عدد رقم 1 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
صراخ نصف الليل  


«ففي نصف الليل صار صراخ: هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه» (مت25: 6)

   تُرى ما هو تأثير حقيقة مجيء الرب على ضمائرنا وعلى نظرتنا الخارجية للعالم؟ هل نتمسك بما حصلنا عليه من حطام الدنيا؟ هل تحزن عيوننا على خسارة مادية؟ هل نندم على ما قدمناه وضحينا به لأجل الرب؟ هل نحن نفتكر في الأرضيات؟ هل أفراحنا وما يبهجنا كأفراح العالم؟ هل نسينا أننا سماويون، وأن رحلة تغربنا أوشكت على النهاية، وسنترك كل شيء عند مجيء المسيح؟ يا ليتنا نفحص نفوسنا بأمانة في حضرته المقدسة: هل قوة الرجاء المطهرة قد عملت في ضمائرنا فانفصلنا عن المعاشرات العالمية، وعن حب الامتلاك والثروة، والظهور في العالم؟ هل محبة المسيح والشوق إلى رؤياه قد أشبعا قلوبنا وخلعاها من كل غرض ورجاء آخر؟ هل نحن مهتمون بما يخص كنيسة المسيح التي تعلن مجده للعالم؟  ليحفظنا الرب من الفهم النظري لحقيقة مجيئه، ليكون لقرب مجيئه التأثير العملي فننفصل عن كل نجاسات العالم، ونحفظ عواطفنا مقدسة لعريسنا الوحيد، ونثابر في جهادنا وسعينا وحربنا، دون كلل أو خوار، حتى ينتهي الجهاد.  ولما تنتهي الحرب نُكلل.

   ومما تجدر ملاحظته، أنه بعد صراخ نصف الليل، أي بعد استرداد الحق الخاص بمجيء المسيح، لم يأتِ حالاً، فقد ترك فترة للامتحان.  ففي نصف الليل أرسلت النعمة صراخًا استطاع أن يعمل عمله حتى في الجاهلات، بحيث قُمن وأصلحن مصابيحهن، لكن عندما جاء العريس لم يكن في مقدور أحد أن يدخل سوى المستعدات، لأنهن كن يمتلكن الزيت في المصابيح، أي الروح القدس، وهو المؤهل الوحيد لامتلاك النصيب مع العريس.  فالجاهلات أمسكن مصابيح فارغة من الزيت، بقلوب ليس فيها محبة المسيح، وما قيمة المصابيح التي تنطفئ؟ سوف يأتي العريس والمستعدات يدخلن معه إلى العُرس لفرح أبدي مجيد، ويُغلَق الباب على المسيحية الإسمية، العذارى الجاهلات.  ويا للحسرة إذ سيُغلق عليهم الباب وهم في الخارج، بعيدين عن الأفراح والمجد الأبدي بلا رجاء! 

     

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com