عدد رقم 1 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
" لو كنت مكاني"  

     أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عدد جديد من بابكم "لو كنت مكاني" 
ونشكركم لأجل تجاوبكم وردود أفعالكم تجاه ما قدَّمناه في العدد السابق بخصوص رسالة جون الذي يبحث عن شريكة الحياة وتعثَّرت أموره، ونُقدِّم إليكم الآن بعضًا من المشاركات التي وصلتنا:

" أرى أنه في البداية يضع الأمر بأكمله أمام الرب مع الصلاة والصوم بإخلاص، وينتظر الرب بإيمان وتسليم.  ولا يمكن أن الرب يُفشله.  ومعروف لدى أغلبية المؤمنين قصة عبد إبراهيم عندما ذهب ليأتي بزوجة لإسحاق، ماذا فعل وكيف استجاب له الله.  وبالتأكيد الرب سوف يرشد أخي جون كما أرشد عبد إبراهيم، وأيضا عليه أن يضع في الاعتبار الفروق العلمية والمادية والاجتماعية عند الاختيار، وأهم شيء أن تكون مؤمنة "
 ديفيد ماهر. 

الأهم توافق الشخصية والسن المناسب وتقارب الأفكار إلى جانب الإيمان والمستوى الروحي -  أمين صبحي. 

 وبعد أن رأينا مشاركات أصدقائنا عزيزي جون ، هيا الآن نلقي بعض الضوء على رسالتك :

نقاط مضيئة في رسالتك:

إني أشكر الرب كثيرًا لأجلك ، لكونك مؤمنًا بالرب يسوع ولك علاقة حقيقية معه، ناجحًا في حياتك العملية، كما أنك تعبر عن محبتك للرب بالمشاركة في خدمته، حتى لو كانت بسيطة في نظرك، لكن تقديرها عند الرب كثير.
كما إني أشكر الرب لأنك تطلب المشورة في قرارٍ هام لحياتك من خلال المصادر الروحية، وليس المبادئ والثقافة العالمية. 
 أما بخصوص "اختيار شريكة الحياة" فعندي بعض الملاحظات الهامة:

إشارة حمراء 
هناك إحصائية خاصة بالزواج نعتبرها إشارة حمراء أمام مَنْ يُقدم على اتخاذ قرار الارتباط، لكي يعيد التفكير ليبني قراره من البداية على صخرة راسخة، هذه الإحصائية تقول: "إن من بين مجموع الأزواج الذين يعيشون معًا هناك 5% فقط يعيشون في سعادة، و10% يعيشون معًا دون أن تكون بينهم روابط عاطفية و 85% من الأزواج يعانون من مشاكل كثيرة في زواجهم.  وكل هذا يؤدي في النهاية إلى الطلاق أو الانفصال أو الطلاق العاطفي (emotional divorce  )، وهذا النوع الأخير يعني أن يظل الزوجان معًا دون طلاق رسمي أمام المحاكم، ولكنهما يعيشان منعزلين عاطفيًا دون الشعور بالسعادة الزوجية.
وهذا يقودنا لنعرف ما هي الصورة الإلهية الصحيحة للزواج الناجح؟

الزواج مشروع إلهي  
الزواج مشروع أرسى قواعده ورسم ملامحه الرب بنفسه في جنة عدن قبل السقوط عندما قال: «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له مُعينًا نظيره» (تك18:2).
فلقد رغب الله في نعمته وقرر بسلطانه أن يؤسس كيانًا اسمه العائلة، يُمارَس فيه الحب والعطاء بلا شروط  ليكون صورةً لعطاء المسيح للكنيسة الذي هو بلا حدود، ويُمثل أيضًا في الوحدة بين الرجل وامرأته انعكاسًا لعلاقة المسيح والكنيسة كعلاقة الرأس بالجسد، لذلك يقول الكتاب «يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا» (تك 2 : 24). 

