عدد رقم 2 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  

أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني" 

     كنا قد طرحنا في العدد السابق رسالة وصلتنا من صديقة المجلة ( ن . م . س)   تقول فيها :

" أنا اسمى ( ن . م . س)، أنا فتاة في السنة الثالثة في إحدى الكليات النظرية.  نشأت في أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة إخوة أصغر مني.  والدي يسافر للعمل في إحدى دول الخليج ويأتي لزيارتنا مرة كل عام، وأمي كانت تعمل مُدرسة لكنها أخذت أجازة بدون مرتب لتتفرغ لرعايتا في غياب أبي.
كنت وأنا طفلة في المرحلة الابتدائية متعلقة بأبي جدًا، لكن منذ سفره للخليج وأنا أفتقده تمامًا، بل أكاد أشعر شعور اليتيم كأني بلا أب في الحياة.
منذ السنة الأولى في الكلية تعرفت على زميل لي، وتقاربنا جدًا أحدنا للآخر، فكنا نكثر الجلوس معًا بمفردنا وكنا نخرج معًا بعد اليوم الدراسي.  أي نعم كان لنا مجموعة أصدقاء (شلة) لكن أيضًا الشلة كانت على علم بعلاقتنا معًا.
في بداية الأمر كنت متحفظة، لكن مع إلحاحه وكلامه بأنها مجرد صداقة ككل الأصدقاء في الجامعة "الأنتيم" وافقت وسمحت ببعض التجاوزات، ولا أخفي عليكم إنني كنت أجد في هذه العلاقة إشباعًا وتعويضًا عميقًا لي.
في هذا الوقت تبادلنا بعض الرسائل الخطية، وأيضًا بعض الهدايا مع توقيع كل منا على هديته إلى الطرف الآخر.  لكننا أيضًا التقطنا بعض الصور التي تجمعنا مع أصدقائنا وأيضًا تلك التي تجمعنا بمفردنا.
المشكلة الكبرى أنني اكتشفت بالصدفة البحتة أنه على علاقة أيضًا بفتاة من كلية أخرى ولهما أيضًا خروجاتهما وصورهما ورسائلهما.  وعندما واجهته اتهمني بالجهل والغيرة، ثم بدأ يهددني بنشر ما لديه من رسائل بتوقيعي وصور على الـ Facebook. 
أنا مرعوبة جدًا من اللي ممكن يحصل.  أرجوكم ساعدوني.
                                                             أختكم ( ن . م . س)  
   وفور نشر هذه الرسالة ورد إلينا على صفحتنا على  Facebook عددٌ من مشاركات  الشبان والشابات تجاوبًا مع مشكلة صديقنا، والتي سأسرد هنا بعضًا منها:
 
مانو جيمس
لا تخافي , عليك قبل أي شئ أن تأتي أمام الرب بكل ما بداخلك معترفة له بمخاوفك وألمك وندمك وتوبتك عما فات بصدق.
أقطعي كل ربط الماضي , وأتركى الأمر بين يديه ودعيه يعمل فقط , فهو كفيل بحمايتك .
انفضي ما تبقي من غبار عليكي وقومي ولا تنظري إلي الوراء أبدئي حياة جديدة مع الرب وشعارك قد فهمة درسا للزمان ... وأعلمنى يقينا انه فى وقته لن يبخل عليكى الرب بمن يشاركك حياتك بأمانة ومحبة حقيقية ... والى ذلك الحين هو قادر على ملئ الفراغ وبقوة فهو يحبك ويعلم احتياجك جيدا 
أخيرا تذكرى هذة المقولة جيدا : فى حياة كل منا فراغ على صورة الله لن يملأه سواه.
 
اسحاق ملاك صليب 
انا عندى اقتراح عملى بجانب الدور الروحى والصلاة الى الرب يستطيع حل المشاكل اولا : يستحيل عمليا اكمال هذة العلاقة بالزواج لانه قهرى بيعتمد على التهديد وده أسلوب قذر لا يفعلة الا اولاد ابليس وان هذا ليس بحب اطلاقا بل هو ابتزاز وقهر وعبودية من ناحية الولد الى المسكينة الضحية . يجب على الفتاة اعترافها الكامل لاسرتها بما حدث وتحكى اسبابة انه كان لغرض مقدس وليس نزوة . ثانيا تجعل ولى امرها او شخص قريب منها ويتفهم موقفها ان يتواصل مع الشاب او ولي أمره بمحبه وتفاوض ويعرض عليه ما حدث وان الفتاة تريد الارتباط به ويتم وضعه امام الامر الواقع الزواج أو قطع العلاقة نهائياً ( اكيد هيرفض امر الزواج ) واذا وافق فنعتبر انه بيحبها لكنه كان ساذجا في أسلوبه ويتم فتح صفحة جديدة .

