عدد رقم 5 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  
أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني"

   كنا قد طرحنا في العدد السابق رسالة وصلتنا من الصديق " أكرم " يقول فيها :

   "اسمحوا لي أن أعرض عليكم مشكلتي، فأنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، نشأت في أسرة مسيحية تواظب على حياة القداسة والتقوى، كما أن للاجتماعات غلاوة خاصة على قلوبنا جميعًا أنا وأبويَّ وإخوتي؟ 

   المشكلة بدأت من 5 سنوات، عندما كنت حاضرًا أحد الاجتماعات الروحية، وعقب الاجتماع تجاذب أخوان أطراف الحديث الذي بدأ بعتاب بسيط ثم تحول فجاة إلى شجار عنيف، استخدمت فيه ألفاظًا لم أسمع مثلها من قبل، مما أصابني بذهول بسبب ما رأيته وسمعته، ولا سيما أن الأخوين من المتقدمين والمسؤولين في الاجتماع المحلي.

   ومن يومها، ومنذ 5 سنوات وأنا انقطعت تمامًا عن حضور الاجتماعات، وتعثرت عثرة كبيرة جدًا أفقدتني احترامي للجميع ومصداقية الأمور الكنسية.  ماذا أفعل؟"
                                                                          أخوكم "أكرم"
وفور نشر هذه الرسالة ورد إلينا على صفحتنا على facebook عددٌ من مشاركات  الشبان والشابات تجاوبًا مع مشكلة صديقنا (أكرم) والتي سأسرد هنا بعضًا منها:

عادل فتحي - الأشمونين
ماحدث من الأخوين المسئولين هو أمر سيئ للغاية، وأتمنى أن يتوبا ويدركا أن الرب أُهين في هذا الموقف، ويقربا وجهات النظر بعضهم لبعض.  فنحن كجماعة الرب قد نختلف كشخصيات ولكن يجب ألا يكون هناك خلافات حتى نكون قدوة وتكون سيرتنا حسنة وشهادتنا مضيئة أمام العالم.  أما أنت يا صديقي أكرم فأعلم أننا كلنا بشر، وأرجوك ألا تترك الاجتماع لأن هذا سيضعف حالتك الروحية.

صفوت إبراهيم – الشامية
قال الرسول بولس: "ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح".  والمؤمن الذي لا يتحذر من ذلك سيسقط بكل تأكيد.  أرجوك ألا تركز نظرك كثيرًا على البشر فهم ليسوا بمعصومين من الخطإ حتى لو كانوا متقدمين.  ليتك ترجع للاجتماع وتصلي لأجل هؤلاء الإخوة ولأجل نفسك. 

مانو جيمس 
أمر موجع للغاية أن تتحول القدوة إلي عثرة ... أنا لا ألومك مطلقًا على ألمك ولكن أقول لك أمرين:

الأول: قصد الرب لحياتك هو النضوج، فاعلم أن الرب يفطمك عن البشر نهائيًا ليلمع هو بكماله وجماله أمامك، فقد يصبح البشر أكبر عائق لانطلاقك مع الرب.

الثاني : احذر من خدعة الشيطان التي تهدف لتدمير علاقتك بالرب بالعثرة، لا تفقد الثقة في إله التغيير، ولا تنسَ أن هذا هو الإنسان إذا تحول لوهله عن الرب، ولتتحذر وترتعب من الطبيعة الرديئة الساكنة في كل منا.

وأخيرًا اعلم أن هناك الكثير من المتعثرين في أشد الاحتياج لمن يشعر بهم، والرب يريد أن يستخدمك لمعونتهم ... "وأنت متى رجعت ثبت إخوتك"

سامح نبيه 
أخي العزيز، إني ألتمس لك العذر في تعثرك بسبب ما حدث، وتخيل كم يكون ألم الرب الذي يريد أن يتمجد في كنيسته التي أحبها وأسلم نفسه لأجلها.  أخي: هل لديك الاستعداد لتشارك الرب حزنه وألمه لما يحدث في العالم بصفة عامة وكنيسته بصفة خاصة؟ لا تهرب من هذه المهمة الشريفة بل اذهب باتضاع واغسل أرجل إخوتك وشدد مَنْ تعثر منهم.  تحذر أنت وحذرهم لأن "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط"

