثر المشاكل الزوجية التي نواجهها اليوم.
  وسأبدأ كلامي بتوجيه عدة أسئلة فاحصة ليس عن الاحترام الذي يظهر أمام المجتمع، بل الاحترام الذي يراه الرب فاحص القلوب (إر10:17)، ويُقدِّره.  إنه الاحترام الذي تشعر به داخليًا تجاه شريك حياتك.  وسأحاول أن أضع بعض الإجابات لمساعدتك في التفكير:

1. ما هي الأفكار التي ترد على ذهنك عن شريك حياتك وأنت منفرد؟ وماذا تقول عنه أمام الرب؟
أشكرك يارب على عطاياك الصالحة.
إن العامل الأكبر لنجاحي في حياتي روحيًا وعمليًا كان بسبب ارتباطي بها (به).
ماكنت أبدًا سأصل إلى ما أنا فيه دون تشجيعاته (تشجيعاتها) لي.
"المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت" (تك12:3).

2. ما هي الطريقة التى تقابل بها أهل شريك حياتك حتى لو كانوا غير مريحين لك؟
أرحب بهم لعلمي أن هذا يرضي ويفرح الطرف الآخر.
أحبهم وأقدرهم من كل قلبي مثل أهلي تمامًا.
أقبلهم على مضض إلى أن تنتهي الجلسة فيحمى غضبي على شريكي من تصرفاتهم.

3. ما هو رد فعلك لو طلبت منك زوجتك شيئًا وأنت مُتعَب؟
أعتذر بهدوء بأني مُتعَب واعدًا بتنفيذ ماتريده في وقت لاحق.
أنفعل وأغضب ولا أستجيب.

- إن ردود أفعالك وانطباعاتك في المواقف المذكورة هي التي تحدد مدى احترامك للشريك الآخر، فاحترام الآخر (شريك الحياة) يظهر حتى في أبسط المواقف، ومع كل حوار وقرار في الحياة الزوجية، فالاحترام يعني أن تحترم زوجتك (زوجك) في رأيها... كلامها... حريتها... أهلها... شغلها... حتي ضعفها... أمام الناس ومن وراء الناس.

- من أخطر الأشياء على العلاقة الزوجية احتقار الشريك وانتقاده وتوجيه اللوم المستمر له، مع الادعاء أن هذا من أجل مصلحته وبغرض تغييره للأفضل.  ومثال ذلك أن توجه الزوجة اللوم لزوجها لأنه غير طموح ولا يسعى لتحسين الدخل، أو أن يتهم الزوج زوجته بأنها تضيع وقتها فيما لا يفيد لأنها خرجت مثلاً مع صديقاتها، وأنها تهمل مسؤوليات البيت.  يمكنك ألا تستسيغ ما يستمتع به شريكك ولكن من غير المقبول أن تتهمه بالغباء.

- من أجل استمرار الزواج، مهم أن نتفق على أن نكون مختلفين، ونتفق على أن يترك كل منا الآخر ليكون كما هو، وبذلك يمكننا أن نصل للمعنى الحقيقي للاحترام المتبادل، وهو تقبل الشريك المختلف عنا.  لا بد أن نكف عن محاولة تغيير الشريك ليطابق الصورة المثالية المرسومة في خيالنا، فهذه المحاولات لا تنجح، لأن تغيير الشريك الآخر ليطابق تمامًا الطرف الأول هو ضرب من الخيال.  إن الاختلاف النسبي يمكن أن يحقق التكامل في الحياة الزوجية.  هذا لا يمنع التطبيع والتقارب مع الوقت في جو المحبة والسلام.

- هذا يعني أن الاحترام هو تقبل اختلاف الآخر وخصوصيته، وهذه الاختلافات تحتاج لوقت حتى نكتشفها ونتقبلها، وندرك أن بيننا مساحات مشتركة وأخرى لها خصوصيتها، وعلى هذا فالوصول لحالة الاحترام يمثل قمة النضج في العلاقة الزوجية، وكما قال أحدهم أن الزواج الناجح ليس أن تحب إيجابيات الطرف الآخر، فهذا أمر سهل، لكن أن تتقبل عيوبه وسلبياته. 

- من الضروري أن ندرك أن الاحترام بين الزوجين اللذين يحترم كل منهما خصوصية الآخر لا يعني أن الرسالة المتبادلة بينهما "أنت في طريقك وأنا في طريقي"، لأن الاحترام المتبادل يساعدهما ويدفعهما من أجل المزيد من التقارب، ويعين كلاً من الزوجين على أن يتعلم من شريكه وأن يتقبل كلٌّ منهما نظرة شريكه للأمور لتصبح جزءًا من نظرته هو. 

