عدد رقم 5 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
النمل  

 يُعبِّر النمل عن أعظم قصة نجاح في تاريخ الكائنات الحية. ويُقدَّر عدد النمل في كل العالم بنحو10.000 تريليون نملة، وهو أذكى الحشرات جميعًا، فمخ النملة يحتوي على 250.000 خلية! كما تستطيع حمل أوزان تفوق وزنها 50 مرة، والنمل الآسيوي يمكنه حمل أوزان تفوق وزنه 100 ضعف حتى وهو يسير مقلوبًا على سطح زجاجي! يقوم النمل بتحريك 50 طن من التربة سنويًا، وهو يستطيع أن يعيش 24 ساعة تحت الماء، وبمجرد أن يتبخر يعود النمل للحياة مرة أخرى! والغريب أن النمل الأسود المعروف لدينا، ليس لديه شوكة يلسع بها، بل يقوم ببخ حمض الفورميك!

ولكن لعل سر نجاح النمل يكمن في النظام العجيب الذي يحكمه، فهو لا يعيش بمفرده، إنما في مستعمرة، عددها في المتوسط 220 ألف نملة، تتكون من: ملكة، ذكور، شغالات، بحيث يعمل الجميع لمصلحة المستعمرة. وبالرغم من أن جميع الشغالات إناث، إلا أنها لا تستطع الإنجاب، فهذه هي مهمة الملكة فقط! أما دور الشغالات فهو الاعتناء بالبيض الذي تضعه الملكة، توفير الطعام وحراسة المستعمرة، وللشغالات “معدتين”، معدة لها ومعدة للآخرين، فقد ترى النمل يُقبِّل بعضه، ولكنه في الواقع يُطعم بعضه الآخر من معدته الثانية، مما يتيح لبعض النمل البقاء وحراسة المستعمرة، بينما يقوم الباقي بجمع الطعام! وتبلغ مدة حياة الشغالات 45 - 60 يوم. والذكر يأتي من خلية أخرى ليقوم بعملية التزاوج مع الملكة ويموت بمجرد الانتهاء من هذه المهمة، بحيث تبلغ مدة حياته أسبوع أو اثنين، وهو يختلف في الشكل عن باقي النمل إذ له جناحان، أي أن كل النمل الذي نراه هو إناث النمل أو الشغالات، أما الملكة فهي ضعف الحجم على الأقل، وهي أيضًا لها جناحان، وقد تعيش 30 سنة تستمر خلالها في وضع البيض الذي يتحول معظمه إلى إناث شغالات، أما الذكر فيأتي من بويضة غير مخصبة، أي أنه بلا أب! فالملكة هي الأم لكل النمل في الخلية. 

   وبعد أن تأملنا في القليل من طرق النملة، ورأينا كيف أن ليس لها قائد أو عريف أو متسلط، ولكنها تعد طعامها في الصيف، وتجمع في الحصاد أكلها، لا يبقى لنا سوى تحريض حكيم الدهور: «اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيمًا!» (أم6: 6-8).  إننا نتعلم من هذه الكائنات الصغيرة درس الاجتهاد والعمل الدؤوب، وجمع الطعام، والعمل الجماعي.  وحري بنا أن نطبق هذا في المجال الروحي، وفي فترة الشباب حيث القدرة على التحصيل من كلمة الله، والعمل بنشاط في الخدمة، قبل أن تأتي أيام الشر أو تجيء السنون. ولقد قال الرب يسوع: «يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل».  
قام بهذا البحث

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com