عدد رقم 1 لسنة 2020
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
رسالة العام الجديد  

لماذا أبقانا الرب على الأرض حتى هذا العام الجديد؟

بعدما ودعنا عامًا قد مضى، ودخلنا إلى عامٍ جديد، يتردد هذا السؤال على ألسنة الكثيرين.

لماذا أبقانا الرب على الأرض حتى هذا العام الجديد؟

فهناك فريقٌ من المؤمنين المشتاقين، والذين تعلقت قلوبهم بفاديهم، ويتوقون بين لحظةٍ وأخرى إلى لقياه ومرأه بالعيان، وقد ملأ قلوبهم الشوق وفاض في نفسوهم الحنين.  وكانوا يتوقعون تحقيق الرجاء ولقاء الحبيب.  ولكن لم يأت الرب حتى الأن.

ولهؤلاء المؤمنين المشتاقين أقول: فإن كانت هذه أشواقكم العذراوية النقية للقاءالحبيب، فأشواق الحبيب للقاء عروسه أعظم.  وقريبًا جدًا جدًا سيتحقق الرجاء.  فها هو صوت الحبيب يقول: »وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا« (رؤ22: 17)

وهناك فريقٌ من المؤمنين المتألمين، المنهكين من رحلة السفر، والمطحونين تحت رحى التجارب والآلام. وكانوا يتوقعون مجيء الرب وانتهاء السفر والدخول إلى الراحة. ولكن لم يأت الرب حتى الأن.

ولهؤلاء المؤمنين المتألمين المثقلين أقول: سيأتي الحبيب يا أخوتي، وستحصدون ثمر تعبكم وصبركم وشكركم في كل تجاربكم.  فتمسكوا بالرجاء لينشئ فيكم صبرًا وانتظارًا «فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ.  هُوَذَا الْفَّلاَحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ« (يع5: 7).

وهناك فريقٌ من المستهترين والمستهزئين، والذين زال برقع الحياء منم على وجوههم، وغابت مخافة الله من أمام عيونهم، فأطلقوا لألسنتهم العنان دون ضابط مجدفين، وهازئين، ومستهترين، قائلين: أين هو موعد مجيئه؟  ولهؤلاء المستهترين والهازئين أستعير ما قاله الرسول بطرس بشأنهم: »عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ،  وَقَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ ... لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ» (2بط3: 3، 9).

عزيزي القارئ: لا تستهتر بطول أناة الله، أهرب لنجاتك، واحتمي في كفارة المسيح قبل فوات الأوان.

                                            

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com