مايكل عفت – أسيوط
أخي العزيز إني أشكر الرب من أجل إيمانك، وأود أن أخبرك أن الإنسان هو الإنسان في أحسن حالاته كما قال الكتاب: "إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا".  والكتاب قد سجل لنا ضعفات رجال الله وأخطائهم لكي نعرف حقيقة الإنسان ونخاف من أنفسنا. أتمنى أن تضع نفسك مكان هذا الأخ المخطئ، فأنت لست أفضل بحسب الطبيعة، ولولا نعمة الله الحافظة أنت مُعرَّض أن تفعل أي شيء، فارفع عينك عن الإخوة وعن ذاتك أيضًا وتثبتها على الرب وحده، واطلب مزيدًا من النعمة والحفظ الإلهي شاعرًا بضعفك واحتياجك إلى الرب بدلاً من أن تترك الاجتماع.
***
وبعد أن استعرضنا مشاركات القراء، اسمح لي عزيزي أكرم أن أهمس في أذنيك ببعض النقاط الهامة الخاصة برسالتك.

أولاً: أشكرك 
دعني أولاً أشكرك وأمدحك لكونك أنت وعائلتك حريصين على حياة القداسة  والتقوى، وهل يوجد أثمن من حياة التقوى.  كما أن لحضور الاجتماعات الروحية غلاوة خاصة على قلوبكم، وهل يوجد أغلى من تلك الوقات التي نجتمع فيها حول الحبيب.
ثم إني أشكرك لأنك حتى وإن تعثرت فإنك عبرت عما في قلبك وشاركتنا بما يؤلملك طالبًا النصيحة والمشورة وليس بقصد التشهير.

ثانيًا: أعرفك 
أريدك أن تعرف ما يلي:
اعرف القصد الإلهي من العلاقات بين المؤمنين: إن غرض الله أن يتحلى شعبه بأحشاء الرأفات والمحبة والاحترام واللطف، لكي ننقل رسالة للعالم مفادها أننا تلاميذ المسيح، نملك ذات حياته وصفاته، «بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبٌ بعضًا لبعض» (يو13: 35).

اعرف إخوتك: أنا أتفق معك تمامًا فيما تشعر به من غيظ مما رأيته وسمعته، فلقد انهارت القدوة أمامك، وتبعثرت حبات عنقود الشهادة أمام الجميع.  لكن ينبغي أن تعرف أن إخوتك، حتى وإن كانوا قديسين في المسيح ومتقدمين في الكنيسة، إلا أنهم بشر ومُعرضون للزلل والسقوط، وأنا هنا لا ألتمس أعذارًا للخطأ، وإنما فقط أريد أن لا تعتبر الإخوة المتقدمين معصومين من الخطإ، فإذا توقعنا الخطأ من أحد لا نفاجأ إن صدر منه، فإن المؤمن ما زال لديه الطبيعة القديمة ساكنة داخله تتحين الفرصة لكي تطل برأسها وتعكر صفو جو النعمة والقداسة.  وكم من المرات يكون المؤمن في القمة، لكنه إذا تخلى عن الاستناد على الرب فإنه يضعف ويصير كواحد من الناس.

اعرف نفسك : نعم يا صديقي يجب أن تعرف نفسك، فإن الجسد الموجود في إخوتك وقادهم نحو الاحتداد والشجار وجلب الإهانة على اسم الرب الكريم، هو ذاته الجسد الموجود فيك وفيََّ، وقد يعبر عن نفسه في أي وقت بصورة أو بأخرى ليهين الرب، لذلك أدعوك وأرجوك أن لا يقودك ما رأيته من عيوب في إخوتك إلى التعثر وتوجيه اللوم، وإنما أدعوك أن تستحضر إخوتك بعيوبهم وضعفاتهم في الصلاة وأن تتحد نفسك معهم ليتنازل الرب ويرحمنا جميعًا لنكون شهادة حسنة لمجد اسمه.

