عدد رقم 6 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني؟  

أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عدد جديد من بابكم "لو كنت مكاني"  

نشكركم لأجل تجاوبكم وردود أفعالكم تجاه ما قدمناه في العدد السابق بخصوص رسالة صديقنا أيمن الذي يشكو من البطالة ويفكر في الهجرة، فلقد ورد إلينا أكثر من 28 مشاركة من الشباب الأعزاء، لكن لضيق المساحة سنسرد البعض منها:

 • "عاوز أقوله إن إحنا لو اتعودنا نسمع صوت الرب في الحاجات الصغيرة أكيد الرب هايسمَّعنا صوته في الأمور الكبيرة، ويمكن الرب سمح ليه بكده علشان يدربه أنه يسمع صوته بشكل أفضل".  باسم عادل – أبو قرقاص

• "باختصار كل الأمور اللى بنناقشها ( الشغل - المرتب - شركة المؤمنين هنا أو هناك) كل المناقشات في المواضيع دي ملهاش لزوم من غير ما نكون متأكدين من خطة الرب، فأنا شايف الحل الوحيد أن أيمن ميسبش الرب غير لما يسمع صوته في الموضوع ده، وممكن يخلي إخواته القريبين منه يشاركوه الصوم والصلاة والرب أكيد هيرد عليه  بطريقته".  ماجد موسى – أنجه هانم

 • "الله ماعندوش مشكله في الفلوس وممكن يديلك ملايين من غير ما تتعب، فلو عايز تعرف مشيئة الله طلَّع الفلوس بره الموضوع وصلي وقول للرب أنا عايز أعيش في مشيئتك ولو هاجوع ".   بيتر إسحق- المنيا

• "1- هل يا ترى الأخ أيمن يعرف لغة البلد المسافر إليها حتى يعمل في عمل متوسط أو جيد؟ 2 - معرفة مشيئة الله بوضوح تستلزم حياة روحية جيدة فأنت تتعامل معي وتكلمني لأن لي علاقة جيدة معك وهكذا مع الرب. 3 - توجد شركات للتوظيف يجب أن تذهب إليها لتبحث عن عمل لك، ونحن لدينا علاقات مع هذه الشركات، فقط تواصل معنا".   نجاتي مجلع – مصر الجديدة
 
وبعد أن رأينا مشاركات أصدقائنا عزيزي أيمن، هيا الآن لنلقي الضوء على بعض النقاط الخاصة برسالتك :

إيجابيات في رسالتك :

بالحقيقة لا تخلو رسالتك من أمور إيجابية أرى أنها سبب لإعجابي بك شخصيًا، فكما ذكرت في رسالتك أنك من أولاد الله، ولك شركة مع الرب يسوع، وأتممت دراستك الجامعية باجتهاد ونجاح لخَّصته في عبارة "زرعت بالدموع"، كل هذه الأمور يا صديقي أيمن هي أمورٌ حسنة تُميِّزك، وإني أؤكد لك أن «الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج» (مز 126: 5) حتى ولو بعد حين، وهو لا يتخلَّى عن أتقيائه (مز37 : 28).

العمل:

إن القاعدة العامة لأولاد الله هي العمل والنجاح وهذا يُحصِّل مجداً لله، وما التفرغ لخدمة الرب إلا استثناءً لهذه القاعدة لبعض أولاد الله الذين صارت الأعمال التي يقومون بها عائقًا أمام  الخدمة التي دعاهم الرب للقيام بها، كما أن العنصر الذي سيكافئ الرب عليه المؤمن ليس نوع العمل أو مركزه ووظيفته، وإنما أمانته في أداء عمله، لذلك على الشاب المؤمن الذي فشل في الالتحاق بعمل يناسب مؤهلاته أن لا يجلس منتظرًا ما لا يوجد في واقعه الآن، ولكن عليه أن يلتحق بأي عمل مهما كان صغيرًا أو متواضعًا، وبركة الرب في أصغر الأمور حتمًا ستُعوِّض عن الحرمان من أعظم المهن والأعمال.

الهجرة:

القضية التالية مباشرة بعد قضية البطالة هي الرغبة في الهجرة وترك البلاد، لذلك وجب علينا أن نناقش بعض الأسباب التي تدفع الشباب للتفكير في الهجرة.

أسباب الهجرة :

إن الحالة الاقتصادية، والشعور بعدم الانتماء ثم الخوف من مد التيار الديني تعتبر من أشهر الأسباب التي تدفع الشباب للتفكير في الهجرة.

• الحالة الاقتصادية

إن الشاب الذي قضى عصارة شبابه في الدراسة بعد أن استنزف أعصاب وأموال أسرته في الدراسة، على أمل أن يتخرج ويلتحق بوظيفة تعوضه وأهله عما قاسوه من نزيف نفسي ومادي، فإذ به يصطدم بطابور طويل من البطالة، هذا الشاب لا يستطيع أن يتحمل أن يظل هكذا، وعندما يرى نماذج أمامه قد هاجرت للخارج للعمل ونجحت، فإنه يعيش حلم هذه الهجرة سواء بطريقتها الشرعية أو غير الشرعية والتي كثيرًا ما أودت بحياة مئات الشباب في طرفة عين على شواطئ إيطاليا وغيرها.

• الشعور بعدم الانتماء

الإحساس المستمر بعدم الحصول على حقوق العيش الكريم، أيضًا مقارنة ما يجري في أرض الوطن من ظروف المعيشة والدخل وكيفية تطبيق القوانين بما يجري بدول الخارج، هذا الإحساس ينشئ شعورًا قويًا بعدم الانتماء للوطن، ويولِّد رغبة مُلحة للهجرة إلى ما هو أفضل.

