عدد رقم 2 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
حريقٌ أتى بالنجاة  


       « مِنَ الْعَلاَءِ أَرْسَلَ نَارًا إِلَى عِظَامِي فَسَرَتْ فِيهَا » (مراثي 1: 13)

كان رجلٍ عجوز في بلاد اليابان يسكن في قرية صغيرة في سفح جبل على شاطئ البحر المحيط، وكان يسكنُ معه حفيدُه الصغير الذي يناهزُ العاشرة من عمرِه. وفي ذات يوم كان الرجل واقفاً يتطلّعُ الى البحر، وإذا بزلزلةٍ فجائية تهزُّ أركانَ الجبل، ورفع الرجل نظرَه فرأى البحرَ يطمو ويفارقُ شطوطَه ويمتدُّ أميالاً عن حدوده الطبيعية، فعرف ما سيحدث بعد ذلك. فالبحر سيعلو ويطمو القرية بأكملها. فطلب من حفيده أن يحضرَ له مشعلاً فأخذه وصعد الى السطح، وأشعل الحطب الذي كان يغطي سقف البيت. فصرخ الغلامُ مستغيثاً لأنه ظن أن الزلزلة قد أثـّرت في جدّه فأصيب بالجنون. ولما رأى أهلُ القرية النارَ تضطرم في سطح بيت أحدهم أسرعوا من أسفل التلّ وصعدوا الى القرية، وحاولوا أن يطفئوا النار. ولكن الرجل منعهم قائلاً: أنا أضرمت النار عمداً لأني أريد أن أرى كلَّ أهل القرية هنا، فهل أتوا كلُّهم؟ أجابوه: نعم . . .

فقال: انظروا الى البحر، فنظروا وإذا بالماء قد ارتفع كجبلٍ شاهق حتى غطى القرية وأوشك أن يصلَ الى المكان الذي كانوا مجتمعين فيه. ولما تراجعت المياه لم تترك وراءَها أثراً للقرية. حينئذٍ فهموا سببَ إضرامه للنار في بيته وحرقه كلَّ أمتعتـِه أنه كان يقصدُ أن يخلّصَهم. فلقد ضحى بكل شئ ليخلّصَ أهلَ قريته .

صديقي الشاب:

      لقد كان الغرق في بحيرة النار والكبريت في جهنم هو مصيرنا الأبدي المحتوم. ولكن النجاة كانت في المسيح الذي اشتعلت فيه نيران الدينونة بدلاً عنا على الصليب فصرخ قائلاً. « مِنَ الْعَلاَءِ أَرْسَلَ نَارًا إِلَى عِظَامِي فَسَرَتْ فِيهَا » (مراثي 1: 13)

لقد مات المسيح البار بديلاً عن الخطاة الآثمين ، فهل قبلته رباً ومخلصاً عزيزي القارئ فتنجو من حريق الحيرة المقتدة بالنار والكبريت إلى أبد الأبدين؟


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com