عدد رقم 2 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أعمدة هامة للبيت المسيحى  

  أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية

   تكلمنا في الأعداد السابقة عن أول عمود من الأعمدة الهامة للبيت المسيحي وهو عمود المحبة, ولم أتحير في اختيار أول عمود لأن المحبة تحتل مكان الصدارة في أهميتها للبيت المسيحي، لكن عندما سألت نفسي: ترى ما هو العمود الثاني؟ فكان الاختيار بين عمودين هما: الوحدة والخضوع, وأرى شخصيًا أن الوحدة هي الأهم وذلك للاعتبارات الآتية:

1. الوحدة مفتاح رائع لحل كثير من المشاكل فهي في معناها الواضح والبسيط أني وشريك حياتي لم نعد بعد اثنين بل جسد واحد، ومن هذا المبدأ تصير كل أفراحه أفراحي, وكل أحزانه أحزاني, وأيضًا كل مشاكله تصبح مشاكلي فنتشارك معًا بحب في حل كل المشاكل.

2. تمت الإشارة إلى وحدة الزوج والزوجة في أول بيت صنعه الله على الأرض وهو بيت آدم وحواء (تك 2 : 24)، لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا.

3. في العهد الجديد ذكرت نفس الآية السابقة 3 مرات على الأقل، منهم مرتين بلسان الرب نفسه (مت 19: 5 & مر10 :7) وأيضًا في أف5: 31.

4. نلاحظ أن الرب في كل من إنجيل متى ومرقس يضيف عبارة أخرى هامة للتأكيد على مبدأ الوحدة التي تدوم إلى نهاية الحياة وهي "إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان".

5. هتف آدم عند رؤيته حواء لأول مرة:  "هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أُخذت".  لقد شعر آدم بهذا الشعور الرائع أنها جسده, قطعة منه, ويشير الرسول بولس إلى هذا الفكر في أف5 قائلاً: "كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم.  من يحب امرأته يحب نفسه.  فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه (يدفئه)، كما الرب أيضًا للكنيسة. لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه.  من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا.  هذا السر عظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة." بالطبع أنا وجسدي شيءٌ واحدٌ، فأشعر بآلامه وأحزانه كما بأفراحه وسروره, ويضع أمامنا المثال الرائع (الرب والكنيسة) الذى كلما تفكرنا فيه زادت محبتنا وتقديرنا واهتمامنا وشعورنا بالوحدة مع الطرف الآخر.

  اتجاهات الوحدة الزوجية:

نحن نعلم أن الإنسان روح ونفس وجسد، وبالتالي الوحدة لا بد أن تكون على المستويات الثلاثة:

1. على المستوى الروحي: أشار إليها الكتاب في (2كو 6 : 14) "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.  لأنه أية خلطة للبر والإثم، وأية شركة للنور مع الظلمة". فارتباط مؤمن مع غير المؤمن يعطل بشدة الوحدة الروحية إذ تختلف التوجهات والأهداف والصداقات, لكن ارتباط زوج وزوجة مؤمنين معًا يجعلهما يمارسان معًا الشركة الروحية السعيدة التي تؤدي إلى زيادة الوحدة بينهما مثل: الصلاة وقراءة الكلمة والخدمة.

2. الوحدة الزوجية على المستوى النفسي والفكري: هذا يعنى توافر حوار مفتوح بين الزوجين, وصراحة مطلقة كاملة أي شفافية, وقبول غير مشروط للآخر, ومحبة فعلية لا كلامية، وتقدير للطرف الآخر وإشعاره بقيمته الذاتية.

3. الوحدة الزوجية على المستوى الجسدي: مفتاح النجاح لهذا المستوى من الوحدة هو إنكار النفس والتفكير في ما يسعد الطرف الآخر. واضعًا كل طرف في اعتباره الإحتياجات المختلفة للطرف الآخر.

   عوائق الوحدة الزوجية الصحيحة:

1. دخول طرف ثالث من الخارج بين الزوجين وبالأخص من إحدى العائلتين.

2. الاحتفاظ بمرارة وعدم غفران في النفس.

3. قلة الوقت الذي يقضيه الزوجان في الحديث معًا.

4. المغالاة في الاهتمام بالأطفال على حساب العلاقة بين الزوجين.

5. شك أحد الطرفين في سلوك أو أمانة الشريك الآخر.

6. الخيانة الزوجية تنسف وتدمر الوحدة بين الزوجين.

7. الأنانية وحب الذات وإهمال حقوق الشريك الآخر.

وإلي اللقاء في العدد القادم لنستكمل حديثنا عن عمود الوحدة الهام للبيت المسيحي... وما هي الخطوات العملية التي نتخذها لتحقيق ونجاح وحدة زوجية كتابية صحيحة؟

إذا كان لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك مراسلتنا على العنوان: الأسرة المسيحية
3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة.  أو أرسل لنا على البريد الالكتروني:   egyptfamily17@gmail.com


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com