الاحترام يشمل:

أولاً.. الاستماع الجيد:
استمع جيدًا لما تقوله زوجتك .. اترك الجريدة .. أغلق التليفون والتليفزيون .. انتبه .. انظر إلى وجهها .. ابتسم .. لا تعترض سريعًا .. لا تُكشّر في وجهها لأنها لا تحتاج إلي حلول عملية لما تطرحه من مشاكل، بقدر ما تحتاج إلى أذن صاغية ويد حانية وحضن دافئ وحكمة مترفقة، وهذا يكفي لحل كثير من المشاكل. 
تذكر دائمًا أن الاستماع يعني الاحترام، والاحترام يعطي الأمان، والأمان مصدر السلام كما يأمر الكتاب الرجال: "كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف، معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضًا معكم نعمة الحياة، لكي لا تعاق صلواتكم" (1بط7:3).

ثانيًا.. تقدير الرأي:
هل تعلمين أن تقديرك لرأي زوجك يسعده؟
هل تدركين أن كلمة "معك حق" تُريحه وتُسهل لكِ الطريق إلي قلبه؟
تذكري ما قالته سارة في قلبها يومًا دون أن يسمعها أحد إلا الله: "أ بعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ؟" (تك12:18).
هل تعلم .. أن عدم احترامك لتعليق زوجتك أمام الناس يجرحها ويؤثر على علاقتها بك؟
تذكري قول الكتاب في أف5: 33 "وأما المرأة فلتهب رجلها"
التعبير عن الرأي حرية لا بد أن تتوفر لكلا الزوجين وللأطفال والشباب.  وهذا أساس العلاقات السليمة البناءة.

ثالثًا.. احترام الأهل:
هل تدرك يا صديقي أنك تكسب زوجتك وتخضعها لك باحترامك لأهلها ومحبتك لهم؟ 
احذري أيتها الزوجة من أن تخطئي بكلمة في حق أهل زوجك لأن هذا يهينه ويجرح كرامته. 
احترام الأهل هو تنفيذ لوصية الرب: "أكرم أباك وأمك".
اجتهدي أن تخدمي والديّ زوجك وتسألي عنهما بحب واحترام، وحتمًا ستكون النتيجة أن يحبك زوجك أكثر ويسعى إلي ما يسر قلبك.

رابعًا.. احترام الضعف:

إن كان زوجك ضعيف الإرادة فلا تسخري منه ولا تنتقديه، وتذكري أن النقد أساس النكد.. أما التشجيع فهو لغة الحب.

إن كانت زوجتك قد فقدت رشاقتها .. أرجوك لا تتكلم في هذا الأمر إلا بالتشجيع، لأن عدم احترام النقطة الضعيفة هو قسوة تجرح الحب وقد تقتله.
الاحترام يُكتسب مثل كل الفضائل بالاجتهاد والمحاولة، وينمو طبيعيًا في بيئة صحية داخل كل أسرة يحترم فيها كل شخص الآخر.. الأب يحترم الأم.. والأم تحترم الأب حتي في غيابه.. والأولاد يحترمون الكبار.. والوالدين يحترمون الأولاد.. وهؤلاء الأطفال لا بد لهم يومًا أن يحترموا زوجاتهم وأزواجهم لأنهم لم يعرفوا إلا الاحترام كأساس لكل العلاقات.
"رب الولد في طريقه فمتي شاخ أيضًا لا يحيد عنه" (أم 6:22).

خامسًا.. القبول:

يدعونا الكتاب المقدس إلى فعل ما هو أكثر وأبعد من مجرد التعايش والتكيف مع الطرف الآخر، فنحن مدعون لكي يقبل أحدنا الآخر كما قبلنا المسيح (رو7:15).
علينا أن يتحمل كل منا الآخر في محبة، وهذا يتضمن شيئًا مختلفًا تمامًا عن التعامل مع الشريك بمشاعر اليأس أو زفرات الاستسلام.  لكن من واجبنا إظهار ثمر الروح من محبة وطول أناة ولطف ... (غل5: 22).
العلاقات الزوجية المسيحية يجب أن تتضمن ما هو أكثر من مجرد الاستعداد للحفاظ على الرباط بنعمة الله، وما هو أكثر من الالتزام الجدي بأن يخدم أحدنا الآخر.  إننا مطالبون بأن يقبل كل واحد الآخر بكل ما في هذه الكلمة من معاني الفخر والفرح والإعزاز.
***
إذا كان لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك مراسلتنا على البريد الالكتروني: seldabaa@gmail.com


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com