عدد رقم 3 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  


أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني"            

   كنا قد عرضنا في العدد السابق رسالة وصلتنا من الأخت ( ل. ي ) تقول فيها: 

   "نحن أسرة صغيرة مكونة من زوج وزوجة مؤمنين، ورزقنا الرب ببنت عمرها 3 سنوات وولد عمره سنة.  كانت حياتنا في أول سنتين تسير على ما يرام في محبة وسلام، من العمل للمنزل ومن المنزل للاجتماع والشركة مع المؤمنين.  إلى أن اضطر زوجي إلى تغيير عمله بعد ثورة 25 يناير إلى عمل في مجال التسويق، فأصبح كثير الغياب عن البيت، وبالتالي انقطع عن حضور الاجتماعات وهجرنا المذبح العائلي لأنه كثيرًا ما يعود إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل.  بدأت أشعر بتغيير في معاملته لي من الرقة والاهتمام إلى القسوة والتجاهل، الحقيقية أنني كنت ألتمس له العذر لظروف عمله، لكن المشكلة الكبرى أنني اكتشفت بطريق الصدفة أنه على اتصال بامرأة أخرى، ويقضي معها أوقاتًا طويلة بالليل على التليفون، يُسمعها أحلى كلام بأسلوب رومانسي لا يليق إلا بين حبيبين في إطار الزواج.  أرجوكم ساعدوني فبيتي ينهار.

                                                           أختكم المخلصة لزوجها وأولادها    (ل.ي)                

                                              

وفور نشر هذه الرسالة ورد إلينا عددٌ من مشاركات الشبان والشابات تجاوبًا مع مشكلة صديقتنا والتي سأسرد هنا بعضًا منها:

صموئيل شحاتة فؤاد – عين شمس: 

مشكلتك شيء موجع جدًا، لكن الرب يشعر بما تشعرين به جيدًا ويعلم تمامًا كيف يعينك ألا ترفضي أو تهجري زوجك، تمامًا كما أن الرب لا يرفضنا عندما نخونه، وهو قادر أن ينفذ ما قاله: «كذلكُنَّ أيتها النساء كُنَّ خاضعات لرجالكُنَّ، حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة، ملاحظين سيرتكُنَّ الطاهرة بخوف» (1بط3: 1و2).  إنها معادلة يستطيع الرب أن يعينك على تنفيذ دورك فيها ويتمم هو باقيها، لتكون المعادلة كالتالي: (زوج لا يطيع الكلمة + زوجة خاضعة ومُحبة لزوجها رغم قسوته وخيانته، ومصلية لأجله) = ربح الزوج للرب وترميم البيت مُجددًا.

 سامح نبيه – الشامية - أسيوط:

أولاً: واظبي على الصوم والصلاة بإيمان وثقة في الله.

ثانيًا: استمري في التعامل معه بمحبة ولطف واهتمام ولا تيأسي، وكلما أتيحت لكِ الفرصة حدثيه عن الأيام السالفة في شركتكم مع الرب والقديسين ومع بعضكما البعض، وعن البركة والسعادة في رضى الرب.

  

ثالثًا: إذا كان هناك شخص وقور وحكيم ومُقرَّب للأسرة ولديه قبول كبير لدى زوجك ممكن أن يتدخل بهدوء وسريه للعلاج.  واستمري في انكسارك أمام الرب، وصدقيني أن الرب لن يخزيكِ أبدًا وسيُكرم إيمانك.

مانو جيمس: 

أختي المخلصة لزوجك وأولادك: الله يرى قلبك ومحبتك وأمانتك فلا تخافي، فلن ينهار بيتًا مؤسسًا علي الصخر كان يتمتع بشركة مع الرب من خلال المذبح العائلي.  فقد يتعرض بيتك لرياحٍ عاصفة، لكن هيهات لهذه الرياح أن تقوى علي الصخر.  أشعر بألمك لكني أنصحك أن تثبتي في تعلقك بالرب ساكبة نفسك ليلاً ونهارًا أمامه، وهو سينجيكِ حتمًا ويحفظ البيت.  والذي تألم مُجربًا، وحتى "الخيانة" قد جربها، هو القادر أن يعينكِ في تجربتك.

