أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية
في هذه السلسلة سنتكلَّم بمعونة الرب عن الزواج وأهميته كما هو في فكر الله، وأُصلِّي من أجل كل أسرة حتى لا يكون الكلام مجرد شعارات ولكن أمورًا عملية في حياتنا نستطيع أن نعيشها ونختبرها ونتمتع بها.
والآن دعني أسألك أولاً: ما هي نظرتك لزواجك ولزوجتك؟ وأسأل نفس السؤال لزوجتك: ما هي نظرتك وتقييمك لزوجك؟
هل ترى الزواج كما يراه الله؟ أم أن مشاكل وضغوط الحياة باتت حائلاً بيننا وبين فكر الله نحو ارتباطنا؟
o التعريف الصحيح للزواج:
1. أقوى وأقدم وأرقى مؤسسة أسسها وصممها ويديرها الله على الأرض للإنسان لخيره وسعادته.
2. مغامرة جميلة يشترك فيها اثنان يعملان معًا ليصبحا كيانًا واحدًا، مع احتفاظهما بشخصيتهما المُتميِّزة في ذات الوقت.
3. واحدة من أعظم مدارس الله التعليمية حيث يتم فيها تنقية كل من الزوجين وصنفرتهما وتشكليهما.
4. عهد أمانة سامي المقام يقطعه رجل وامرأة للالتزام أمام الله الذي يحفظ هذا العهد ثابتًا مدى الأيام.
5. فرصة خدمه فريدة يستخدم فيها الله شخصًا ليقف بجوار شخصٍ آخر ليساعده بصورة مُتميِّزة، لا يمكن لشخص آخر في الوجود أن يساعده بها، حتى يوصله لحالة الإشباع والتميُّز التي أرادها الله له.
6. مجال لتدريب عميق على العطاء الذي هو أفضل من الأخذ.
7. أهم موضوع في الحياة بعد الإيمان وتسليم الحياة للرب.
8. هو تكوين "بيت" وليس "منزل" Home not House.
9. المباراة الوحيدة التي يكسب فيها الطرفان معًا أو يخسران معًا.
10. ليس أن تُوَفَّق إلى الشخص الصالح بل أن تكون أنت هو الشخص الصالح.
o تقدير الله للحياة الزوجية:
عندما نتصفح الكتاب المقدس نرى تقدير الله الواضح للحياة الزوجية من بداية الكتاب وحتى نهايته:
1. سفر التكوين الذي يسميه الشراح سفر البدايات أو مستودع أفكار الكتاب المقدس ينقسم إلى جزئين:
الجزء الأول من أصحاح1 إلى أصحاح11 يتكلَّم عن أربعة أحداث هامة أثرت في التاريخ البشري وهي (الخَلق – السقوط – الطوفان – بلبلة الألسنة) هذه الأصحاحات تغطي فترة زمنية حوالي 2000 سنة.
الجزء الثاني من أصحاح12 إلى أصحاح 50 أي 39 أصحاحًا يتكلَّم فقط عن أربعة بيوت (إبراهيم – إسحق – يعقوب – يوسف). هذه الأصحاحات تغطي فترة زمنية حوالي 350 سنة فقط – هل شعرت بالفارق الكبير ليوضح لنا الله مدى اهتمامه وتقديره للعائلة؟ وهذه الأصحاحات يتكلَّم فيها عن تفاصيل كثيرة جدًا داخل البيوت الأربعة تصلح لمنهاج أسري كامل (العلاقة بين الزوجين – محبة الزوج – خضوع الزوجة – تقدير الزوجة لزوجها – التمييز بين الأولاد – تقدير الزوج لمعاناة زوجته – الغيرة بين الإخوة – الأفكار الصحيحة لاختيار شريك الحياة ....... وأفكار أخرى).
2. الأصحاح الثاني من سفر التكوين الرب بنفسه يضع أساس أول عائلة على الأرض – هذا الفصل يوضح أهم الأساسيات الصحيحة لبناء البيت المسيحي.
3. في سفر الخروج يضع أمامنا عائلة عظيمة هي عائلة موسى وهرون ومريم والبيت الذي نشأوا فيه.
4. تتكلَّم الأسفار التاريخية عن كثير من البيوت والعلاقات داخل البيوت، فعلى سبيل المثال لا الحصر ( بيت أبوي شمشون – راعوث ونعمي وبوعز – حنة وألقانة – داود – الشونمية وآخرين).
5. أمثال 18: 22 يتكلَّم عن الزواج فيقول: " من يجد زوجة يجد خيرًا وينال رضىً من الرب".
