عدد رقم 1 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الفَلك يُخْبِر بعمل يديه  

عظيمٌ هو الرب، وليس لعظمته استقصاء.  وعظيمةٌ هي حكمته وقدرته في كل ما صنعتْ يداه.  وعندما رسم دائرة على وجه الغمر (أم 27:8) لم يكن هناك سواه.  وهو الذي حدَّد أبعاد هذا الكون الفسيح.  وعندما نرفع إلى العلاء عيوننا ونرى السماوات وكل ما يدور في الأفلاك، نهتف من أعماقنا: ما أعظمك ما أعظمك!! وسندرك أن هذا الإله الذي نعبده، والخالق لكل الأشياء، يفوق الوصف والخيال.  يقول الكتاب: «السماوات تحدث بمجد الله، والفَلَك يُخبر بعمل يديه.  يومٌ إلى يومٍ يُذيع كلامًا. وليلٌ إلى ليلٍ يُبدِي علمًا» (مز 1:19).  إنها ليست مجرد نجوم مُضيئة، بل هي هناك لتشهد وتهتف أن الرب إلهٌ عظيمٌ.

يقول الكتاب: «في البدء خلق الله السماوات والأرض».  وكان هذا حدثًا كبيرًا يُعبِّر عن مجده وقدرته.  وكثيرون يحاولون اكتشاف أسرار هذا الكون الفسيح، لكن هذا أبعد بكثير من قدراتهم.  والعلماء حتى الآن لم يستطيعوا أن يبنوا تليسكوبًا بالحجم المطلوب لكي يعرفوا بدقة أبعاد هذا الكون الهائل وعدد النجوم التي تدور فيه.  بل في كل مرة يبنون تليسكوبًا أكبر ويخرجون به إلى الفضاء، يكتشفون أن الكون أكبر بكثير جدًا مما يظنون، وما زال الكثير من الأسرار لم تُكتشف بعد.  كما لو أن الله من عليائه ينظر ويضحك ويقول لهم: حسنًا.  هل هذا كل ما لديكم؟ ارجعوا وابنوا تليسكوبًا أكبر، وعندما تعودون سأريكم ما هو أعظم وأعظم مما لم تروه من قبل.  فما زال لديَّ الكثير لأخبركم به.

والسؤال الهام: هل هذا الكون الفسيح الهائل هو مجرد مَسكَنٍ لنا؟ لو كان كذلك لكان كبيرًا جدًا علينا، فنحن لا نحتاج إلى كل هذا.  ولكن ماذا لو أن الهدف الرئيسي للكون هو إظهار روعة وعظمة وقدرة مجد هذا الإله الذي خلقه، وليس أن يكون مَسكنًا لنا؟ عندئذ سندرك أن هذا الكون الفسيح ليس أكبر مما ينبغي، بل هذا هو الحجم الطبيعي والمناسب له لهذا الغرض.

البعض يقول: كنت أتمنى أن أكون هناك عندما خلق الله العالمين، مُعاينًا لكل ما يحدث لحظة بلحظة.  ولكن الحقيقة أنك ما كنت ستحتمل ذلك مطلقًا.  ودعني أذكرك بما حدث في اليوم الأول من أيام الخلق، عندما قال الله: «ليكن نُورٌ، فكان نُورٌ» (تك 3:1).  أتعرف ماذا حدث؟ لقد انبثق منه النور بمجرد أن نطق بهذه العبارة طائرًا بسرعة 186 ألف ميل / ثانية.  هذه هي سرعة الضوء، ليملأ أرجاء الكون في الحال.  قد تندهش لهذه السرعة الخيالية.  لكن هذه هي الحقيقة.  إن شعاعًا من الضوء يسير بهذه السرعة يستطيع أن يلف الأرض 7 مرات في كل ثانية.  وبالطبع لو كنت أنت هناك ما كنت ستحتمل ذلك، لحظة أن خرج النور في مجد عظيم مُبهر بمجرد أن قال الله: «ليكن نور».  إنه شيء يفوق الخيال.  وعندما أمر بذلك، أشرق النور من الظلمة وأضاء الكون. 
  (يُتبع)
( عن عالم فضاء مسيحي أمريكي في وكالة ناسا )



© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com