ساهر عاطف – سلاقوس – المنيا:

أنا أعتقد أنه لا بد من المواجهة والمصارحة بحكمة مذكرة إياه بمحبتك له ومدى خطورة علاقته هذه على الأسرة، أيضًا حاولي أن تذكريه دائمًا بأحلى أوقاتكما معًا،  وأخيرًا ثقي دائمًا أن الله يشعر ويسمع ويتدخل.

أمين صبحي: 

أرجو مراجعة ما قبل هذا التحول، وهل كان هناك تقصير أو إهمال من جانبك نحوه، أنصح بالمزيد من جرعات المحبة والدفء لزوجك مع الصبر والصلاة.

إسحاق ملاك -  المطرية: 

يجب على الزوجة أن تغير من توجهاتها وطريقة تعاملها مع زوجها، يمكنها أن تدعو زوجها للخروج لبعض الأماكن وحدهما ليقترب أحدهما من الآخر لتقطع على زوجها أسباب بعده عنها.

                                               ***   

   كانت هذه بعض مشاركات قراء المجلة يا عزيزتي (ل. ي)، والآن دعيني أقدم لكِ بعض النصائح العملية التي أرجو أن يستخدمها الرب لمساعدتك ..

   أولاً: الصورة النموذجية للزواج.

   إن ما ذكرتيه في مقدمة رسالتك يا عزيزتي عن وصف بيتكما قبيل التعرض لهذه المشكلة، لهو الصورة المثالية الكتابية للزواج كما رسمه ويريده الرب.  فأنتما زوجان لكما علاقة بالمخلص، وقد رزقكما الرب بالأطفال لتكونا وكيلين على تربيتهما في الإيمان، ولكما عادة الصلاة معًا في البيت في المذبح العائلي، وأيضًا لكما شركة مع باقي أعضاء جسد المسيح الممثلين في الكنيسة.  هذه هي الصورة المثالية للزواج المسيحي.

   وضمن أغراض الرب للزواج أن يكون البيت شهادة لتمجيد المسيح، ونموذجًا لمحبة واتحاد المسيح بالكنيسة، لذلك ذخر الكتاب المقدس بعشرات التوصيات والمشجعات التي تضمن للعائلات استمراريتها كشاهدة للرب وسط هذا العالم. 

   لذلك نرى كلمة الرب توصي الرجل (الزوج) أن يحب امرأته: «أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها» (أف 5: 25)، وأن يحبها كنفسه (أف33:5)، ولا يكون قاسيًا عليها (كو19:3).  كذلك كلمة الله تُحذر الزوج من الانزلاق في منحدر خيانة زوجته والتعلق بامرأة أجنبية (غير زوجته): «اشرب مياها من جُبك ومياها جارية من بئرك. لا تفض ينابيعك إلى الخارج ... لتكن لك وحدك وليس لأجانب معك.  ليكن ينبوعك مباركًا وافرح بامرأة شبابك ...  فلم تُفتَن يا ابني بأجنبية وتحتضن غريبة.  لأن طرق الإنسان أمام عيني الرب وهو يزن كل سبله.  الشرير تأخذه آثامه وبحبال خطيته يُمسَك.  إنه يموت من عدم الأدب وبفرط حُمقه يتهور» (أم5: 15 – 23).

   إن الأسرة المسيحية صارت غرضًا مباشرًا لهجمات إبليس بهدف تدمير هذا الكيان الذي أسسه الله لمجده.  وضمن أسلحة إبليس لهدم الأسرة على سبيل المثال: الفهم الخاطئ للاختلافات بين الزوجين، وبث روح الأنانية بدل العطاء، والاستقلالية بدل الوحدة والاندماج، والسعي الدؤوب وراء الغنى وجمع المال، وعدم توفر الوقت للتواصل الحميم بين الزوجين، ودخول طرف ثالث بينهما، قد يكون من الأهل أو الأصدقاء، بينما القاعدة الكتابية هي: «يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكونان جسدًا واحدًا»، وأخطر الكل هو ”الخيانة الزوجية“. 