متى يكون الشاب مؤهلاً للزواج؟
إن اتخاذ قرار هام ومصيري في الحياة مثل قرار الارتباط، لا يأتي أبدًا في مرحلة الطفولة ولا الصبا، وإنما يأتي في مرحلة الشباب أو الرجولة حيث يكون الإنسان قد وصل إلى مرحلة من النضوج الذي يؤهله لتحمل المسؤوليات مثل :-

النضوج الروحي: أي أن يكون الشاب أو الفتاة له علاقة حية بالرب يسوع ووصل إلى مرحلة النضوج في فهم مشيئة الله وتفويض الرب في قيادة خطوات حياته »لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله» (رو 8 : 14). 

النضوج النفسي: أي يكون الشاب قد وصل لمرحلة الفطام النفسي الذي يجعله غير متعلق وجدانيًا بوالديه بطريقة اعتمادية بل قادرًا على إنشاء وقيادة عائلة جديدة مُستقلة.

النضوج الجسدي: أي يكون الشاب قد تجاوز مرحلة الطفولة باعتماديتها وسطحيتها، وتجاوز أيضًا مرحلة الصبا والمراهقة ( 12- 18 سنة) بتقلب مزاجها ورغباتها ومقاييس اختيارها، ووصل إلى مرحلة الرجولة التي تؤهله لأن يكون مسؤولاً عن بيت وأسرة.

الاستقلال المادي: أي يكون للشاب عملاً يحقق له دخلاً يجعله قادرًا على تحمل أعباء الحياة وإعالة أسرة، ويجعله مستقلاً عن والديه، كما أنه يجب أن يكون للشاب سكنًا خاصًا به، وليس بالضرورة أن يكون هذا السكن فاخرًا مؤثثًا بأغلى الأثاث، وإنما لا بد أن يكون مستقلاً.  فلقد رتب الرب لآدم خطوة زواجه بعد أن وضعه في الجنة (السكن الذي سيعيش فيه)، وكلَّفه بأن يعملها ويحفظها (أي رتب له العمل).

الشعور فعلاً بالاحتياج: إن الشعور بالاحتياج يُعتبر خطوة أساسية قبل اتخاذ قرار الارتباط، فيقول الكتاب عن آدم: »فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية.  وأما لنفسه فلم يجد مُعينًا نظيره، فأوقع الرب الإله سُباتًا على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم».  أي أن الله تدخل وأعد الزوجة لآدم عندما شعر هو بالاحتياج.

طلب وجه الرب ومعرفة مشيئته: 
مَنْ تعوَّد على طلب الرب وسماع صوته في أصغر الأمور حتمًا سيتعلَّم ويتلذذ بمعرفة صوت الرب في أهم قرارات الحياة.  وبكل تأكيد التعلق بالرب في هذه القرارات هو خير ضمان، فلا خاب مَنْ ليسوع استند، وهو تبارك اسمه الذي وعدنا «أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك» (مز 32 : 8).
احذر الأسباب الخاطئة للزواج:
 على الشاب التقي أن يتحذَّر جدًا لئلا ينقاد للزواج مدفوعًا ببعض الأسباب الخاطئة مثل:
الشعور بالوحدة : فكثيرًا ما يهرب الشاب من الشعور بالوحدة إلى الزواج دون أن يحسن الاختيار، وبالتالي يدخل مع مرور الوقت في وحدةٍ عاطفيةٍ بالرغم من زواجه فيحيا تعيسًا. 

الإعجاب بجمالٍ خارجي: إن الجمال الخارجي ما كان أبدًا هو المقياس الوحيد لاختيار فتاة دون أخرى، فالشاب لا يتزوج  فتاةً جميلةً يضعها في فاترينة عرض ليمتع نظره بها كل صباح، وإنما يحتاج الشاب إلى نوع ٍ إضافي وهام من الجمال، هو الجمال الأدبي الداخلي من تقوى الله والأخلاق الفاضلة والاستعداد للتعب والعطاء دون تذمر، جمال الروح الوديع الهادي.  وهذا الجمال هو الذي يستمر ويدوم وينمو مع مرور الأيام والسنين، عكس النوع الأول من الجمال الذي يذبل سريعًا، فالحسن غشٌ والجمال باطلٌ ( أم 31: 30). 

