عدد رقم 6 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
من عندي هذا الأمر  
 إن عندي لك يا ابني رسالة قصيرة أهمس بها في أذنك حتى إذا ما جعلتها تصل إلى أعماق قلبك، تصبح كوسادة ليِّنة، تسند عليها رأسك التعوب.

إذا بدت في أفق حياتك سحابةٌ عاصفة، أو اعترضت طريقك أشواكٌ مؤلمة، فاسمع هذه الجملة القصيرة، القليلة في كلماتها، والعظيمة في معناها: «من عندي هذا الأمر» (1مل24:12).

ألا تثق بأن كل أمر يخصك إنما يخصني أنا أيضًا، وأنك عزيزٌ ومكرَّمٌ جدًا في نظري؟ لذلك فإني أهتم برعايتك اهتمامًا خاصًا.  لذلك عندما تهاجمك التجارب، ويأتي العدو ليُشكِّكك، فإني أريدك أن تتيقن أنه «من عندي هذا الأمر».  ليس بالضرورة أنك قد أخطأت أو غيرك أخطأ فجاءت عليك هذه الضغوط.  إني ربُّ الظروف، وأنت لم توضع حيث أنت بمحض الصدفة، لكن لأن ذلك هو المكان الذي اخترته أنا لك! ألم تُصلِّ لكي تكون وديعًا متواضعًا؟ ألا ترغب أن تكون صبورًا؟ إذًا فهذا هو المكان الذي فيه تستطيع أن تتعلَّم هذه الدروس كما ينبغي.  إن ما يحيط بك من ظروف إنما يُتمِّم إرادتي في حياتك.

هل أنت في أزمة مالية؟ «من عندي هذا الأمر».  إني أملك كل شيء، وأريدك أن تستمد مني كل شيء، وأن تعتمد عليَّ تمامًا لسد كل احتياجاتك، إن غناي لا يُستقصى، وكل ما لي فهو لك! فهي فرصة لتُمارس الإيمان وتتعلَّم كفايتي، وأنا لن أهملك ولن أتركك.

   هل تعبر في ليل من الحزن داجي الظلمات؟ وهل فقدت عزيزًا كنت تتعلَّق به؟ «من عندي هذا الأمر».  أنا أيضًا كنت «رجل الأوجاع ومختبر الحزن»، وقد تركتك بلا سند بشري حتى عندما تلجأ إليَّ تستمد مني عزاءً كاملاً.

هل خاب أملك في صديق فتحت له قلبك؟ «من عندي هذا الأمر».  إني قد سمحت بهذا حتى تعلم أني خير صديق، وأنا معك في كل حين.

   هل افترى عليك أحدٌ بأمور كاذبة؟ دعك منه واقترب إليَّ، احتمِ تحت جناحيَّ، بعيدًا عن المنازعات الكلامية، فإني «أخرج مثل النور برك، وحقك مثل الظهيرة».

هل قُلبتْ خططك وآمالك رأسًا على عقب؟ هل أنت مُحطَّم ومُكتئب؟ «من عندي هذا الأمر».   إني أريدك أن تأتي إليَّ بكل مشروعاتك «لأن الأمر أعظم منك.  لا تستطيع أن تصنعه وحدك» (خر18:18).  أنا المسؤول عنك، وأنا الذي لا يخزى منتظروه، فعليك أن تثق فيَّ وتستريح.

فيك نفسي تستريح         ليس في مشيئتي
أنت فاديَّ  المسيح          خيري   وكفايتي

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com