 • الخوف من مد التيار الديني

يعتبر الخوف من المد الديني والخوف من الاضطهاد من الأسباب القوية التي تدفع ليس الشباب بل أيضًا عائلات بأكملها إلى ترك البلاد، كما يحدث الآن في مصر والعراق.

 إيجابيات وسلبيات الهجرة :

بكل تأكيد فإن هناك الكثير من الإيجابيات التي يشعر بها من يستطيع أن يهاجر، ولا سيما من يستطيع الحصول على عمل وسكن هناك في الوطن الجديد، كما أنه يؤخذ بالحرية والحصول على حقوقه كإنسان واكتساب خبرات وصداقات جديدة، وإن تملكه في بعض الأحيان الشعور بالغربة والحنين إلى دفء العائلة في وطنه الأم، إلا أنه في المقابل يعتبر أن ما حصل عليه فرصة لا تُعوَّض.

ولكن من الانعكاسات الخطيرة جدًا للهجرة، هو تفريغ الوطن الأم من التواجد المسيحي، وبالتالي انحسار وجود شهادة مسيحية منيرة في وسط هذه البلاد.

 ولكن كما أن هناك نماذج لشباب عانقوا النجاح بمجرد هجرتهم إلى الخارج، إلا أنه يوجد أيضًا نماذج لشباب كانت الهجرة بالنسبة لهم من أسوأ قرارات حياتهم ودُمِّروا روحيًا وأسريًا وماديًا.

وهذا يقودنا إلى سؤال هام: كيف أعرف مشيئة الرب تجاه الهجرة أو الاستمرار هنا؟

مشيئة الرب والهجرة :

ينبغي أن نعرف أولاً أن خطة الله تختلف من واحد للآخر.  فنجد البعض سافروا في مشيئة الله وانتعشت حياتهم ماديًا وروحيًا بالهجرة، وهناك أيضًا غيرهم تعثروا وتركوا أعمالهم وخدمتهم، فليست الهجرة أو البقاء في الوطن هو سبب النجاح أو السقوط الروحي، وإنما الشركة العميقة مع الله هي ضمان النجاح في الداخل والخارج، فالشركة مع الله هي التي حفظت يوسف من السقوط في أرض الغربة، كما أن إهمالها هو الذي أسقط داود على سطح قصره.
لذلك يجب عليك أخي أيمن أن تبحث أولاً عن مشيئة الرب، وهذه المشيئة الصالحة المرضية الكاملة (رو12 :1،2) يمكننا أن نختبرها عندما:

 1- نُقدِّم الجسد والكيان كله ذبيحة حية مُقدسة للرب، أي أن تكون للرب السيادة الكاملة على الحياة، فلا نبحث عن إرادتنا بل إرادته.

2- أن ننفصل عن العالم ومبادئه وطريقة تقييمه للأمور، فهو يرى الأمور الوقتية فقط، ويعطي الأولوية للأمور المادية.

 3- أن تتجدَّد أذهاننا بفكر المسيح، وبكل ما هو حق وطاهر وجليل ومُسر وصيته حسن.

 4- أن نتدرَّب على معرفة رأي الرب في أصغر الأمور لنعرف أن نُميِّز صوته في أصعبها.

5- أن لا يوجد في داخلنا ما يُحزن الروح القدس حتى لا نفقد التمتع بإرشاده.

هذه أخي أيمن ليست قوانين جامدة لمعرفة مشيئة الله، وإنما فقط بعض النقاط التي تساعدك وتهيئك لتكون في الجو الذي يُمكِّنك من سماع صوت الرب، ولكن اعلم أنه لا يوجد أحدٌ غيرك يستطيع أن يُميِّز صوت الرب بخصوصك، لذلك ثق به واتكل على نعمته وسلطانه وهو سيقودك إلى الطريق الآمن وسيكون رفيقك دائمًا.

أطرق أيَّ بابٍ للعمل حتى لو كان صغيرًا، واستشر الرب جيدًا بخصوص سفرك، والرب قد وعد قائلاً:  »أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ» (مز 32 :8 )
--------------------------------------------------------

والآن قبل أن أترككم أريد مشاركتكم برسالة جديدة لصديقنا جون، يقول فيها:

أنا اسمي جون، مؤمن وأشارك في خدمة بسيطة مع الشباب، كما أنني أعمل في شركة في وظيفة مرموقة، كنت طوال سني دراستي الجامعية وكذلك عقب تخرجي لا أعطى نفسي الحق للتفكير في الزواج مطلقًا، فكنت أعتبر أن مجرد التفكير في الأمر قبل الالتحاق بعمل كريم والحصول على دخل مرضي يُعتبر من العبث الذي لا يليق، ولكني عندما قررت أن أرتبط اكتشفت أنني لا أملك أي خبرة ولا معلومة عن مفهوم الزواج وشروطه أو كيفية اختيار شريك الحياة، وتقدَّمت لبعض الفتيات المؤمنات وقوبلت بالرفض ولا أعلم لماذا؟  

أرجوكم ساعدوني لأني لا أريد أن أقدم على خطوة غير محسوبة تُدمر حياتي الروحية وسعادتي الزمنية

                                                                                                    أخوكم جون

إلى هنا أعزائي الشباب انتهت مشكلة جون، ولكن بقي دوركم ودورنا في مساعدته

 •    بماذا تنصح جون عن مفهوم وشروط الزواج الناجح، وكيفية اختيار شريك الحياة؟

إن كان لديك مشاركة أو رأي أو نصيحة تقدمها إلى جون لتساعده، يمكنك إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com