تأخر سن الزواج . كثيرون من أولاد الله شبانًا وشابات، نظرًا لتمسكهم ببعض المواصفات التقوية التي يريدونها أن تتوفر في شريك الحياة ، يجدون أنفسهم ما زالوا متعلقين بحلمٍ بعيد المنال، بينما يجدون في نفس الوقت مَنْ هم أصغر سنًا قد صاروا أباء أو أمهات، كل هذا يدفع الشاب أو الفتاة للارتباط مع أول فرصة متاحة.  على أن انتظار الرب، حتى ولو  طالت مدته، أشرف وأكثر أمانًا من الزواج والدخول في علاقة تدوم مدى الحياة خارج المشيئة الإلهية. 

----------------------------٭٭٭----------------------------
والآن قبل أن أترككم، أريد مُشاركتكم برسالة من صديقتنا ( م . ع ) التي كتبت تقول:
" اسمحوا لي في البداية أن لا أذكر اسمي ولا بلدي لحساسية الموقف، فأنا فتاة مؤمنة في الثلاثينات من عمري.  علَّموني منذ الصغر كما علَّموا شابات كثيرات مثلي أن لا نختلط ولا نتحدث مع الجنس الآخر سواء في الكنيسة أو في المدرسة أو الجامعة.  وأيضًا علَّموني بأن لا أقلق بشأن ارتباطي فحتمًا الرب سيُدبر الأمر، وشدَّدوا أنه من أهم الشروط التي يجب أن تتوافر في مَنْ يتقدَّم راغبًا الزواج مني أن يكون مؤمنًا، فيجب أن لا نكون تحت نير مع غير المؤمنين ( 2 كو 6 :14)، بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون من نفس فكري الكنسي حسب قول الكتاب:" فذهب رجلٌ من بيت لاوي وأخذ بنت لاوي " (خر 2 :1).  وبالفعل كبرت وكبر معي تمسكي بهذه الشروط فرفضت كل مَنْ تقدَّم لي وكان فيه شبهة عدم إيمان، لكني أيضًا رفضت كل مَنْ تقدَّم لي من خارج فكري الكنسي.  وإذ بي أجد أن الشبان المؤمنين الذين ينتمون لنفس كنيستي وفكري يخرجون خارجًا ويتزوجون من فتيات في كنائس أخرى مختلفة، وهن لا يتميَّزن بشيء خاص بشهادة الجميع.  وبقيت أنا وحدي ومعي كثيرات مثلي متشبثات بمبادئ نشعر أنها ربطتنا في أوتاد الماضي مع أن الكل من حولنا يتقدَّمون إلى الأمام.  إنني أشعر باليأس والضياع وأحتاج المساعدة.

يا ترى هل كنت مخطئة عندما تمسكت بهذه المبادئ ؟

يا ترى هل أظل كما أنا منتظرة أم أقبل مَنْ يتقدَّم إلىَّ في أقرب فرصة مُنقذةً ما يمكن إنقاذه؟ 

                                                                                  (م . ع) 

إن كان لديك مشاركة أو رأي أو نصيحة تقدمها إلى الأخت (م . ع) لتساعدها، يمكنك إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدتها.
أرسل تعليقك أو نصيحتك فيما لا يزيد عن خمسة أسطر أو 80 كلمة، كما لو كان لديك مشكلة أيضًا أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنك الكتابة على أحد العناوين التالية:
" لو كنت مكاني"  - 3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة 
أو أرسل لنا على البريد الإلكتروني   lawkontmakany1@gmail.com
أو انضم إلى الجروب lawkontmakany على الـ facebook 
أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 0106650876
المحب في المسيح 
                                                                                                                                                                        

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com