عدد رقم 1 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ماذا أرد للرب؟  


«ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي» (مز116: 12)

   هيا بنا أخي الحبيب نخصص لأنفسنا هذا التساؤل القديم، هيا بنا ندخل في حوار مع أنفسنا.  «ماذا أرد للرب»؟ إنني أحصي مقتنياتي وأقيس أبعاد ممتلكاتي.  ماذا لي لم آخذه؟ يوم وُلدتُ في هذا العالم لم أدخل إليه بشيء؟ ولن أقدر أن أخرج منه بشيء.  إنما في الرب أحيا وأتحرك وأوجد.

   أي شيء يا ترى يصلح أن يكون هبة مني لله؟ الساعات التي تطير مسرعة، أنواع النشاط الكثيرة التي تحفل بها تلك الساعات.  قوى تفكيري، وكل قواي، ممنوحة لي من الله.  وإنني أعترف بأن كل ما يدخل تحت حرف الملكية (ي) قد أخذته من واهب كل عطية صالحة وكل موهبة تامة.  وليس في حياتي ما يمكن أن أعتبره ملكًا خاصًا بي: إلا أن تكون خطاياي!!

   ماذا إذًا أرد؟ لا أقدر أن أرد للرب سوى ما هو له فعلاً.  إذًا سأرد له كل شيء.  سأعطيه نفسي مثل المؤمنين في مكدونية (2كو8: 5).  سأقدم له ذبيحة ليست ذات قرون وأظلاف، مما يملأ المذبح (مز69: 31)، إنما هي الذبيحة الحية، هي جسدي، هي كل كياني (رو12: 1). 

   لقد وصل الشعب القديم إلى مجد عظيم يوم تخلوا عن كل شيء ليتفرغوا لبناء الهيكل المقدس.  فقد أعطى داود والشعب أنفسهم للرب، فهان عليهم بعد ذلك أن يساهموا في متطلبات العمل بسخاء وبساطة.  وصدرت دعوة الملك للشعب قائلة: «من ينتدب اليوم لملء يده للرب؟» (1أخ29: 5).  وكانت الاستجابة مذهلة من الشعب.  لقد أعطوا أنفسهم، وهكذا انفتحت طاقات الوفاء والسخاء.

   عمل تضحية عظيم! لكن داود كشف عن الحافز الدفين.  فقد رد الشعب للرب ما كانوا قد أخذوه منه.  وفي حمده قال داود: «والآن يا إلهنا نحمدك ونسبح اسمك الجليل.  ولكن من أنا ومن هو شعبي حتى نستطيع أن ننتدب هكذا؟ لأن منك الجميع، ومن يدك أعطيناك ... كل هذه الثروة ... إنما هي من يدك، ولك الكل» (1أخ29: 13 - 15).

   ماذا أرد للرب؟ هل أصغر قطعة عملة نقدية؟ هل نفاية يوم قضيته كله في خدمة العالم؟ رواسب حياة الأنانية والذات؟ كلا.  إنني أعطيك نفسي فأكون لك بروحي ونفسي وجسدي.  «وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام» (2كو5: 15).

   سلمتك     سيدي           نفسي  والكيان

   لك روحي جسدي         لك طول الزمان

 فكري كذا  والقلب          احفظهما    لك

  لمجد       اسمك          افعل بي ما تشاء

أنا   لك

                                                                         

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com