عدد رقم 3 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
دروس من (تك 22)  


2- إبراهيم وروعة الطاعة

   كان إبراهيم رجل الطاعة بحق، لم تكن الطاعة بالنسبة له قرارًا انفعاليًا، بل كانت طابع حياته على طول الخط.  وبصدد الامتحان الأصعب ظهرت الطاعة في جمالها وروعتها ونحن نقرأ أحداث (تك 22) كما يلي:

1- بكَّرَ صباحًا: مع أن الله لم يُحدد ميعادًا لتنفيذ المأمورية، لكن كان إبراهيم يعلم أن أمور الله وأوامره لا تقبل التأجيل، فكانت طاعته فورية.                                                                   

2- لم يُخبر أحدًا من البيت: فهو لم يُخبر أحدًا من عبيده، مع أنهم سبق وخاطروا وحاربوا لأجله (تك14)، ولا أَخبَر كبير بيته، مع أنه في يوم لاحق ائتمنه على مأمورية في غاية الأهمية بالارتباط بزواج إسحاق (تك24).  ولم يُخبر أيضًا أقرب من له وهي سارة امرأته.  فليس من السهل أن يتفهم أحدٌ آخر ما طلبه الله منه، فخشي أن يُفسد أحدٌ طاعته.

3- شقَّقَ حطبًا لمحرقةٍ: لقد شقَّقَ الحطب قبل أن يبدأ المسيرة، لأنه كان يعلم أن الوقت فوق جبل المريا في غاية الحساسية والخطورة، فما كان بإمكانه أن يفعله قبل التحرك قد فعله، مؤكدًا إصراره على الطاعة.

4- أخذ بيده النار والسكين: لم يأخذ السكين فقط ويترك السماء تمطر نارًا.  قد يكون هذا موقف المُجبَر على الطاعة، والذي يريد التنصل مما كُلف به، لكن ليس هكذا إبراهيم الذي لم تكن طاعته شكلية بل حقيقية ونابعة من القلب.  وهل نتخيل معاناته النفسية وهو يعايش المنظر وكيف سيذبح ويحرق ابنه بنفسه؟! 

5- عندما أبصر الموضع من بعيد، قال لغلاميه: «اجلسا أنتما ها هنا مع الحمار»، فلم يدع الغلامين يصعدان معه الجبل، وإلا لكانا سيعترضانه ويفسدان طاعته.  فكان الغلامان لزوم الرحلة ذهابًا وعودةً فقط. 

6- إجابته الحكيمة على سؤال إسحاق: فهو لم يخبره أنه المطلوب ليُقدَّم محرقة، لم يخبره أثناء ثلاثة أيام المسير، ولا حتى عندما سأله: «أين الخروف للمحرقة؟»، بل كانت إجابته: «الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني» فيا للحكمة!

7- ربط إسحاق ابنه على المذبح: ولماذا ربطه؟ ليضمن بقاءه على المذبح، وليتجنب أي رد فعل عكسي من جانب إسحاق.

   عزيزي: إن للطاعة جمالها وروعتها، وتزداد جمالاً كلما عَظُمَت التضحية والكلفة، فهل نحن كذلك؟ وهل عندنا الإصرار على الطاعة ضد القناعات والمشاعر الطبيعية؟ إن الرب لا بد أن يكافئ الطاعة كما فعل مع إبراهيم إذ وعده بقسم أنه سيباركه مباركةً، ويربط ذلك بالطاعة قائلاً: «من أجل أنك سمعتَ لقولي».                                                          


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com