عدد رقم 2 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الرب في الزوبعة  
 
  إن اشتدت الريح العاصفة، وكادت الزوبعة أن تبتلع المؤمن، واسودت سماؤه بالسحب القاتمة، وانعدمت الرؤية، وانقطع الرجاء في كل البشر، فما أجمل أن يتذكر أن «الرب في الزوبعة، وفي العاصف طريقه، والسحاب غبار رجليه» (نا 3:1).  فارفع إذًا بصرك أيها العزيز المُجرَّب والمُتحيِّر، فإن سيدك يعلو سحائب الحزن الكثيف.  وكما أن الغبار من بعيد ينبئ بقدوم مسافر قبل أن نتبينه على الطريق، هكذا تحدثنا السحب أن مجيء حبيبنا قريب، ذاك الذي يعرف كل أحزاننا، ويأتي في محبته ليكفكف دموعنا ويعزي قلوبنا.  بأمره ينتهر البحر المضطرب فينشف ويجفف جميع الأنهار، كما نشف قديمًا بحر سوف، وردَّ مياه الأردن.  الخليقة كلها تعترف بقوته وجبروته، والعناصر جميعها تقر بسلطانه.  ليس من يقف أمام سخطه أو من يقوم في حمو غضبه.  لكنه صالح للأتقياء، حصن في يوم الضيق ويعرف المتوكلين عليه.

   كم من التعزية حملتها هذه الأقوال لحزقيا وقومه وهم محاصرون في أورشليم، يرعبهم ويُعيِّرهم الأشوري المتعجرف الذي كان يدنس الهواء بتجاديفه على يهوه.  فلا كان يعلم ربشاقي ولا سنحاريب، مع مَنْ سيدخلون المعركة حقيقة، وكيف أنهم سيحاربون قدوس إسرائيل، ولا كانوا يعلمون القضاء الوشيك الذي سيقع عليهم في تلك الليلة بواسطة ملاك الرب.  والذي تراءى يومًا في الأتون لا يزال يرثي للمتألمين ويعين المجربين.  فلا يهن العزم منك ولا تخف، فإن ربك فوق الجميع. 
   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com