6. سفر نشيد الأنشاد هو سفر بكامله مكتوب ليصور لنا أسمى علاقة بين الله والإنسان مُشبهة بعلاقة العريس بعروسه.
7. هوشع2: 19 يقول الرب: "أخطبك لنفسي إلى الأبد" – مُشبهًا علاقته الحبية بشعبه بعلاقة الخطيب بمحبوبته كذلك في حز16 & إر2.
8. ملاخي 2: 12- 16 يختم العهد القديم بهذا القول: " الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك"، وأيضًا لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل.
9. أشار الرب يسوع إلى العلاقة الزوجية عندما سُئل عن الطلاق (مت19 & مر10) وأشار فيهما أيضًا إلى سفر التكوين 2 مؤكدًا المبدأ الإلهي الذي وضعه من البدء.
10. إنجيل يوحنا 2 : 1- 11 بدأ الرب يسوع أولى معجزاته في حفل زواج في بلدة قانا الجليل حيث دُعي هو وتلاميذه.
11. أفسس 5 : 23 - 33 يُشبِّه الرسول بولس العلاقة بين الرجل وزوجته بعلاقة المسيح بالكنيسة قائلاً: " كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن ... أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها".
12. كولوسى3 يوجه الرسول بولس بالروح القدس تحريضات إلى كل أفراد العائلة (النساء – الرجال – الأولاد – الآباء).
13. العبرانيين 13 :4 تختم هذه الرسالة التعليمية بهذا التحريض: " ليكن الزواج مُكرمًا عند كل واحد والمضجع غير نجس".
14. بطرس الأولى3 يقدم الرسول بطرس نصائح للنساء والرجال ويقتبس أمثلة من سفر التكوين.
15. الرؤيا 19: 1 – 9 يختم الكتاب المقدس كله بهذا المشهد العظيم مشهد فرح المسيح بكنيسته مشبهًا بعرس الزفاف حيث نجد القول: "عرس الخروف قد جاء وامرأته قد هيأت نفسها ... طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف".
16. تكلَّم العهد الجديد مرات كثيرة عن جميع العلاقات المترتبة على الزواج ووجه نصائح وتحريضات لكل الأطراف ( الزوج بالزوجة والعكس – الآباء بالأبناء والعكس – الأسرة الجديدة بالعائلتين والعكس ).
17. الله على مدار العهدين يتعامل كثيرًا مع بيوت منها مثلاً:
• العهد القديم
نوح "بنى فُلكًا لخلاص بيته" (عب11: 7).
إبراهيم "عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده" (تك18: 19).
يشوع "وإن ساء في أعينكم أن تعبدوا الرب، فاختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون ... وأما أنا وبيتي فنعبد الرب". (يش 24 : 15).
• العهد الجديد
سجان فيلبي "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع16: 31).
زكا "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو19: 9).
تحدث سفر الأعمال عن بيوت (مثل: حنانيا وسفيرة – أكيلا وبريسكلا)
o الزواج كما هو في نظر الله:
1. وحدة كاملة: قال آدم عن زوجته إنها "عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي" (تك2: 23).
2. محبة من نوع فريد: (كما أحب المسيح الكنيسة – كأجسادهم – كنفسه) (أف5: 22-33).
3. شركة كاملة وتفاعل وجداني كامل وإحساس عن قرب بمشاعر الطرف الآخر.
4. انفتاح كامل بلا قيود وبلا تحفظ (تك2: 25).
5. ارتباط مستمر بلا انفصال طول الحياة – "الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت19: 6 & مر10: 9).
6. إنكار للذات والاهتمام أولاً بالطرف الآخر.
o الفوائد والبركات التي تجنيها أسرة تعرف الرب وتطبق كلمته في علاقاتهم معًا:
1. إظهار صفات الله من محبة ورحمة وطول أناة وصفات أخرى بصورة عملية من خلال علاقة الزوج بزوجته وعلاقتهم بأولادهم فتترسخ هذه الصفات في ذهن الأطفال من الصغر وينشئوا بفكر صحيح عن الله.
2. تسديد الاحتياجات المختلفة (جسدية – نفسية – روحية) وذلك لجميع أطراف العائلة، ومن هذه الاحتياجات (القيمة والتقدير – الاحترام – المحبة – الانتماء – التشجيع – المدح – التكامل – الاتصال...).
3. الشهادة كعائلة أمام الآخرين (الجيران – جماعة المؤمنين).
4. علاقات مريحة بنضوج واستقلالية مع العائلة الكبيرة (الوالدين والأقارب) تنشئ مجدًا للرب من خلال الاحتمال والإصغاء والاهتمام والاعتناء.