عدد رقم 2 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  
 أهلاً بكم أعزائي الشباب في عددٍ جديد من بابكم "لو كنت مكاني" 
   نشكركم لأجل تجاوبكم الرائع وردود أفعالكم المشجعة تجاه ما قدمناه في العدد السابق بخصوص رسالة أختنا (م .ع) الخاصة بتأخر سن الزواج، والآن أقدم  إليكم بعضًا من المشاركات التي وصلتنا:

" الذي يحدث معكِ هو حادثٌ مع كثير من الأتقياء والتقيات وهو جزء في التدريب الروحي.  حسنًا تمسككِ بعنصر الإيمان في اختيار شريك حياتك ولابديل عن ذلك، لكني أختلف معك في تعبير "فكري الكنسي".  فنحن نبحث عن فكر المسيح وروح المكتوب فيمن نرتبط به".          د/رفيق فؤاد – ديروط.  

"استمري في انتظار الرب، وتذكري دائمًا أن هناك مكافأة لمن تنتظر الرب، ويكفيها جدًا أن تترك الأمور بين يديه وتقف هي خارج هذه الدائرة لتشاهد ما يصنعه معها.  وتذكري أننا لا نعيش على الأرض لنتزوج ثم ننجب الأطفال كباقي الناس، اطلبي من الرب أن يفتح عينيكِ على خطته العظيمة لكِ، وثقي في صلاح الرب دائمًا وفي توقيتاته التي لا تخطئ" أختك – إيرين زاخر – طما. 

   وبعد أن رأينا مشاركات بعض الأصدقاء أيتها الأخت الفاضلة (م.ع)، هيا الآن لنلقي الضوء على بعض النقاط الخاصة برسالتك:
نقاط مضيئة في رسالتك:
   في الحقيقة إني أشكر الرب كثيرًا لأجلك ولأجل كل الشابات التقيات مثلك، اللواتي لهن رصيد من التقوى جمعنه من تربية البيوت المسيحية الأمينة، كما من الوجود الدائم في جو الاجتماعات المباركة أيضًا.  فثقي يا أختي أن التقوى لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة.
لست وحدك
   إن قضية تأخر سن الزواج أصبحت قضية عالمية تخص العالم كله بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة.  فالقضية ليست قاصرة عليكِ وحدك أو على دائرة المؤمنين فقط، بل هي موجودة بكثرة في باقي المجتمعات، مع الأخذ في الاعتبار بأن معظم هذه الأسباب لا ترجع إلى شيء سيئ في الفتاة بل إلى مجموعة عوامل مثل:

o الظروف الاقتصادية: فتفشي البطالة وقلة الموارد وصعوبة الحصول على سكن مناسب، وعدم وجود مصادر دخل لقطاع كبير من الشبان، كل هذا جعل الشبان لا يجرؤون على التفكير أصلاً في موضوع الزواج.
o السفر للخارج: فكثير من الشبان المؤمنين  يضطرون إلى السفر للخارج للعمل وادخار ما يلزمهم لتأسيس بيت وأسرة.  ولكن لطول اغترابهم في الخارج وعدم عودتهم بسرعة يمضي الوقت بالشابات التقيات الرافضات الارتباط بغير مؤمنين.
o المغالاة في طلبات أهل الفتاة: للأسف أقول إنه حتى في داخل دائرة المؤمنين أحيانًا يبالغ والدي الفتاة في طلباتهم ممَن يتقدم لخطبة ابنتهم مثل توفير شقة سكنية بمواصفات خاصة وفي أماكن مُعيَّنة، أو طلب ميزانية خاصة للأثاث أو "شَبْكَة" باهظة الثمن، أو وضع مبلغ كبير في البنك باسم ابنتهم، إذا كانت لا تحب التحلي بالذهب!! ألا يدفع كل هذا الشاب إلى الهروب بعيدًا عن التفكير أصلاً في الزواج؟!
o جهل كل طرف بالآخر: كثير من العائلات وخدام الشباب اعتادوا منذ وقت طويل على الفصل القاطع المانع بين الجنسين، دون توفير التوعية السليمة وتهيئة المناخ النقي للتعارف في وجود كنسي وعائلي من كل الأعمار.  هذا أدَّى إلى اعتبار الجنس الآخر خطرًا يجب ألا نقترب منه، ولغزًا يصعب حله.  فصار الشاب المُقبل على الزواج مُحجمًا عن التفكير في أي فتاة في كنيسته المحلية لأنه لا يعرف عنها سوى اسمها، إن عرف.
o طلبات الشابات التي لا يتنازلن عنها: هناك بعض الشابات اللواتي يطمحن، بُناء على ما زُرع فيهن، ألا يرتبطن إلا بالمؤمن المشترك على مائدة الرب، والذي ينتمي إلى نفس المبادئ الكنسية، وله خدمة ظاهرة، ولا يتنازلن عن ذلك.  فإذا تقدَّم شاب مؤمن ولكنه ليس من نفس الكنيسة، فسيكون نصيبه الرفض السريع دون أن يكون هناك مجال للتعارف أو وقت للصلاة.  كما أن بعض الفتيات يرفضن رفضًا باتًا أن يكون التعارف عن طريق البيت والأهل، وربما ترفض الفتاة مقابلته نهائيًا مهما كان مُتميزًا.  وبالأسف كثيرات يَسْخَرْنَ من طريقة زواج إسحاق برفقة باعتبارها لا تناسب روح العصر، ويُفضلن الأساليب العالمية للتعارف والتقارب.

