عدد رقم 5 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أعمدة هامة للبيت المسيحى (1)  
 أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية
   سنبدأ حديثنا في هذا العدد عن أعمدة هامة وأساسية للبيت المسيحي، وسنتكلم في هذا العدد عن واحد من أهم هذه الأعمدة وهو المحبة.
   المحبة العملية الحقيقية هى طابع الحياة المسيحية بصفة عامة، بل هي جوهر المسيحية ذاتها، ونحن نتعلم هذه المحبة من الله لأن "الله محبة" (1يو4: 8).  وبدونها لا يمكن أن تستقيم حياة أسرية ناجحة.  ولا نستطيع أن نحصي ما الذي يمكن أن تفعله المحبة العملية داخل الأسرة المسيحية لحل العديد من المشاكل.

   دعنا أولاً نفكر في المحبة التي تبدأ مع الشباب في مرحلة المراهقة قبل النضوج لكل من الفتى والفتاة، تلك التي تُسمى في المفهوم العالمي "الحُب".  هل هذه هى المحبة الحقيقية؟ وهل تحتوي على المواصفات والمميزات التي تتميز بها المحبة المسيحية؟ بالتأكيد لا.  وكلمة الله مليئة بالأمثلة التي توضح أن هذه المحبة هي محبة جسدية نفعية أنانية، ويمكن أن نسميها محبة أخذ وليس عطاء، وسرعان ما تضعف وتنتهي، كما سيتضح من القصة الكتابية التالية:
   محبة أمنون لثامار (2صم13)، هذا الفصل من أقوى الفصول الذي يعلن ويحذر فيه الكتاب المقدس من المحبة الجسدية التى لاتبغي إلا مصلحتها ولاتهتم مطلقًا بالطرف الآخر.  إنها عكس المحبة الإلهية على خط مستقيم، فهي لا تعمل لصالح الآخر أو تفكر فيه.  ففي بداية الفصل أعلن أمنون أنه يحب ثامار وأنه أُحصر للسُّقم من أجلها، أي أنه مرض من شدة الحب، لكن ماذا فعلت هذه المحبة بعد ذلك؟ لقد أمسك أمنون أخته ليضطجع معها، وعندما توسلت إليه قائلة: لاتذلني، لاتعمل هذه القباحة، أنت تكون كأحد السفهاء وأنا أين أذهب بعاري؟ يقول الكتاب: إنه لم يشأ أن يسمع لصوتها بل قهرها.

   هل رأيت ما فعلته الشهوة الهوجاء الأنانية التي تعمل فقط لمصلحتها بصرف النظر عن رغبات وتوسلات الطرف الآخر؟! ثم مباشرة بعدما أخذ أمنون ما أراده، يقول الكتاب في عدد 15: "ثم أبغضها أمنون بغضة شديدة جدًا حتى إن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها إياها.  وقال لها أمنون: "قومي انطلقي!" لقد تحولت المحبة التى ظهرت في البداية وكأنها قوية جدًا إلي بغضة شديدة جدًا.

   أحبائي الشباب، هل تعلمون كيف انتهت هذه المحبة؟ لقد انتهت بالدمار لكل من الطرفين، فلقد أقامت ثامار مستوحشة في بيت أبشالوم أخيها، وأبغض أبشالوم أمنون ولم يكلمه بشر ولا بخير إلى أن تحين الفرصة وقتله بعد سنتين.  والكتاب المقدس به الكثير من الأمثلة على هذه المحبة الجسدية، فعلى سبيل المثال لا الحصر: محبة شمشون لدليلة والتي انتهت بموت شمشون بعدما أنامته دليلة على ركبتيها وعرفت سر قوته وحلقت سبع خصل رأسه وابتدأت بإذلاله، وصار الجبار يطحن في بيت السجن كالحيوان بعد أن قلعوا عينيه.  وهناك أيضًا حادثة داود مع امرأة أوريا الحثي والتى انتهت بكوارث عديدة منها: موت أوريا وأربعة من أولاد داود.  إنها محبة الشهوة الجسدية وهي عكس محبة التضحية الإلهية.

   وثانيًا دعنا نسأل أنفسنا كمتزوجين هل محبتنا كل منا للآخر هى محبة مسيحية فعلية حقيقية كما يعلمنا الكتاب؟
   وللإجابة على هذا السوال أدعوك إلى التمعن والتأمل في بعض صفات المحبة المسيحية الصحيحة كما وضحها الكتاب في رسالة كورنثوس الأولى 13، وقبل استكمال قراءتك لهذا المقال اقرأ هذا الفصل سائلاً نفسك أمام الرب: هل محبتي لشريك الحياة تتحلى بالصفات الموجودة في هذا الفصل؟ هذا الفصل يذكر 16 صفة عن المحبة الحقيقية منها 7 إيجابية و9 سلبية.  وهذه الصفات (التي هي أعمال وليست كلمات) هى الترمومتر لقياس محبتنا وهل هي حقيقية أم مزيفة؟ هل محبتنا تتأنى وترفق بالمحبوب؟ هل تفرح بالحق؟ هل تحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء؟ لاحظ تكرار التعبير "كل شيء" 4 مرات، وأيضًا هل محبتنا سلبيًا لا تقبح ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم ولا تطلب ما لنفسها؟

   أخي أختي يا من تخطو خطوات نحو الارتباط، أرجوك أن تصلي وتصرخ إلى الرب حتى لاتتقدم خطوة واحدة دون أن تتأكد من نوع محبتك واستعدادك للعطاء والتضحية لأجل الآخر.
   أحبائي المتزوجين .. إنني أدعوكم لقياس محبتكم للطرف الآخر على المقياس الإلهي للمحبة كما أحب المسيح الكنيسة.  أرجو أن تتضرع إلى الرب طالبًا منه أن يصحح أفكارك عن المحبة لتعيش وتختبر وتستمتع مع الطرف الآخر بجو المحبة المسيحية الصحيحة في نقائها وعطائها، وهي التي بلا شك ستحل الكثير من المشاكل.  تأمل في محبة المسيح التي ظهرت هناك في الصليب حين وضع نفسه لأجلك ليحتمل دينونة خطاياك، حتى تستطيع بسهولة أن تحب محبة من ذات نوع محبته التى لاتطلب ما لنفسها بل ما هو للآخر (فى2: 4)، فالمحبة الحقيقية لا ترجو من المحبوب شيئًا وإنما ترجو له كل شيء، وهي تعرف أن تتعب وتخدم وتغفر وتنسى وتتفانى لإسعاد المحبوب.

ولحديثنا عن المحبة بقية في العدد القادم بمشيئة الرب.
إذا كان لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك مراسلتنا على العنوان: الأسرة المسيحية - 3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة.  أو أرسل لنا على البريد الالكتروني:   egyptfamily17@gmail.com 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com