عدد رقم 6 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
القداسة العملية  

ما أحلى وما أجمل أن تتميز حياتنا بالقداسة العملية!، فنكون في الحالة التي يريدنا الله أن نكون فيها، متمتعين بكل ما لنا في قلب الله.  

أولاً: معنى القداسة العملية: هي السلوك كما سلك المسيح - له كل المجد - على الأرض، كإنسان كامل، من حيث البعد التام عن الخطية (يوحنا8: 46).  وأيضًا إظهار كل جمال أدبي وأخلاقي، والتعامل بالذوقيات، والإغداق بالخير على الآخرين.  ولهذا يحثنا الكتاب المقدس على أن ننظر دائمًا إلى مجد الرب يسوع الأدبي، فتكون النتيجة التغير إلى صورة المسيح العملية (2كورنثوس3: 18).

ثانيًا: حتمية القداسة العملية:

(1) الله الذي نتعامل معه في ثالوث أقانيمه قدوس (إشعياء6: 3؛ رؤيا4: 8).  والقداسة ليس صفة في الله ولكن هي جوهر ذات الله، وهي التميز والانفصال الذي لله عن كل الكائنات والأشياء الأخرى.  وهي تاج صفاته فهو قدوس في محبته، قدوس في رحمته، قدوس في أمانته، قدوس في حكمته ... إلخ.  فكيف نتعامل مع الله الذي جوهره القداسة بدون قداسة؟!

(2) الله الذي نتعامل معه خلصنا ودعانا دعوة مقدسة (2تيموثاوس1: 9)، ودعانا للقداسة (1تسالونيكي4: 7)، فكيف لا نعيش بالقداسة العملية!

(3) إرادة الله من جهتنا هي القداسة (1تسالونيكي 4: 3).  ويا للروعة!  فكيف نجرح مشاعره؟  وكيف نخيب ظنه فينا؟  وكيف نكسر قلبه عندما لا نعيش عمليًا بالقداسة؟  

(4) الله يأمرنا في الكتاب 7 مرات (رقم الكمال) أن نعيش بالقداسة العملية (لاويين11: 44، 45؛ 19: 2؛ 20: 7، 26؛ 1بطرس1: 15، 16).  فكيف لا نطيع وصايا الرب!

(5) غرض معاملات الله الأبوية معنا كأبناء له هو الاشتراك في قداسته (عبرانيين12: 6-14).  فكل ما يسمح به الله أبونا – في حكمته - من ضيقات وتجارب وآلام، غرضها أن يعمل فينا بالروح القدس، لكي ننمو أكثر في القداسة العملية.

(6) مراعاة مقاييس القداسة عند الله؛ لأن: 

* «فكر الحماقة خطية» (أمثال24: 9).

* «كل كلمة بطالة سنعطي عنها حسابًا» (متى12: 36).

* «من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فذلك خطية له» (يعقوب4: 17).

* عدم الصلاة من أجل شعب الله خطية (1صموئيل12: 23).

* خطية آدم استوجبت الطرد من الجنة (تكوين3: 24).

* خطية حام استوجبت لنسله اللعنة (تكوين9: 22-27). 

* خطايانا التي حملها المسيح في جسده على الخشبة، استوجبت ترك الله له (1بطرس2: 24؛ مزمور22: 3)، فكيف لا نعيش بالقداسة العملية بعد كل هذا؟!

(7) لكي نحمي أنفسنا من تأديب الرب في حالة عدم القداسة العملية (1كورنثوس11: 26-32)، ولكي نتمتع بكل بركات حياة القداسة التي منها الشركة مع الرب (عبرانيين12: 14)، ونرى عجائب في حياتنا (يش3: 5)، ونعيش حياة الفرح (مزمور 45: 7).

ثالثًا: العوامل المساعدة لنا لحياة القداسة العملية:

(1) الولادة الثانية من الله التي على أساسها ننال الكيان الجديد الذي يحب القداسة (أفسس 4: 24؛ كو3: 10).

 عزيزي: هل اختبرت هذا؟  هل أتيت إلى الله، وطلبت منه الرحمة والغفران كما فعل العشار قديمًا عندما صلي: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ ... فنزل مبررًا» (لو18: 13، 14)؟  ليتك تكون فعلت!  وإن لم تكن فعلته، افعله الآن! 

(2) القدرة الإلهية «قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية وهاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بطرس1: 1-4).  

(3) الرغبة الشخصية، حيث نقرأ عن دانيآل أنه «جعل في قلبه ألا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، فطلب من رئيس الخصيان واستجاب له الله وأعطاه نعمة ورحمة عند رئيس الخصيان» (دانيآل 1: 8، 9).

(4) غرس أفكار مقدسة في أذهاننا، والمشغولية والتفكير بها بصفة مستمرة «كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما هو صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا» (فيلبي4: 8).

(5) التغذي على الأشياء الطاهرة والمقدسة.  وطبعًا لا نقصد الأكل الحرفي، حيث كانت الشريعة قديمًا بالنسبة للشعب الأرضي تسمح لهم بأكل أطعمة معينة ليكونوا مقدسين، وتمنع عنهم أطعمة أخرى لكيلا يكونوا نجسين (لاويين 11؛ تثنية 14).  أما الآن فإن الأكل بالمفهوم الروحي هو كل ما يدخل إلى كياننا الداخلي ويؤثر فينا.  فكل ما نقرأه أو نشاهده بعيوننا ونسمعه بأذاننا ونفعله بأيدينا وأقدامنا ونفكر فيه بأذهاننا ونتكلم به بألسنتنا إذا كان طاهرًا يجعلنا نعيش حياة القداسة وإذا كان نجسًا يجعلنا للأسف لا نحيا كما يحق للدعوة التي دعينا إليها.  

(6) الكتب المقدسة (2تيموثاوس 3: 15، 17)، من حيث قراءتها وفهمها وحفظها ودراستها والعيشة بها: فهي تصل إلى كل جزء في الإنسان (عبرانيين 4: 12)، وهي التي يستخدمها المسيح لكي يقدسنا ويطهرنا عمليًا (أفسس 5: 25، 26).   

(7) الوجود الدائم مع الله من خلال الشركة معه طوال اليوم (1يوحنا 1: 1-4)، والحرص على فرصة الخلوة الفردية اليومية، والالتصاق بكلمته وطاعتها (مزمور 119: 31).  ومخافة الله طوال اليوم (أمثال 23: 17)، وحضور الاجتماعات الكنسية (مزمور 89: 7؛ 1كورنثوس 14: 23، 26).  والشهادة له والكلام عنه. 

وفي تكوين 35 تواجد يعقوب في حضرة الله الذي تكلَّم إليه وأمره أن يصعد إلى بيت إيل الذي يُشير إلى العلاقة مع الله، فطلب يعقوب من أهل بيته أن يعزلوا الآلهة الغريبة، ويتطهروا، ويبدلوا ثيابهم، رغم أن الله لم يطلب منه هذا صراحة، لكنه كان يعلم أن العلاقة مع الله طابعها القداسة العملية.

(8) التوبة عند السقوط في الخطية والقيام والرجوع إلى المحبة الأولى واستمرارية السلوك في القداسة (رؤيا 2: 5؛ ميخا 7: 8).                            


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com