عدد رقم 5 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
من أي نوع أنت؟  

أجريت تجربة على عصفورين بأن حُبس كل منهما في قفص منفصل لمدة يوم.  علي أن يطلق سراحهما في المساء.  وُضع كل منهما في قفص له نفس الشكل والمقاييس، فيه بعض الماء والطعام، وتركا.

ظل أحد العصفورين يضرب بجناحيه بكل قوة، محاولاً كسر القفص أو الخروج من بين القضبان، فسكب وعاء الماء، وقلب الطعام.

وظل هكذا في ثورة عارمة، وكان كلما ارتفع ارتطمت رأسه بالقفص وسقط.  وظل على هذا المنوال إلى ساعات.

وعندما جاء المساء، وفتح باب قفصه، وُجد كسير الجناح، وفي حالة من الإعياء تقترب من الموت.

أما العصفور الآخر، فحاول أيضًا أن يجد مخرجًا، ولما لم يستطع بدأ يشرب من الماء ويأكل الطعام، ويزقزق بنغمة شابها الحزن، لكن في هدوء.  ولما جاء المساء، فُتح له الباب، فانطلق مرفرفًا بجناحيه.

وأنت يا صديقي قد يسمح الرب لك بأن توجد في قفص المرض أو الفقر أو الألم أو الحزن أو الوحدة أو الحرمان أو الظلم ... الخ.

فهل تتذمر على ما سمحت به حكمة الله لك؟ وهل تحاول بكل جهدك أن تتخلص من الظروف علي حساب أعصابك، وترفض هذا الواقع الذي وضعك فيه؟ غير واضع في اعتبارك قصد الله في حياتك وحكمته التي ترسم طريقك؟ لماذا تخاصمه؟ لأن كل أموره لا يجاوب عنها (أي14:33).

أم تحني رأسك خاضعًا وتتقبل بشكر ما يفعله معك، وترضى بما يرضاه لك، وتنتظر في صبر تدخله في ظروفك؟ هل تثق فيه وتستأمنه على حاضرك ومستقبلك؟ هل تثق أنه لا يخطئ ولا يعمل شيئًا للضرر، بل يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه؟ هل تثق أنه يمسك بزمام الأمور ويسيطر على الأحداث ومن خلالها يُعلمك ويُشكل في إنائك حسبما هو يريد؟ 

صديقي لا تنزعج إذا سارت الأمور عكس ما تريد، وإذا لم تفهم لماذا يحدث هذا، وحتى متى؟ ولا تلوم أحدًا أو تلوم نفسك، فليس بالضرورة أنك قد أخطأت فوُضِعتَ في هذه الظروف.  اعلم يقينًا أنه بحكمة يعمل وذا هو الأفضل، وستفهم ذلك بوضوح فيما بعد.  قل له مع المرنم: يا حبيبي ساعدني أشكر .. وأسلم واستريح، واخضع لك ربي واصبر وانت حكمك صحيح.   

ثق أنه في وقته يسرع به، وسيقودك من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه، رافعًا أجنحة كالنسور، مضيفًا إلى حصيلتك الروحية اختبارًا جديدًا.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com