عدد رقم 3 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لا تضطرب قلوبكم  


    لقد قيلت هذه الكلمات في مشهد اضطراب قلوب التلاميذ لرحيل الرب عنهم، ذاك الذي ربح بمحبته قلوبهم وأسر مشاعرهم.  ومع أن الرب لم يكن يتكلَّم عن متاعب الحياة اليومية، إلا أنه كم من المتاعب هانت عند الكثيرين بواسطة تلك الكلمات الرقيقة.  ولكي يزيل الرب عنا الاضطراب فإنه حدثنا عن ثلاثة أمور:

   أولاً: شخصه المبارك في المجد موضوع ثقة قلوبنا وغرض إيماننا: «أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي».  نحن نؤمن بالله الذي لم نره بعيوننا، هكذا إذ يغيب المسيح عن أنظارنا الآن ويذهب إلى المجد فإنه يستطيع أن يقول لنا: «فآمنوا بي».  إنه في المجد مصدر الثقة والطمأنينة لنا.  قد تحيط بنا المفشلات من كل جانب على الأرض، ولكن المسيح في المجد كغرض الإيمان لا يتخلى عنا أبدًا.

   ثانيًا: لنا بيتٌ في المجد ينتظر قدومنا ووصولنا، هو بيت الآب الرحيب والسعيد.  نحن هنا غرباء ونزلاء وليس لنا على الأرض مدينة باقية.  إن مسكننا الأبدي هو في بيت الآب حيث المنازل الكثيرة.  لم يكن للمسيح مكان هنا على الأرض، كما أنه لا يوجد سوى مكان صغير لأولئك الذين هم له.  ولكن في بيت الآب توجد منازل كثيرة لكل الذين هم للمسيح، وإلا فإنه كان قد أخبر تلاميذه.  إنه لم يكن ليجمع تلاميذه ويقودهم إلى خارج هذا العالم لو لم يكن ضامنًا لوصولهم إلى مكان البركة والسعادة المعروف له جيدًا هناك في بيت الآب.  إلى هذا البيت كان الرب مزمعًا أن يمضي لكي يعد لنا هناك منزلاً، ويصبح من حقنا أن ندخله ونقيم فيه إلى الأبد.

   ثالثًا: لنا إنسان في المجد يشتاق إلينا، وسوف يأتي كوعده «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ».  نعم إنه يشتاق إلى الكنيسة المحبوبة، عروسه الغالية، وسوف يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب.

«آمين تعال أيها الرب يسوع»


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com