نتائج تأخر سن الزواج:- هذه الأسباب التي ذكرناها تؤدي إلى بعض النتائج والمشاعر السلبية مثل:
o شعور بالتوتر والخوف من الدخول للمستقبل ومواجهته بدون شريك حياة.
o خلق مشاعر سلبية تجاه باقي الشابات اللواتي ارتبطن، أو تجاه بعض الشبان الذين كانت الفتاة تتوقع أن يرتبط بها أحدهم ولم يفعل.
o يستغل إبليس هذا ويرمي في ذهن الفتاة سهام التشكيك في محبة الله وصلاحه، ويقيس صلاح الله وجوده فقط بمقياس الزواج أو عدمه.
o ممكن لكل هذا أن يقود الفتاة إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة أو متسرعة للهروب الفوري من هذه الحالة دون النظر إلى النتائج في المستقبل. 

هل من نصائح للعلاج؟ بعد أن استعرضنا أسباب ونتائج تأخر سن الزواج، هيا بنا بنعمة الرب نلقي الضوء على بعض النصائح للعلاج :- 
o الذهن النقي المُمنطَق بالحق: إن الذهن هو "أرض المعركة".  فأنتِ تحتاجين إلى تنقية ذهنك من مشاعر الرفض وصغر النفس ومن كل الأفكار السلبية  التي ألقاها إليكِ إبليس عن نفسك وعن الآخرين، وعليكِ أن تستبدليها بكل ما لكِ في المسيح من غلاوة وكرامة وتقدير ومعزة وخطة صالحة.  
o اعلمي جيدًا: أن الزواج ليس خطوة لإكمال صورة اجتماعية متعددة الزوايا مثل المؤهل الدراسي والمركز الوظيفي لتحقيق الذات، ولا الزوج هو الذي يمنحك الشعور بالقيمة أبدًا.  فالزواج مشروع مُقدَّس طابعه العطاء، وجوهره الخروج خارج الذات تجاه الآخر.  فربما يكون تأني الرب في استجابة صلاتك هو عدم استعدادك روحيًا ونفسيًا وفكريًا للزواج، إذا كنت للآن تتمركزين حول نفسك. 
o صلاح الله: إن صلاح الله يا أختي العزيزة أكبر بكثير من أن نختزله في احتياج واحد لم يُسدَّد بعد.  فهل تنكرين أن فيض إحسانات الله وصلاحه يشمل باقي جوانب حياتك؟ ألا تختبرين عمليًا قول المُرنم: " باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حساناته" (مز103 : 1)؟ أختي تأملي وردِّدي واشكري وعدِّدي إحسانات الرب ومراحمه عليكِ، وعندها لن تبكي عيناكِ على ما لم تأخذيه، بل ستفيض عيناك بدموع الشكر والامتنان لأجل كل ما يغمركِ من جود القدير وتعويضاته.
o سلطان ومواقيت الله: ثقي يا أختي في سلطان الله، فالله العظيم هو الذي له اليد العليا والكلمة الأخيرة في هذا الكون.  هو بالنسبة لكِ أب محب «لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا» (مت 6 : 32).  فلا تستطيع قوة مهما عظمت أن تمنع يد الرب إذا أراد أن يمنح، أو أن تدفعه للعطاء إذا أراد أن يمنع.  وتذكري قول الكتاب عن الرب أنه «لا يمنع خيرًا عن السالكين بالكمال» (مز 84 :11).  فإن كان قد منع عنكِ أمرًا ما فهو لم يكن قط لخيرك لأنه لا يمنع خيرًا. 
o تفاوضي في مطالبك: نحن لا ننكر أبدًا أهمية وحتمية أن من ترتبطين به يجب أن يكون مولودًا من الله.  كما أننا لا ننكر عليك رغبتك في مثالية الزواج وهو أن يكون أيضًا له نفس فكرك الكتابي.  لكن يا أختي العزيزة إذا تقدَّم شابٌ آخر وكان مؤمنًا حقيقيًا له سيرة نقية من كنيسة أخرى، فأرجوكِ - وهذا رأيي الشخصي- أن لا تضعي هذا عائقًا وإنما صلِّي وادرسي الموضوع وثقي في الرب إذا أعطاك سلامًا، فهو القادر أن ينشئ فيه محبة ووداعة وطول أناة تجاهك ربما أفضل من شاب آخر متمسك بظاهر المبادئ الكنسية ولا يختبر قوتها في حياته.  