عدد رقم 1 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
كلمات فى أوانها  
      نصائح وشذرات من أب لأبنائه الشباب

استقبل يومك الجديد بقلب فرحان، فالقلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا.  والحياة المسيحية ستترك حتمًا هذا الانطباع.  والفرح الداخلي مصدره الرب بغض النظر عن الظروف المحيطة.  وتأكد أن مجيء الرب قد اقترب أكثر من الأمس، وكل يوم ينطوي من رحلة البرية وفترة الاغتراب يُقرِّبنا من محطة الوصول للأبدية السعيدة، فلتفرح بالرجاء.
 
الهج في كلمة الله وتمسَّك بالمواعيد الإلهية، وطالب الرب بها، وبإيمان الأطفال قُلْ له: «افعل كما نطقت»، ولا تطرح ثقتك التي لها مجازاة عظيمة.  وانتظر الرب فلن يخزى مُنتظروه، ولن يخجل مُلتمسوه، وهو في وقته سيسرع به.

إذا كان الرب في حكمته يؤجل بعض طلباتك التي بحسب مشيئته، فهو يريد أن يحتفظ بك فترة أطول قارعًا على بابه، وستختبر قيمة هذه الفترات وكيف غيَّرتْ فيك الكثير، ولتعلم أنه في ابتداء تضرعك قد سَمع وأُعلم بالأمر وسوف يستجيب بطريقته وفي وقته.  فلا يَهُنْ العزمُ منك، ولا تخفْ فإن ربَّك فوق الجميع.

ضع نفسك بين يدي الفخاري الأعظم وكن مُطيعًا لعملية التشكيل، واعلم أن كل تدريب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن، لكنه أخيرًا يُعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.

هل تمر بليل من الأحزان؟ وهل أنت مُحبَط ومُتحيِّر من المعاملات الإلهية؟ ثق أن الرب بحكمة يعمل وذا هو الأفضل.  وإن كنت لست تفهم أنت الآن ما هو يصنع لكنك ستفهم فيما بعد، وستدرك أنه عمل الكل حسنًا في وقته ولم يخطئ على الإطلاق في أي أمر.

دعنا نراجع بأمانة حياتنا خلال الفترة الماضية لنعلم كم نمونا في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح، وهل نشعر بالرضى عن تكريسنا وخدمتنا لسيدنا، والأهم هل نشعر أنه هو راضٍ ومسرور بنا.

احترس إن كنت تقرأ كتابًا بشغف أكثر من الكتاب المقدس، أو إن كنت تبتهج في فرصة أكثر من فرصة الصلاة والاختلاء مع الله، أو إن كنت تتوقع مفاجأة أقرب من مجيء الرب، أو إن كان بندول ذهنك وقلبك يميل إلى الأمور العالمية فتحبها وترحب بها أكثر مما تفعل مع أمور الله، فإنك حينئذ تكون في خطر.

كم نفس ربحتها للمسيح خلال حياتك الماضية مع الرب، وكم فرصة أضعتها ولم تتكلَّم فيها عن الفادي ومحبته للنفوس، وكم نفس من معارفك ماتت في خطاياها ولم تسمع منك رسالة الخلاص ولا مرة واحدة.  تذكر مسؤولية الرقيب الذي كان عليه أن يضرب بالبوق مُحذرًا الشعب من الخطر القادم، وإذا تقاعس فإن هذه النفوس ستُطلب منه.  ويقول بولس: «فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس».

لا تنس أن تضبط نفسك أمام مرآة الكلمة لكي تعيش ما تتكلَّم به، فإنَّ ما أنت عليه يتكلَّم بصوتٍ عالٍ فلا يستطيع الآخرون أن يسمعوا ما تقول إن كان مُختلفًا عن رسالة حياتك.

لا تعبر إلى الغد الجديد بأي من أخطاء أو سقطات الماضي.  اطرح ضعفاتك وصغر نفسك وفشلك وتقصيراتك خلفك وابدأ بطاقة جديدة وعزم أكيد في حياة أفضل، وليكن اليوم بداية جديدة في حياتك.

إذا كنت رب أسرة .. دعني أسألك ما هو حجم عطائك لأسرتك؟ ولا أقصد الدعم المادي فقط، فإن أسرتك تحتاج منك إلى أوقات صفاء تجلس فيها معهم وتتحدث إليهم وتستمع إلى ما يشغلهم  وتشاركهم وتتابع أحوالهم.  ولا تبخل بكلمة مديح وإعجاب وتشجيع، بل تلمَّس أي فرصة لتُقدِّم لهم لمسات المحبة والتشجيع، فإن ذلك سيزيد الروابط الأسرية، ويُعمِّق المحبة، ويساعد على تقبُّل التقصير أو الأخطاء، ويدفئ الأسرة ويحميها من برودة العالم الذي حولنا.  ويجب أن تتفادى الانتقاد اللاذع والملاحظات الخشنة التي تترك جروحًا في الآخرين.  وكن قدوة لا عثرة أمام أولادك لئلا يفشلوا.

أوجه نصيحة مُخْلِصة للأمهات ألا يُفْرطْنَ في الاهتمام بدراسة الأولاد ويُهملْنَ تربيتهم روحيًا والاهتمام بأبديتهم، فإن النجاح لا يتجزأ.  كما لا ينبغي أن تكون الدراسة سببًا في إهمال بقية الجوانب في الحياة، حتى لا تنسى أنها أُمٌ وزوجة وأخت في الاجتماع لها دور فعَّال في كنيسة الله.

أخيرًا ماذا عن خدمة العطاء المادي ومشاركتك في عمل الرب؟ هل مشروعات الرب غالية عليك وهل تشعر بمسؤوليتك تجاهها؟ إن المُعطي المسرور يحبه الرب ، والنفس السخية تُسمَّن والمُروي هو أيضًا يُروَى.  وحسنًا أن تجعل عطاياك متناسبة مع دخلك لئلا يضطر الرب أن يجعل دخلك متناسبًا مع عطاياك.     
                                   ولتكن هذه النصائح من سمات حياتك      
                                                                              

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com