   ثانيًا: أسباب الخيانة الزوجية: 

   أريد أن أوضح أنني أقصد بالخيانة الزوجية هنا مجرد الانشغال عن شريك الحياة وإهماله، وفي نفس الوقت الإفراط في التفكير أو الإعجاب أو الانجذاب أو الاتصال بطرف ثالث غير شريكه بأي صورة من الصور.  فقد يؤدي هذا الإهمال لشريك الحياة والتواصل مع طرف آخر غيره إلى ما هو أقبح وأنجس، أي الزنى.  وقد يأتي إهمال شريك الحياة للأسباب الآتية:

الانشغال الزائد عن الزوجة (السفر خارج البلاد لفترات طويلة، أو قضاء أوقات وساعات طويلة يوميًا بعيدًا عن المنزل) للعمل الزمني.  وهذا ما حدث مع زوجك يا عزيزتي.

الخلل الروحي وانقطاع الشركة وعدم التمرن والتدريب على الوجود الدائم كزوج وزوجة أمام كلمة الله التي تضبط إيقاع الزوجين على مقياس الكلمة المقدسة، فيصير الزوجان وهما خاضعان لسلطان الكلمة كالبيت الذي بُني على الصخر.

الصمت وعدم التواصل بالكلام.  فالتواصل المستمر بين الزوجين يضمن قربهما أحدهما للآخر، ولا يسمح بفجوة بينهما أو تراكم للمشاكل، وهذا ما نراه في سفر نشيد الأنشاد حيث أحاديث المحبة المتبادلة بين العريس والعروس.  لذلك فعدم التواصل بين الزوجين يؤدي إلى انجذاب الزوج أو الزوجة إلى أي شخص يبدأ في طرح معسول الكلام والحديث، والشيطان يعرف كيف يستغل نقاط الضعف والاحتياج العاطفي.

   لذلك أهيب بك عزيزي القارئ إن كنت زوجًا، سواء كنت موظفًا أو صاحب عمل أو عاملاً أو فلاحًا أو خادمًا للرب، فأمامك فخٌ قد نصبه إبليس ليدمر حياتك وشهادتك، فاحذر من إهمال زوجتك، وكذلك احذر من أي تودد أو استلطاف أو علاقة تخرج عن حدود اللياقة والنور مع أي طرف غير زوجتك مهما كان.  واعلم أن الله يرى ويزن كل أفعالك، ويعرف دوافعك، ويسمع جميع مكالماتك.  فكن في مخافة الرب اليوم كله.

   ثالثًا: كيفية المواجهة وحل المشكلة:

   دائمًا يا عزيزتي (ل.ي) قبل أن نبحث عن الحل ينبغي أن نسأل أنفسنا لماذا وقعت المشكلة؟ دعيني أقترب من مشكلتك قليلاً بطريقة عملية، تُرى هل زوجك هو الطرف الوحيد المُخطئ في هذه المشكلة؟ أم أن هناك أطرافًا أخرى كالبيئة المحيطة والمجتمع بكل مبادئه العالمية والميديا والإعلام بكل نماذجه السيئة!! لكن ألا ترين نفسك أنت أيضًا شريكًا في هذه المشكلة؟! أرجوكِ لا تتسرعي في النفور مني بل اسمحي لي بقليل الكلام:

أليس من الممكن أن يكون انصراف زوجك عنك هو لعدم مهابتك له كزوج ورأس للبيت، فتعلق هو بمن تهابه وتقدره؟

هل فترتْ محبتك أو قَلَّ الحوار والتواصل من جانبك فتعلَّق هو بمن تبادله الاهتمام؟

هل لم تعودي الصدر الحنون له وقت شدته وضيقته؟

هل بسبب عدم اهتمامك بنفسك ومظهرك وانشغالك عنه بشئون البيت وتربية الأولاد؟ 

   إن الزوج عندما تحول عنك إلى غيرك بمكالمة تليفونية أو رسالة أو مقابلة أو علاقة، فإنما هو يبحث عن شيء لم يجده فيك أنت زوجته، ولو وجده فيك ِما كان قد بحث عنه عند غيرك. 

بالطبع هذا لا يبرر ما فعله مطلقًا فهو بكل المقاييس قبيحٌ في عيني الرب. 

