دعونا مرة أخرى نقفز قفزة ضخمة في هذا الفضاء الشاسع ونذهب على بُعد 28 مليون سنة ضوئية (28 مليون × 5.88 تريليون ميل)، هناك سنجد مجرة هائلة تُسمَّى Sombrero galaxy. إنها هناك على هذا البُعد السحيق تشهد عن عظمة الله وروعة حكمته.  لقد صنع كل هذا لمجده، والسماوات تُحدِّث بهذا المجد.

   وقد استطاع العلماء في محطة هيوستن الفضائية أن يُصمموا تليسكوبًا جديدًا يطلق عليه The Hubble Space Telescope، وقد أُرسل إلى الفضاء، وعُلِّق هناك على بُعد 353 ميلاً من الأرض خارج الغلاف الجوي.  هذه المسافة تعطينا الفرصة للحصول على لقطات مذهلة لم نستطع رؤيتها من قبل.  وقد كشف هذا التليسكوب عن مجرة جديدة على بُعد 31 مليون سنة ضوئية تُدعى The World Pool Galaxy (مجرة القُطب العالمي) وهي تتكون من مئات البلايين من النجوم (300 – 500 بليون نجم).  وقد سُمِّيت كذلك لأنها تبدو وكأنها تجذب إليها كل ما حولها.  وعلى مقربة منها اكتُشفتْ مجرة أخرى تبدو كنقطة صغيرة لامعة تُدعى NGC 5195 ، وهي تتحرك بسرعة هائلة في اتجاه مجرة القُطب العالمي وكأنها تنجذب نحوها.  وقد أظهر أيضًا هذا التليسكوب العجيب بُقعًا بنفسجية اللون عبارة عن تكوينات نجمية جديدة.  ويقول العلماء إنه في كل ثانية يُولد نجمٌ جديد في حجم شمسنا أو أكبر يسبح في الفضاء ليأخذ موضعه الذي حدده له الله هناك ليشهد عن عظمة ومجد صانعه.  إنه «يُخرج بعدد جندها، (ولا يزال)، يدعو كلها بأسماء.  لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحد» (إش40: 26).

   واللقطة الأخيرة التي وصل إليها العلماء، ولم يكن قد رآها أحد من قبل، وهي الأعجب على الإطلاق في هذا الكون الفسيح، بل هي سر الجاذبية في مجرة القُطب العالمي، وقد اكتُشفتْ أيضًا بواسطة هذا التليسكوب الفريد في قلب مجرة القُطب العالمي الحلزونية الشكل، ما يُسمَّى The x structure of the core ، وبالبحث ظهرت صورة لا تصدقها العين، ظل العلماء يُحدقون فيها وكلٌّ قد فغر فاه من الدهشة، فهذه الصورة التي استقبلتها وكالة ناسا الفضائية من على بُعد 31 مليون سنة ضوئية في قلب مجرة القُطب العالمي كانت عبارة عن صليب أزرق واضح المعالم، عليه شخص غير واضح المعالم، في وسط المجرة المضيئة اللامعة!!! هذا هو The x structure of the core ، وكأن الله في السماء قد قاد العلماء لاختراع هذا التليسكوب وقادهم أن يضعوه في هذا المكان المرتفع في الفضاء ومعه رواد فضاء مقتدرين، ليلتقطوا هذا المنظر العظيم والعجيب.  إنه بسرور يدعوهم ليروا ما صنعه وما في قلبه ومقاصده من محبة نحو الإنسان.  إنه يعلن للإنسان تدبيره العجيب للفداء قبل خلق الإنسان وسقوطه، عندما صمم هذا التكوين البديع بهذا الشكل في قلب أبعد مجرة وصل إليها الإنسان!!!

   إن الرب يسوع هو الذي في البدء أسس الأرض، والسماوات هي عمل يديه، خالق الكون قد جاء في ملء الزمان إلى النقطة اللؤلؤية الزرقاء الصغيرة، التي هي الأرض التي يعيش عليها الإنسان، وعلى هذه الأرض عُلِّق عل خشبة الصليب ومات ليصنع الفداء للإنسان.  هذا ما أراد الله أن يقوله للبشر، فهل نرفضه ونحتقر محبته؟!!

                                                                عن عالم فضاء مسيحي أمريكي في وكالة ناسا