كتب ”ترتليان“ المؤرخ من الكنيسة الأولى، كتب عن الحكومة الرومانية بأنها كانت منزعجة من الكنيسة الأولى.  كان المسيحيون ينمون في العدد، ولكنهم لا يأخذون حفنةً من البخور ويوقدونها أمام صورة الإمبراطور، وشعروا بذلك أن المسيحيين لم يكن لهم ولاء لروما.  اندسَّ الجواسيس بين جماعات المؤمنين ورجعوا بالتقرير التالي: غريبٌ أمر هؤلاء المسيحيين.  فهم يجتمعون معًا في غرفةٍ فارغة لممارسة عبادتهم.  ليس لديهم أيةُ صورة.  يتحدثون عن واحدٍ اسمُه يسوع، وهو غائب ولكنهم يتصرفون وكأنهم سيرونه قريبًا.  ويا للعجب كم يحبونه ويحبون بعضَهم بعضًا! 

تـُرى لو جاء مندسون الى الكنيسة اليوم - عزيزي القارئ - ماذا سيكون تقريرُهم؟!  هل سيقولون بأن هذه الجماعة تسود بينها المحبة، وتتوق للقاء حبيبها؟!  أرجو ذلك!