.
لم يكن بولس يكتفي بأن يقدم الإنجيل وينفض يديه ويترك الناس لقبوله أو رفضه؛
ولم يكن مجرد عاِلم لاهوت أو فيلسوف مسيحي يلقي
محاضرات يهتم فيها بتقديم الحقائق بدقة؛
ولم يكن صوفيًا حالمًا غارقًا في
انطباعاته وتأملاته؛
بل كان رجلاً ذا رسالة، يشتعل
بالغيرة المقدسة، ويجاهد في آلام لكي يوصل هذه الرسالة إلى الآخرين.
كثيرًا ما نسمع عظات تتصف بالوضوح
واللباقة والبلاغة وحلاوة الألفاظ وسلامة المحتوى، ولكنها لا تُحدث تغييرًا
في السامعين، ولا تحرك أيضًا قوى الظلام.
والحاجة العُظمى ما زالت هي إلى قوة وفاعلية الروح القدس؛ وهي كما هي لم تتغير. إنما يكمن الفرق في طبيعة ومكانة مَنْ يحملون
الرسالة اليوم.