عدد رقم 1 لسنة 2020
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الإنجيل  

«لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ»

(رو1: 16)

الإنجيل معناه، بشارة مفرحة، وأخبار سارة، مصدرها الله.  فقد جاء الرب يسوع، في بداية خدمته، إلى الجليل «يكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ، وَيَقُول: قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ» (مر1: 14، 15).  ومنذ يوم الخمسين، كرز الرسل بالمسيح، وغفران الخطايا، المؤسس على موته.  وهنا هو إنجيل نعمة الله، كما أشار إليه بولس: «وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ» (أع20: 24).

وموضوع الإنجيل، هو شخص يسوع المسيح، وعمله الكامل «لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا» (1كو2: 2).  ويعلن الإنجيل أن الخلاص هو بالإيمان بشخص المسيح وعمله الكامل.  لقد أجاب الرسول بولس على سؤال السجان، عن كيفية خلاصه، بالقول: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (أع16: 31).  وفي يوحنا 1: 12، 13 يُعلن الروح القدس: «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.  اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ».  وأعلن الرب يسوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ.  لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يو14: 6).

وبحسب الآية التي بصدر المقال، نري ان الإنجيل مُعلن فيه بر الله إلى كل مَن يؤمن بيسوع المسيح.  وكذلك مُعلن فيه غضب الله على جميع فجور الناس وإثمهم (وهذان هما وجهي الإنجيل).  فالإنجيل هو واسطة الكرازة ومادتها: «وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (مر16: 15).  ونحن لسنا نحتاج لمؤهلات حتى نربح الخطاة، ولا شهادات في اللاهوت، بل الإنجيل وحده فيه القوة (الدينامية) للخلاص.  فالإنجيل وليس اللباقة أو الحكمة البشرية أو المعلومات، بل الإنجيل هو قوة الله – ديناميت الله – ولن تجدي الوسائط الأخرى لربح النفوس.  فيه قوة لا مثيل لها، تفتت القلوب الحجرية، وبذاره لا بد أن تأتي بالثمر، أينما وقعت.

وهناك مفارقة بين الإنجيل والناموس، يوضحها الرب في مثل السامري، حيث لم يستفيد الجريح من الكاهن واللاوي بل من الذي نزل؛ مَن يرمز إليه السامري؛ نزل إلى حالته وبؤسه، وضمد جراحه بزيت النعمة، وأعتني به ووعد برجوعه ثانية.

فبينما يقول الناموس: ”ادفع دَينَك“، يقول الإنجيل: ”المسيح قد دفعه“.

يقول الناموس: ”أنت خاطي لا رجاء لك، ولا بد أن تدان“.  ويقول الإنجيل: ”مغفورة لك خطاياك، إيمانك خلصك، اذهب بسلام“.

يقول الناموس: ”أين برك وصلاحك وقداستك؟“، ويقول الإنجيل: ”المسيح برك وقداستك وفداؤك“.

يقول الناموس: ”ماذا يجب على الإنسان عمله من واجبات نحو الله“، والإنجيل يُعلن ماهية الله نفسه للإنسان، وما عمله الله لأجلنا.

الناموس كامل للدينونة، والإنجيل كامل للخلاص.

الناموس يتطلب قوة في الإنسان، والإنجيل يعتمد على قوة الله ونعمته.

الإنجيل مُعلن لنا في 4 بشائر، لكي يُعطي شهادة رباعية عن حياة الرب يسوع على الأرض، لأربعة أطراف الأرض، حيث يقدم المسيح كالملك في إنجيل متي، والخادم في إنجيل مرقس، والإنسان الكامل في إنجيل لوقا، وكابن الله في إنجيل يوحنا.  كما تقدم لنا المسيح كما تكلَّمت عنه الذبائح الأربعة: ذبيحة الإثم (متي)، ذبيحة الخطية (مرقس)، ذبيحة السلامة (لوقا)، ذبيحة المحرقة (يوحنا).

ألقاب الإنجيل في كلمة الله:

(1) إنجيل الله (رو1: 1؛ 1تس2: 2، 9).

(2) إنجيل المسيح (رو1: 16؛ 15: 19؛ 1كو 9: 12، 18).

(3) إنجيل يسوع المسيح (مر1: 1).

(4) إنجيل مجد الله (1تي1: 11).

(5) إنجيل مجد المسيح (2كو4: 4).

(6) إنجيل نعمة الله (أع20: 24).

(7) إنجيل خلاصكم (أف1: 13).

(8) إنجيل السلام (أف6: 15).

(9) إنجيل بشارة الملكوت (مت4: 23؛ 24: 4؛ مر1: 14، 15).

(10) الإنجيل (مر1: 15؛ 1كو15: 1؛ 1تس2: 4؛ 2تي1: 8).

الأحجار الأساسية للإنجيل ... دعامات الإنجيل:

بحسب 1كورنثوس 15 فإن الإنجيل يحتوي الاخبار السارة عن شخص المسيح بدءًا من موته وحتى ملكه، كما قبله الرسول بولس:

(1) إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب (ع3).

(2) وانه دفن لتأكيد حقيقة موته (ع4).

(3) وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب (ع4).

(4) وانه ظهر ظهورات متعددة تأكيدات لحقيقة قيامته (ع5-8).

(5) وأنه صعد إلي المجد ومن هناك ظهر لبولس (ع8).

(6) مجيئه للاختطاف حيث يقيم الراقدين ويغير الاحياء (ع23).

(7) ظهوره وملكه (ع25)، لانه يجب أن يملك، حتى يضع الأعداء تحت قدميه.

(8) الحالة الأبدية حيث يكون الله الكل في الكل (ع27، 28).

إشارات اخري عن الإنجيل في رسالة غلاطية (2: 7، 8):

إنجيل الغرلة وإنجيل الختان ... هل هما إنجيلان؟

بالطبع لا، فالإنجيل واحد، فغفران الخطايا والتبرير هما بالإيمان بالرب يسوع وكفاية عمله والحقائق الأساسية التي نادي بها كل من بطرس وبولس هي ذات الحقائق، لكن كان هناك ميدانان للخدمة والعمل، فبطرس أؤتمن على الإنجيل لحقل الختان أي اليهود، وبولس لحقل الغرلة أي الأمم.

ليعطنا الرب أن نعيش ونسلك بحسب حق الإنجيل.


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com