عدد رقم 2 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
التحذير الأخير  

     أثناء إحدى المعارك بألمانيا، أصيب الجنرال فون هيرن إصابة قاتلة.  وبعد مجهودات عنيفة لإنقاذه أعلن الأطباء أنه لا أمل في نجاته، وأنه لن يعيش سوى ساعات قليلة.
   ولم يجسر أحد من الذين حوله أن يخبره بخطورة حالته.  ولكن تقدم خادمه الخصوصي في شجاعة وقال له: أيها الجنرال المحترم جهز نفسك، فقد أصدرت السماء أوامرها بالرحيل من هذا العالم.  فأجاب القائد: ماذا تقول؟ إني لا أريد أن أسمع هذا الكلام.  أجاب الخادم: أيها القائد هل كنت غير أمين في أي يوم من أيام خدمتي لك؟ فأجاب القائد الجريح: كلا.  ولكن ما الذي تقصده؟ أجاب الخادم الأمين: حسنًا، لو أني اخترت الصمت ولم أصارحك بالحقيقة الآن، فإني بذلك أكون قد ارتكبت أول وأعظم خيانة لك.  وهذه الخيانة لن أستطيع أن أبررها عندما أقف أمام عرش الله، ولا أمام أمك المؤمنة التي كانت تصلي من أجلك بدموع، ولا أمام ضميري، ولا حتى أمامك أنت أيضًا يا سيدي.  فأنت الآن في لحظاتك الأخيرة ولا بد أن أحذرك من جهة نفسك الخالدة.  لقد كنت أعمل في خدمتك طول الوقت، وكنت دائمًا أصلي من أجلك.  أنت الآن يا سيدي تقف أمام الباب الذي يؤدي إلى الأبدية، لذلك ليست هناك لحظة واحدة لتضيعها، وإذا لم تستطع أن تُمسك حالاً بالخلاص الذي أعده المسيح بموته، فأنت إذًا هالك إلى الأبد.
   أذابت هذه الكلمات الأمينة والمليئة بالحنان القلب الحديدي لهذا الرجل، فشد على يد خادمه المخلص، وانحنى في انكسار وتوبة حقيقية أمام الله، ثم مات وهو قد امتلك الإيمان الحي بالمسيح يسوع.  يا له من فرح! ويا لها من مكافأة لذلك الخادم الذي شهد بأمانة عن مخلصه يسوع المسيح!

   أخي .. ربما تقول لي: إن هذا القائد مات في معركة حربية، وهذا احتمال بعيد جدًا بالنسبة لي.  ولكن انظر ماذا يقول الكتاب: «الإنسان مثل العشب أيامه. كزهر الحقل كذلك يزهر. لأن ريحًا تعبر عليه فلا يكون» (مز15:103، 16).  هل خطر ببالك يا أخي أن هناك أبوابًا عديدة تقود إلى الموت؟ وأن بابًا من هذه الأبواب الكثيرة قد ينفتح أمامك فجأة وأنت على غير استعداد؟ ربما مات إنسان بوفاة طبيعية، وربما مات آخر في حادث أو ... الخ.  إن الموت عدو لا يُنذر وحقيقة لا تُنكر وقوة لا تُقهر.  لقد حذر الرب حزقيا قديمًا بالقول: «أوصِ بيتك لأنك تموت ولا تعيش»! (إش1:38).  فانتبه إذًا يا أخي.  إن هناك ألف باب يقود إلى الهاوية والعذاب، ولكن ليس هناك سوى باب واحد يقود إلى السماء: إنه الرب يسوع المسيح الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو6:14).  أقبل إليه الآن بتوبة حقيقية وإيمان، فما زالت الفرصة أمامك، واحسم أمرك معه في هذا اليوم.  «هوذا الآن يوم خلاص، هوذا الآن وقت مقبول. إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم».    

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com