عدد رقم 6 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
تطبيق تريبل اتش (H,H,H للنجاح)  

كل حاجة في حياتنا بقي ليها تطبيقات على الموبايل.  يعني في تطبيقات تخص اللياقة البدنية، السفر والرحلات، الأكل وحساب السعرات، البيع والمشتريات، مباريات كرة القدم، الكتب والمكتبات، وأي حاجة في حياتك تدور عليها هتلاقي تطبيق مخصوص ليها.  كل اللي عليك تدخل على الـ store بتاعك، وتحمل التطبيق، وتسجل حساب جديد وتشتغل.

وده خلاني اسأل نفسي: يا ترى هل فيه تطبيق للنجاح في الحياة؟  تطبيق يديني خطوات أطبقها علشان أنجح في حياتي؟!  الحقيقة أقبل ما نفكر في تطبيق زي كده، مهم أولاً نتفق مع بعض على معني النجاح.  خليني أسألك: إيه الصورة اللي بتيجي لدماغك لما تغمض عينك وتتخيل نفسك ناجح؟

هل تخيلت أعلي درجات في الثانوية العامة، أو حفلة تخرج الكلية بأعلى تقدير، ولا تخيلت أنك تكون الأول في الشهرة، الفولورز، أفخم القصور والعربيات، شوفت نفسك وأنت بتحطم الأرقام القياسية، وبتدخل موسوعة جينيس، أو يمكن تخيلت أنك بقيت خادم محبوب ومشهور والناس بتملي الكنايس لما توعظ، ولا كل اللي جه في خيالك هو مجرد أنك تاخد إعجاب الناس - في كل مناسبة - على شكلك ولبسك أو كلامك.  ويمكن حاجات غير كده جت في خيالك.    

صحيح الصور دي مختلفة جدًا للنجاح، ويمكن عكس بعضها أحيانًا، لكن المشترك ما بينها إنها بتركز علي نجاح اللحظة، أو لحظة النجاح، من غير ما تركز على مشوار النجاح أو طريق ورحلة النجاح.

هل فكرت في نجاح يوسف؟  إمتي قال عنه الكتاب: «وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا»؟  كمل الآية من فضلك!  «وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ» (تك39: 2).  نجح وهو عبد في بيت سيده؛ بعيد عن الشهرة والقميص الملون والأحلام الجميلة في بيت أبوه.  والنجاح ظهر في كل تفصيلة صغيرة بيعملها «كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ».  واستمر نجاح يوسف حتى وصل إلي ... لأ، مش أعلى المناصب!  لكن حتى وصل للسجن.  أيوه يقول الكتاب عنه جوه السجن: «وَلَكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ ... لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ» (تك39: 21).

النجاح في كلمة الله هو أنك علاقتك تكون قوية مع الرب وكل حاجة تعملها مهما كانت صغيرة تنجح، والرب يبارك فيها.  مش مهم أنت عايش فين؟  إمكانياتك إيه؟  مين يعرفك ومين بيدعمك؟  المهم إن الرب معاك في كل صغيرة وكبيرة بتعملها.

فين بقي تطبيق النجاح علشان يساعدنا نمشي طريق النجاح؟

علم الإدارة بيقول إنك لو عايز تعمل أي حاجة وتنجح لازم تمر بــ 3 مراحل؛ كل مرحلة أولها بالإنجليزي .H

يعني 3 H وهما Head, Heart, Hand.

العقلHead : وهو مرحلة دراسة الموضوع وجمع المعلومات.

القلبHeart : أو الشغف وهو أنك تبتدي تحب الحاجة اللي بتعملها.

اليدHand : تلقائيًا ها تعمل الحاجة اللي أنت درستها بعقلك، وحبيتها بقلبك، فتعملها بإتقان.

الكلام ده تقدر تطبقه على جميع المجالات اللي ممكن تهتم بالنجاح فيها.  لكن يا ترى هل ينفع نطبق الكلام ده على حياتنا الروحية، وبالتالي يظهر النجاح في كل مجالات الحياة؟

أنا هاكتب الآية وأنت طلع فيها دور العقل، القلب واليدين (اقرأ الآية وحدد كل دور قبل ما تقرأ التعليق):

الآية الأولى: «بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟  بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ.  بِكُلِّ قَلْبِي طَلَبْتُكَ.  لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ» (مز119: 9، 10).

دور العقل: حفظ العقل حسب كلام الرب.  يعني علشان أنجح لازم أقرأ وأحفظ وأدرس كلمة الله بشكل يومي وبتركيز.

دور القلب: لو حفظت كلمة الله ها تحبها، ها تنشغل بيها، وقلبك هايتملي بمحبة الرب.

دور اليدين: هاتمشي في الطريق الصح، ومش ها تضل.  اختياراتك وقراراتك ها تكون حسب مشيئة الله.

الآية الثانية: «طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ.  مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ.  أَيْضًا لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْمًا.  فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ» (مز119: 2، 3).

دور العقل: دوره يحفظ شهادات ووصايا الرب.  لازم أحمل كلمة الله في عقلي؛ أعمل Loading للآيات وأقوال الرب في عقلي، وده محتاج مجهود وسهر وتعب.

دور القلب: لو عملت كده ها تحب الرب من كل قلبك، وها تطلب إرادته ومشيئته في كل حاجة.

دور اليدين: ها تلاقي نتيجتين: نتيجة سلبية: «لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْمًا»؛ يعني مش ها تعمل الشر.  ونتيجة إيجابية «فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ»؛ يعني ها تعمل الخير.

وآيات تانية كتير ها أسيبها لك تدور فيها على دور العقل، القلب واليدين، ومش لازم بالترتيب، زي:

«لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ.  لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ» (يش1: 8).   

«طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي ... فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً.  فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ» (مز1: 1-3).  

«عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَ فَرَائِضِكَ فَأَحْفَظَهَا إِلَى النِّهَايَةِ.  فَهِّمْنِي فَأُلاَحِظَ شَرِيعَتَكَ وَأَحْفَظَهَا بِكُلِّ قَلْبِي.  دَرِّبْنِي فِي سَبِيلِ وَصَايَاكَ لأَنِّي بِهِ سُرِرْتُ» (مز119: 33-35).


 

 


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com