عدد رقم 6 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
قصة ثلاثة اجتماعات  
«رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ»
(  رؤ12:1 ، 13)

قصة ثلاثة اجتماعات

الاجتماع (أ) ليس لديه مشكلة، على الأقل بالنسبة لعدد المحترمين فيه.  كل الجلسات تستمر كما تعوَّدوا، وكلمة الله يُكرَّزُ بها دائمًا.  يوجد انحدار مُؤكَّد في القوة الروحية، ولكن هذا الانحدار في القوة الروحية يُنكَر أو يُغفَل عنه، ويُستعاض عنه بمزيد من الأنشطة.  وبالتبعية فقد بدأ البُعد بين المبدأ والتطبيق يتسع، وهذا أيضًا يُغفل عنه، إلا من بعض الشباب الذين يلاحظونه ويفقدون المصداقية في التعليم ... مثل هذه الاجتماعات تستمر (وكأن الأمور على ما يُرام) إلى أن تموت.

الاجتماع (ب) ربما ينمو ويزدهر.  وإذ يُقاس النمو بازدياد العدد فسيُعمَل ما يُمكن عمله لزيادة العدد وجذب الشباب.  كل شيء جديد ومختلف سيكون أفضل أوتوماتيكيًا.  وكل ما كان يُمارس قبلاً يُصبح الآن معوِّقاً ومُملاً ومن طراز قديم.  ووسط كل الأمور الجيدة في هذا الاجتماع، ربما لا يُلاحَظ أن بعض الحقائق الكتابية أصبحت مُهمَلة عن غير عمد، أو أُهملتْ ورُفضتْ عن عمد.   القبول والإقبال على هذا الاجتماع من الناس أصبح مطلبًا وهدفًا كبيرًا يستحق السعي من أجله ... أصبح التركيز هو على الوسيلة وعلى الأسلوب الجذَّاب، وليس على البنيان والنضوج الروحي ... هذه الاجتماعات لا تموت عادة كالاجتماع (أ) لكنها تتلون كالحرباء.

   الاجتماع (ج) يقيس نفسه على كلمة الله، ويتوب إذ يفحص الحالة والواقع في ضوء ما رسمه الله للاجتماع، ويعترف بقصوره بكل تواضع.  يعترف بقصوره سواء في الكرازة أو التعليم أو في رعاية وافتقاد وإطعام القطيع، ويصرخ إلى الله طالبًا المعونة .... إنه لا يشعر بكفايته من ناحية، ولا هو - من ناحية أخرى - يبحث عن طرق مُستحدَثة لحل المشكلة، بل هو يبحث عن المسيح وما الذي يرضيه، ويبحث عن الحق وكيف يُمارَس عمليًا.  إنه يفتح قلبه من جديد لذاك الذي جعله الله «رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ» (أف1: 22).

هذا الاجتماع الأخير (ج) قد لا يبدو في أعين الناس أنه اجتماع ناجح، ولكنه سيتمتع بحضور الرب وقبوله، وهل هناك امتياز أعظم من ذلك؟

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com