ساهر عطية 
اولا صلي للرب يرشدك بطريقة خاصة أزاي تتصرفي في المشكلة دي لانك اكتر واحده أدري بكل جوانب المشكلة 
ثانيا متخافيش ابدا منه لان ده اسلوب تهديد فقط لانه متورط زيك في المشكلة واكيد يهمه صورته قدام أهله وقدام صديقته الاخري من جهة اخري 
ثالثا : لابد من الاعتراف للاسره بما حدث حتي يستطيع التوسط لحل المشكلة بهدوء 
وأحذري من عرض الزواج فمثل هذا لايصلح ان تكوني زوجة له تحت التهديد .. فكوني أقوي من أن تهددي .. والرب يرشدك

وبعد أن استعرضنا مشاركات القراء ، اسمحي لي  أن أهمس في أذنيك ببعض النقاط الهامة الخاصة برسالتك .

أولاً : توصيف المشكلة

مشكلتك يا صديقتنا هي مشكلة جوع وحرمان من الحب والدفء العائلي، هذا الجوع الذي لم تستطع التحويلات المالية القادمة من الخليج أن تشبعه.  فالأبناء يحتاجون إلى آباء وليس إلى دينارات أو دولارات.
لا أخفي عليكِ أختي ( ن . م . س) أنني استقبلت رسالتك بمشاعر مختلطة، بين الإعجاب والخوف والحزن.
فمع إعجابي بما قامت به والدتك من تضحية بعملها ووظيفتها، وفضلت أن تكون بين بناتها تحتضنهن وتلاحظهن وتدفئهن، إلا أن ما أحزنني وكسر قلبي هو موقف والدك يا اختي.  فكيف لأبٍ أن يترك زوجته وبناته ويغيب عنهن لا لأيام أو لشهور بل لسنوات!!. 

أطراف المشكلة الثلاثة 
لكل مشكلة أطراف، ومشكلتك صديقتنا لها أطراف ثلاثة وهم : أمك وأبوك وأنت.

لكن أول الأطراف هو الأم: 
نعم تعتبر الأم طرفًا هامًا في هذه المشكلة.  فمع أني مدحتها للتو لأجل ما ضحت به في سبيل رعايتك أنت وإخوتك، إلا أن تقصيرها في تلك الرعاية كان واضحًا وبينًا.

فيا أيتها الأم، يا من وهبك الله نعمة الأمومة وعلمك العطاء، دعيني أسألك:

هل سكن الإيمان فيكِ أنت أولاً ، وهل لكِ علاقة حية حقيقية مع الله 2تي5:1

لماذا لم تهتمي بمستقبل إبنتك الأبدي قبل توفير المأكل والملبس لها؟

لماذا لم تحكي لأولادك عن الخلاص والمخلص؟ أم 31 : 17

لكنى أوجه لومي أيضًا إلى الأب المسكين المخدوع، الذي ربما يلتمس له الكثيرون العذر لتركه بيته وزوجته وأولاده بحثًا عن لقمة العيش.  لكني أقول له: 

هل تعلم أن الأبوة لا تعنى فقط توفير مأكلٍ وملبسٍ لأولادك بل توفير أبٍ لهم؟ 

هل تعلم أن زوجتك تحتاجك في كل يوم أن تكون بجوارها، تدفئها وتحميها وتشعرها بالأمان وبالقيمة؟

هل تعلم أن أولادك لا يحتاجون إلى بنك للنقود بقدر ما يحتاجون إلى دفء أبوي لا توفره كثرة الدينارات أو الدولارات؟  

هل تعلم أن الكتاب الذي حثنا على العمل والاجتهاد، يحثنا أيضًا على الاكتفاء والقناعة؟ (1تي8:6).

ما هو ربحك في الحياة وأنت تخسر ابنتك أمام عينك بسبب إهمالك لها؟

لكني أيضًا أرى أن دورك في المشكلة عزيزتي لهو أكبر الأدوار.