ثم إني أعرف الكثير من الحالات، بعد فترة وجيزة من التردد على الاجتماعات، اقتنع الشاب بالحق الكتابي، وكان للأخت تأثير إيجابي مبارك على حياته.  كما أرجوكِ مراعاة الظروف الاقتصادية للشباب، وأن تعيشي على أرض الواقع وليس أرض الأحلام، ولا مانع أبدًا من المشاركة المادية إذا كانت ظروفك مُيسَّرة.  وليس عيبًا أن تكون البداية بسيطة والرب سيبارككما مع الأيام.   
o احذري وانتظري: احذري الاندفاع للهروب من حالتك هذه باتخاذ قرارات متسرعة لقبول أي شخص للزواج دون حسبان لنتائج المستقبل.  فأن تعيشي في ظل القدير أفضل بما لا يقاس من أن تعيشي في ظل رجل قاسي ورديء الطباع.  ثم تحلي بالصبر وانتظار الرب الذي لا يخجل منتظروه.  وكم من شابات تقيات فضَّلن أن ينتظرن الرب رغم تعرضهن للضغط الشديد، وأكرمهن الرب بزواج ناجح بحسب مشيئته أكثر من اللواتي تزوجن بحسب مشيئتهن الشخصية في سن مبكرة.  إن انتظار الرب لم يكن قط وقتًا ضائعًا بل تدريبًا رائعًا.
o نداء إلى الشبان: يا إخوتي الشبان أرجوكم في الرب يسوع المسيح أن تخافوا الله في قراراتكم ولا تضيعوا الكنوز التي بين أيديكم، فلديكم في اجتماعاتكم كنوز بمعنى الكلمة، فتيات مؤمنات متعقلات متعلمات من كلمة الله الخضوع والعطاء، ويعرفن ما هو معنى البيت والزوج.  أرجوكم مرة أخرى أن تعيدوا النظر في دائرة بحثكم وكيفية اتخاذ قراراتكم.
****
   والآن سأعرض عليكم رسالة جديدة جاءتنا من صديقنا رامي، كتب يقول: 
" أنا اسمي رامي، اسمحوا لي أن أشارككم مشكلتي التي تؤرقني، فأنا من إحدى محافظات الصعيد، تربيت ونشأت وتعلمت وكبرت في الاجتماع على حياة التقوى والقداسة العملية.  في الحقيقة بيتي واجتماعي لم يقصرا في تربيتي تربية مسيحية منضبطة.  إلى أن سافرت لإحدى المدن الساحلية السياحية، والتحقت بعمل في منتجع سياحي وبالتحديد على بار، فعليَّ كل يوم أن أقدم الخمور للزبائن بيدي، وأن أعايش جوًا من الشرور لم أشاهده من قبل.  إني في صراعٍ شديد هل أنا الآن مذنب بتقديمي الخمر لهم وبوجودي في هذا المكان؟ هل أترك العمل رغم قلة فرص العمل؟ أرجوكم أن تشيروا عليَّ".  
رامي

   إن كان لديك مشاركة أو رأي أو نصيحة مُقدمة إلى رامي لتساعده، يمكنك إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.
   أرسل تعليقك أو نصيحتك فيما لا يزيد عن خمسة أسطر أو 80 كلمة، كما لو كان لديك مشكلة أيضًا أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنك الكتابة على أحد العناوين التالية:
" لو كنت مكاني"  - 3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة 
أو أرسل لنا على البريد الالكتروني   lawkontmakany1@gmail.com
أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ facebook 
أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 0106650876
       المحب في المسيح                                                                                                                                                   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com