عدد رقم 5 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مواصفات المسيحي في الأيام الأخيرة (2تي2)  
 كتب الرسول لابنه الحبيب تيموثاوس رسالته الأخيرة قبيل رحيله إلى المجد، مشجعًا إياه على مواصلة الخدمة رغم المفشلات والصعوبات الكثيرة المحيطة به.  وقد فهمنا أن هذه الرسالة لها طابع نبوي فهي تمد البصر للأيام الأخيرة للمسيحية قبل مجيء الرب، لهذا نستطيع أن نجد فيها نورًا يهدي خطواتنا في طريق الأمانة للرب حتى يجيء.  وفي الأصحاح الثاني قدم الرسول بعض المواصفات للمسيحي التي يجب أن تتوفر فيه لكي يكون إناء للكرامة مقدسًا نافعًا لخدمة السيد ومستعدًا لكل عمل صالح.  ونلخص هذه المواصفات كما يلي:

1- وكيل مطلوب منه الأمانة:  يقول الرسول: " ما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاءً أن يعلموا آخرين أيضًا" (ع2).  وهنا نرى الحق المسيحي الذي علم به بولس قد وصل إلى تيموثاوس، وعليه أن يسلمه إلى أناس أمناء حتى بدورهم يعلمونه لآخرين أيضًا.  وهكذا من جيل إلى جيل يصل الحق للنفوس دون حذف أو إضافة أو تحوير.  ولأنها أقوال الله الصادقة والأمينة التي نؤتمن عليها لذلك فإن الأمانة هي المطلب الأول، يليه الكفاءة حتى تصل الرسالة بشكل صحيح وفعَّال للآخرين.

2- جندي صالح مطلوب منه الشجاعة واحتمال المشقات (ع3): إن الجندي في المعركة يتميز بالولاء للقائد، وعليه أن يطيع الأوامر مهما كانت مُكلفة، وحتى لو لم يفهم لماذا؟ كما يتميز بالانضباط في كل شيء.  إنه ليس شخصًا مرفهًا بل يعيش حياة خشنة، ويقنع بالقليل من المسرات ويتعايش مع كل صور الحرمان عالمًا أنه في معركة.  إنه لا يرتبك بأعمال الحياة بل يركز في الهدف الأسمى الذي يعيش لأجله. كما أنه يعرف كيف يستخدم سلاحه عند اللزوم.  وكلها دروس روحية علينا أن نطبقها في حياتنا الروحية حتى نرضي سيدنا.

3- عداء في سباق مطلوب منه أن يحاضر بالصبر في الجهاد، ويطرح كل ثقل، وأن يجاهد قانونيًا (أي يعرف ماذا يريد الرب منه أن يفعل)، وأن يضبط نفسه في كل شيء لكي يفوز بالجائزة.    

4- حراث في الحقل مطلوب منه التعب والمثابرة: فهو يتعب أولاً ويزرع بالدموع، لكنه يومًا سيشترك في الثمار.  فالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج.  وعلى قدر التعب والاجتهاد والصبر والاحتمال والنفس الطويل، على قدر ما يكون الفرح في الحصاد الوفير.

5- عامل لا يُخزَى (ع15): إنه يعمل مع الله، ويعمل عمل الله، وهذا شرف عظيم.  لكن عليه مسؤولية خطيرة هي أنه في كل شيء يظهر نفسه كخادم لله، ولا يجعل عثرة في شيء لئلا تُلام الخدمة.  إنه يجتهد أن يقيم نفسه لله مُزكَّى، فلا يبحث عن مديح الناس ولا يسعى إلى إرضائهم.  لقد تعلم أن تقييم الرب ورضاه هو الأهم والمدح الحقيقي هو من الله.  إنه يمد البصر إلى كرسي المسيح ولا يبحث عن مكافأة في الحاضر.  إنه يتعامل مع المقدسات بكل ارتعاد ويخاف من نفسه ومن الجسد الذي فيه، ويكون حريصًا للغاية أن لا يعمل شيئًا يسبب له الخزي، أو يجلب الإهانة على الخدمة.  إنه يحترص أن تكون ثيابه في كل حين بيضاء، كما كان صموئيل لابسًا أفودًا من كتان ويخدم أمام الرب.

6- ترزي يفصل كلمة الحق بالاستقامة (ع15): وعليه أن يطبق كل جزء من الحق في مكانه الصحيح بالمقاس، ويربط أجزاء الكتاب المختلفة مع بعضها بكل دقة.  وكم يكون الحق واضحًا ومريحًا عندما يُشرح بشكل صحيح بواسطة مُعلم مُقتدر في الكلمة الله.

7- إناءٌ للكرامة مقدسٌ (ع21): في معرض الكلام عن بيت الله الذي أصبح بيتًا كبيرًا في الأيام الأخيرة، وامتلأ بخليط غير متجانس من أواني الكرامة مع أواني الهوان، يقول بولس لتيموثاوس: «فإن طهر أحد نفسه من هذه (أواني الهوان)، يكون إناءً للكرامة مُقدسًا نافعًا لخدمة السيد، مُستعدًا لكل عمل صالح».  إن الشخص الأمين في الأيام الأخيرة، رغم أنه لا يستطيع أن يترك البيت الكبير الذي يمثل دائرة المسيحية ككل، ولا يستطيع إصلاح البيت الكبير ككل، كما أنه لا يستطيع أن يتعايش مع شرور البيت الكبير، لكنه يستطيع أن ينفصل عن الشرور الأدبية والتعليمية والكنسية التي تنتشر بشكل مخيف في دائرة المسيحية، وينفصل عن قادة هذه الشرور، ويطهر نفسه، ويتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي (ع22).   

8- عبد الرب (ع24): الذي لا ينبغي أن يخاصم، بل يكون مترفقًا بالجميع، صالحًا للتعليم، صبورًا على المشقات، مؤدبًا بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق.  لقد بدأ بولس حديثه إلى تيموثاوس في هذا الأصحاح باعتباره الابن قائلاً له: «فتقوَ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع»، وختم حديثه له باعتباره عبد الرب.  «والابن يكرم أباه والعبد يكرم سيده».  والعبد يتمثل بالسيد لهذا فهو لا يُخاصم، بل يترفق بالجميع.  هكذا كان السيد الذي قيل عنه «لا يُخاصم ولا يصيح، لا يرفع ولا يسمع أحد في الشوارع صوته، قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ».                

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com