عدد رقم 2 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الحمض النووي (DNA)  
 
 هو المادة الوراثية في البشر وكل الكائنات الحية الأخرى تقريبًا. فكل خلية في جسم الشخص لديها نفس الحمض النووي الذي يميزه، ما عدا كرات الدم الحمراء لا تحتوي على حمض نووي. يقع معظم الحمض النووي في نواة الخلية، ولكن يمكن العثور على كمية صغيرة من الحمض النووي في الميتوكوندريا أيضًا.

   يتم تخزين المعلومات في الحمض النووي كشفرة تميز هذا الشخص عن غيره بحيث لا يتطابق اثنان في كل الكون، وتتكون من أربع قواعد كيميائية: أدينين (A)، جوانين (G)، سيتوزين (C)، ثايمين(T). يتكون الحمض النووي البشري من حوالي 3 مليارات قاعدة، وأكثر من 99% من تلك القواعد متشابهة عند جميع الناس، بحيث يحدد ترتيب أو تسلسل هذه القواعد المعلومات المتاحة لبناء والحفاظ على الكائنات الحية، على غرار الطريقة التي تظهر الحروف الأبجدية في ترتيب معين لتكوِّن كلمات وجمل.  ويُسمى تسلسل الحمض النووي بأكمله بالـ (جينوم).
تندمج قواعد الحمض النووي مع بعضها البعض، (A  مع T) و(C  مع  G)، لتشكيل وحدات تُسمى أزواج القواعد. أيضًا يتم إرفاق كل قاعدة إلى جزيء سكر وجزيء فوسفات. بحيث تُكوِّن القاعدة، والسكر، والفوسفات وحدة تُسمى النوكليوتيد. يتم ترتيب النيوكليوتيدات في سلسلتين طويلتين في شكل لولبي يُسمى الحلزون المزدوج.  ويشبه الحلزون المزدوج السلم، بحيث تكون أزواج القواعد درجات السلم، بينما يكون السكر والفوسفات عامودا السلم على الجانبين، مما يكون 46 كروموسوم داخل نواة كل خلية.

   يحتوي الجينوم الخاص بالإنسان على 3 بليون قاعدة مزدوجة من الحمض النووي، وهو يشغل مساحة تخزينية تعادل 3 جيجابيت. وإذا تم فرد سلاسل الحمض النووي الموجود بالخلية الواحدة وتم توصيلها ببعض، سوف تمتد إلى 1.7 متر. أي أننا بتوصيلنا لسلاسل الحمض النووي الموجودة بكل الخلايا في الإنسان الواحد، ستساوي المسافة بين الأرض والقمر 6000 مرة !!

   ولكي توضع سلسلة يبلغ طولها 1.7 مترًا داخل نواة خلية لا تُرى بالعين المجردة حيث يبلغ قطرها 10 ميكروميتر تقريبًا (0.00001 متر)، عليها أن تلف حول نفسها بشدة مئات الآلاف من المرات حتى تدخل داخل نواة بهذا الحجم!!

   ألا نُعجب بروعة هذه الدقة، ونحن نرى كيف يهتم الله بأصغر الأمور بل ويتقنها بطريقة تُحير عقولنا. وهذا لا يدفعنا فقط لتعظيم الله قائلين: «ما أعظم أعمالك يا رب. كلها بحكمة صنعت» (مز104: 24)، وأيضًا «أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبًا، عجيبة هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينًا» (مز14:139)، بل يدفعنا لتسليم كل أمورنا إلى يدي الله القدير، عالمين أنه يهتم بأصغر وأدق التفاصيل التي قد لا نراها أو نلاحظها نحن، لكنها لا تغيب قطعًا عن قدرة وحكمة هذا الخالق، ولا عن محبة ورقة هذا الفادي.

                                                                      قام بهذا البحث:

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com