عدد رقم 6 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
علامة الأمان  

«وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ»

(تكوين 9: 13).

قال أحدُهم: ذهبت في نزهة مع نفسي إلى أحد الأرياف التي تحيط بمنطقة سكني، وكان المطر يتساقط بغزارة، وكانت البروق والرعود والغيوم السوداء الداكنة تغطي السماء من نحو المشرق. ولكن نحو المغرب كانت الشمس تــَشع مشرقة وفي وسط السماء قوس قزحٍ رائع لم أرَ مثيلاً له من قبل.  وبينما أنا جالس أتأمل روعة المشهد، وفي خلال لحظات قليلة كنت وكأني أسمع صوت الخالق يهمس من خلال ألوان ذلك القوس الممتد في السماء، وعلى مدى نظر العين نراه يلامسُ أهداب الأرض، ويداعب مع الهواء ترابه الرطب المبلل بقطرات الندى.  ولكن هل من سامع؟، وهل من فاهم؟، هل من أحد يعرف مغزى ذلك القوس الجميل المتعدد الألوان؟  وهل يوجد من يشكر الله عندما يرى ألوان ذلك القوس العجيب؟  صديقي.. هل سمعت رسالة رحمته تعالى هذه؟  إن قوس قزح هذا يعكس للملا وعد الله لجنسنا البشري بأنه لن يَدينَ بعد عصيان الأرض وتمردها بالطوفان الذي حصل في زمن نوح، عندما رأى الله أن كل تصورات أفكار قلب البشر أنها شريرة.

 صديقي.. إن هناك رمزًا آخر يتكلم عن رحمة الله وهو الصليب.  إن الصليب هو وعد الله للبشر بأنه لن يُنزلَ غضبــَه على كل من يثق بالمسيح وبعمله الكفاري العجيب، فإن الله أرسل ابنه في ملء الزمان مولودًا من امرأة، وإذ اخترق الله الزمن وشق السماء ونزل إلينا ليُعينـَنا، جاء مع ذلك الطفل الوديع يسوع المسيح الحلُ لمشكلتنا نحن، فغدا الصليب قوس قزح أعظم وأسمى وهناك أصبح لنا فجرٌ جديد.  وهكذا كل من يتخذ المسيح يسوع كمخلصه الشخصي، مؤمنًا أنه حمل عبءَ خطايانا على خشبة العار، ينالُ رضى الله، ويُشملُ أيضًا برحمته ونعمته.  فقوس القزح والصليب يتحدثان بهدوء عن محبة الله الفائقة.  ماذا يحصل لو رفضنا هذا الحقَ الإلهي؟  إن الله أعطانا حريةَ الاختيار.  إن كنت لا تعرفه، دعه يجذبْك بمحبته وبطيبته، انظر إلى صليب الجلجثة حيث حمل عنّا عقابَ خطايانا في جسده، ودفع ثمنًا باهظًا ليرضي عدالة الله بالنيابة عنا «الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ» (رومية 3: 25).

برنامج كل الكتاب 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com