عدد رقم 2 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الفَلَك يُخبر بعمل يديه  

   يقول الكتاب: «بكلمة الرب صُنعت السماوات، وبنسمة فيه كل جنودها» (مز6:33).
  فهو الذي قال فكان أمر فصار.  نحن نعيش في إحدى مجرَّات هذا الكون تُدعَى مجرَّة "درب التبانة أو درب اللبانة" "Milky way Galaxy".  وهذا الكون الهائل الذي نعيش فيه كبير للغاية حتى أننا نحتاج إلى مقياس خاص يُسمَّى "السنة الضوئية" لكي نتجوَّل فيه ونقيس أبعاده.  وقد تسأل ما هي "السنة الضوئية"؟ إنها المسافة التي يقطعها الضوء لمدة سنة كاملة وهو ينتقل بسرعة 186 ألف ميل/ ثانية.  هذه المسافة هي 5,88 تريليون ميل/ سنة.  وهذا أحد المقاييس الأساسية في علم الفضاء التي نتحرك بها في هذا الكون الفسيح الذي خلقه الله.  وهذا يعطينا فكرة عن حجمه الهائل.  فمقياس مثل القدم أو الياردة أو الميل لن يصلحوا لقياس المسافات بين الكواكب والنجوم والمجرات، لكن علينا أن نستخدم مقياسًا طوله 5,88 تريليون ميل، ومضاعفاته التي تترجم "كذا سنة ضوئية".  (التريليون = 1 وأمامه 12 صفرًا).  ومجرتنا التي نعيش عليها، مجرة "درب اللبانة"، تتكون من بلايين النجوم، ويبلغ قطر هذه المجرة البيضاوية الشكل 100 ألف سنة ضوئية!!!  ويقول العلماء: إنه يوجد مئات البلايين من المجرات الأخرى في الكون المعروف حتى الآن.

   ويقول عالم فضاء أمريكي في جنوب أفريقيا استطاع أن يلتقط عددًا هائلاً من الصور لمجرة "درب اللبانة": إنه لو أردنا أن نحصي عدد بلايين النجوم الموجودة في هذه المجرة فقط، طبقًا للصور المتاحة، بمعدل نجم واحد كل ثانية سنحتاج إلى 2500 سنة لنحصي عدد هذه النجوم.
   هل تريدون أن تعرفوا ما يقوله لنا الكون عن عظمة الله الذي خلقه؟ يقول الرب في إشعياء: «فبمن تشبهونني فأساويه؟ يقول القدوس.  ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه؟ من الذي يخرج بعدد جندها، يدعو كلها بأسماء؟ لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد أحد» (إش25:40 ،26).  إن الخليقة التي حولنا تقودنا لندرك عظمة هذا الإله الذي «فيه خُلق الكل، وفيه يقوم الكل»، فهو ليس في حجمنا وتفكيرنا.  إنه يعمل بمقاييس مختلفة تمامًا تفوق كل ما نعرفه أو نتخيله أو نراه، والسماوات تخبرنا بذلك.  وهذا ما قاله الكتاب عنه: «من قاس السماوات بالشبر (وليس بالسنين الضوئية)، وكال بالكيل تراب الأرض، ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان؟» (إش 12:40).  ألا يقودنا إدراك عظمته بهذا الشكل إلى أن نخشع ونركع أمامه، ونهتف من أعماقنا: ما أعظمك! ما أعظمك! ألا نثق في قدرته وحكمته ومحبته، فنسلم نفوسنا بين يديه ونستريح. 
(يتبع)
                                          عن عالم فضاء أمريكي مسيحي في وكالة ناسا
 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com