 لذلك أرجو منك الآتي:

اسكبي نفسك أمام الرب بتعلق شديد أن يُرجع الرب إليك زوجك ثانيةً كما قد أعطاه لك زوجًا محبًا كما كان أولاً.

لا تتغيري عن كونك زوجة أمينة مخلصة وفية لزوجها حتى وإن كان هو غير أمين معك، فكلمة الله تعلمنا أن سيرة الزوجة الأمينة الطاهرة تقود إلى ربح زوجها غير المطيع لكلمة الله (1بط3 :1)، فكم بالحري إذا كان مؤمنًا وله مرجعية روحية.

لا تحاولي أن تنتقمي منه وتطعنيه بنفس سلاحه، فهذا لن يجلب لك البركة بل المزيد من المتاعب، واعلمي أن لكِ أبًا رحيمًا وحكيمًا في السماء يعرف كيف يقدرك ويكرمك ويحل مشاكلك.

حاولي أن تظهري اهتمامًا خاصًا لزوجك واشعريه دائمًا بالقبول الدافئ واجعلي بيتك مظلة له في قيظ الهموم والمشاغل.

احرصي أن يكون لكما أوقاتًا خاصة تسترجعين فيها أيامكما الأولى السعيدة بحرارة محبتها ونقاوة تفاصيلها، وشوقيه للمزيد.

احرصي على الاهتمام بنفسك ومظهرك أمام زوجك ولا تدعين دورك كأم لأولاد أو ربة منزل يطغى على دورك كزوجة لزوج.

   رابعًا: نداء إلى الزوج:

   عزيزي الزوج، يا من أكرمك الرب بزوجة فاضلة وفية لك ولأولادك، قال عنها الكتاب: «من يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ» (أم31: 10).  وأكرمك بأولاد هم ميراث من عند الرب، وأكرمك باجتماعات روحية مع إخوتك حول الرب.  دعني أسألك، ما هو الشيء الوحيد في هذا العالم الذي يجعلك تضحي بكل هذا لأجل متعة وقتية زائلة هي عبارة عن جمر نار في حضنك يقودك إلى الدمار؟

   أرجوك لب نداءات زوجتك المخلصة الأمينة لك، واستمع لتساؤلات أولادك وهم يرددون ”أين بابا“؟ وفكر لحظة في أهمية وجودك مع أسرتك متمتعًا بابتسامة السماء.  وتذكر أن من يغدر بامرأة شبابه حتمًا سيتعرض للتأديب من الله.

****

   والآن أصدقائي الشباب أعرض عليكم رسالة أخرى جاءتنا من الأخت (م . ح) تقول: 

   أعزائي في باب "لو كنت مكاني" 

   أنا فتاة جامعية من إحدى محافظات الصعيد وسني20 عامًا، أنا الأخت الأكبر لأختين وولد،  قبلت الرب كمخلص لي منذ 7 سنوات، ومن يوم تعرفي بالرب وأنا أعيش أسعد أيامي على الأرض، ولكن دائمًا تأتي المنغصات من والدي، فهو كان ولا يزال قاسيًا عليَّ في تربيتي بطريقة لا تخلو من الإهانة والتحقير، فهو لا يدرك احتياجي إلى الحب والشعور بالقيمة والكرامة خاصة في هذا السن، كما أنه لا يدرك اختلاف الأجيال وطبيعة العصر الذي نعيش فيه.  إنه يفرض عليَّ حصارًا ولا يعطيني مساحة من الحرية كباقي الفتيات، فأنا إلى الآن ممنوعة من امتلاك موبايل أو كمبيوتر شخصي، وأيضًا ممنوعة من التعرف على أصدقاء أو صديقات في الجامعة أو الخروج معهن.  أنا أشعر بمرارة وكراهية تجاه والدي، ولست ادري ماذا أفعل؟ 

                                                                            أختكم (م .ح)

إن كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى الأخت (م . ح)، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدتها.

برجاء أن لا تزيد المشاركة عن خمسة أسطر أو 80 كلمة.  أيضًا لو كان لديكم مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:

 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    

 أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ facebook 

 أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876


                                                                    المحب في المسيح 


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com