فلقد تحدثت في رسالتك عن دراستك الجامعية وعن أبيك وأمك وعن زملاء الدراسة وعن الحبيب الخائن، لكنك لم تخبرينا إن كانت لكِ علاقة مع الله أم لا؟ لم تخبرينا إن كنتِ قد قبلتِ المسيح ربًا ومخلصًا لحياتك أم لا؟ تُرى هل أعتبر صمتك عن ذكر هذا لهو برهان واضح على حالةِ قلبك؟!

لقد ذهبتِ إلى الجامعة ومنذ السنة الأولى وداخلك جوع شديد للحب، هذا الجوع الذي لاحظه زميلك الصياد فجلعه ينصب شباكه حواليكِ وجعلك تسقطين في شبكته، ومما شجعك على هذا ولم يجعل ثقلاً على ضميرك هو غياب الرقابة، سواء لغياب الأب أو لمشغولية الأم.

لم أكن – أنا شخصيًا – ضد الانعزال والانغلاق المبالغ فيه سواء كان في الجامعة أو العمل، لكني ضد الانفتاح غير الواعي وغير المدروس.

فالعلاقات بين الشباب والشابات في الجامعة ينبغي أن تكون في الإطار الجماعي وليس الفردي، في النور وليس في الخفاء، داخل المنظومة التعليمية وبعيدًا عن الأسرار والتفاصيل الشخصية.

لقد تخليتِ عن خصوصياتك يا صديقتي، وتجاوزتِ الحدود كلها بما كتبتيه له بخط يدك وبما التقطه هو لك من صور خصوصية تجمعكما معًا دون إطار شرعي. لقد سلمتيه السكين بيدك ليذبحك.

 نصائح
 
لكني أريد أن أقدم لكِ بعض النصائح يا عزيزتي 

أرجوك أن تقدمي لله توبة قلبية صادقة ليس عما بدر منك فقط، ولكن عن حياتك كلها.  فأنت تحتاجين إلى حياة جديدة بعلاقة حية مع الله يكون الله محورها وعمل الصليب قاعدتها وأساسها.  تلك الحياة التي تجعلك تضبطين كل تصرفاتك وسلوكياتك وأهدافك وعلاقاتك على إيقاع رضى الرب.

يمكنك أن تخصصين وقتًا للصوم والصلاة ليغير الرب ما في قلب هذا الشاب تجاهك، وليجنبك الرب الفضيحة والإساءة.

يمكنك أن تلقي بنفسك في حضن أمك وتشاركيها بالموقف، واطلبي حمايتها ومشورتها ونصائحها. 

يمكنك أن توسطي أحد الوسطاء ذوى المكانة والمهابة والتأثير بينك وبينه ليحصل منه على كل ما هو ضدك، وليضمن لكِ عدم تهديده لكِ.

اطلبي من أبيك أن ينهي تغربه عنكم وليرجع ليكون وسطكم، أنا أثق أن إحساسك بوجود أبيك بجوارك سيكسبك ثقة وأمان. 

والآن دعوني أصدقائي أن أعرض على حضراتكم رسالة جديدة وصلتنا من الصديق (رامي) يقول فيها:
 
      أعزائي باب "لو كنت مكاني" 

" أنا اسمى ( رامي)  مؤمن بالرب يسوع منذ أكثر من 10 سنوات، أعمل مهندسًا في أحد المكاتب الاستشارية.
لي في المكتب 8 زملاء 4 زميلات، اثنان فقط منهم لهما علاقة بالرب يسوع.
مشكلتي هي أنني فاشل في قضية العلاقات.  لا أقصد العلاقات العاطفية وإنما أقصد العلاقات عمومًا.  فلا تمضي على علاقتي وصداقتي بزميل العمل أكثر من شهر، حتى تنتهي علاقتنا مع أصغر احتكاك بيننا.  وللأسف يكون إنهاء العلاقة من طرفي،  فأنا شكاك وعصبي.
أرجوكم أفيدوني، كيف أحافظ على صداقاتي؟
                                                                        (رامي)
 
   إن كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى (رامي)، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن          سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.
برجاء ألا تزيد المشاركة عن خمسة أسطر أو80 كلمة.  أيضًا لو كان لديكم  مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:
 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
 أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ Facebook 
 أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com