ثالثًا: أحذرك، من ألاعيب إبليس الملتوية "لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكاره" (2 كو2 :12).  فهو كصائدٍ محترف يستطيع أن يضرب أكثر من عصفورٍ بحجر واحد.  فهو قد استدرج الإخوة للشجار أمامك، وهو بذلك يريد أن يشوه الشهادة أمام الجميع، كما أنه يريد أن يهدم القدوة أمامك، وأيضًا يريدك أن تتعثر فتترك الاجتماع والعبادة وبذلك ينجح في إقصائك بعيدًا لتكون صيدًا سهلاً له.

رابعًا: أشجعك أن تكون أنت شخصيًا قدوة لمن حولك، قد تقول لي "ومن أنا صغير السن كي أكون قدوة في وقتٍ فشل فيه الشيوخ أن يكونوا قدوة؟"، لكني أشجعك على أن نعمة الله وعمل الروح القدس المقدمان لتيموثاوس صغير السن لكي يكون قدوة، هما أيضًا لك أنت ولي كي نكون قدوة، «لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الإيمان في الطهارة» (ا تي4: 12).

أخي الحبيب أكرم، أرجوك أن لا تسقط في فخ الشيطان وتترك اجتماعات المؤمنين من حول الرب، بل ابدأ بمبادرة إيجابية لحفظ نفسك من السقوط في ما سقط فيه إخوتك أمامك ، متحذرًا من كلمة الله التي أريد أن أتركها معك ومع إخوتك طرفي المشكلة.  اسمع ماذا يقول الكتاب عن العلاقات بين أعضاء جسد المسيح  "25لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. 26اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، 27وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. ... 29لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. 30وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. 31لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. 32وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ” (أف4 : 25  - 32).

أخيرًا، لقد قصد الرب أن يريك أن الإنسان مهما علا شأنه، فهو في ذاته إنسان يشوبه النقص، لكن عليك أن تثبت عينيك على شخص الرب الوحيد الكامل " الذي لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر، الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا ... بل كان يسلم لمن يقضي بعدل (1بط 2: 21 -23) وهو الذي "لم يعرف خطية" (2كو5 : 21)، وأيضًا "ليس فيه خطيه" (1يو 3 : 5).
***

   والآن أصدقائي الشباب أعرض عليكم رسالة جديدة جاءتنا من الأخ "ريمون" 
   أعزائي باب " لو كنت مكاني " 

   "أنا اسمي ريمون، عمري 25 سنة، تعرفت على الرب كمخلص شخصي لي في إحدى الفرص الكرازية منذ ستة أشهر.  ومن يومها وأنا أعيش أيام السماء على الأرض، لكن هناك شيئًا بدأ يقلقني، فقبل الإيمان كانت لي سلوكيات خاطئة وعلاقات غير طاهرة كثيرة، وكنت مستعبدًا للمخدرات، وهذا اضطرني كثيرًا أن أمد يدي للسرقة لكي أصرف على ملذاتي، لذلك فهناك ضحايا كثيرون قد سرقت أموالهم مثل والدي والدتي وأختي وبعض أصدقائي.  أنا أشكر الرب قد تغيرت تمامًا، لكن هناك عدم راحة داخلية تجاه هذه المبالغ المسروقة، لست أدري هل أذهب وأردها لأصحابها، وهل إذا صارحتهم بهذا أليس هذا يمثل لي فضيحة؟ أم أكتفي بكوني مخلصًا، وأن الرب غفر لي فلا لزوم للفضايح؟ أرجوكم ساعدوني.                                                                            (ريمون)
***

إن كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى ريمون، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.
برجاء ألا تزيد المشاركة عن خمسة أسطر أو 80 كلمة.  أيضًا لو كان لديكم  مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:
 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
 أو انضم إلى الجروب   lawkontmakany على الـ facebook 
 أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876

                                                                المحب في المسيح 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com