عدد رقم 1 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
العلم والكتاب 1  


حاول الكثيرين إنكار وجود الله بالرغم من الأدلة الكثيرة التي تؤكد حتمية وجوده، وحاولوا أن يصورا للناس أن هناك مشكلة بين الكتاب المقدس والعلم، وكأنه لا يمكن التوفيق بين النظريات العلمية الحديثة والكتاب المقدس.  في حين أن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا، فالصراع ليس بين الدين والعلم، ولا بين الكتاب المقدس والعلم، بل بين العلم السليم والعلم الركيك.  الصراع ليس بين الإيمان مقابل العقل، بل بين الإيمان العقلاني مقابل الإيمان اللاعقلاني[1].

ففي الوقت الذي يعلن الكتاب المقدس في أول صفحاته عن الله الخالق، معطيًا تفسيرًا شافيًا لنشأة الكون ووجود الإنسان، رأينا الكثيرين وقد رفضوا هذا الحق البسيط، مدعين أن الكون أزلي لا يحتاج لمصمم يبدأه، وظلوا يتمسكون بهذا الادعاء بدون أي دليل يدعم كلامهم، مستغلين قصور العلم في ذلك الوقت، بل ولقد ادعوا أن العلم يعلم بأزلية الكون، واضعين الكتاب المقدس الثابت في تصادم مع العلم المتغير.  إلى أن أتى العالمان (رادولف كلوزيوس Rudolf Clausius, وويليام تومسون  (William Thomson (Kelvin), في عام 1980 بالقانون الثاني من الديناميكا الحرارية المتضمن أن ”الكون يستهلك طاقته“.  مما يعني أنه لو كان الكون أزليًا لاستهلك كل طاقته وانتهى، مما يثبت ضرورة وجود بداية للكون.  ثم جاء )ألبرت أينشتاين albert Einstein,) في عام 1915 بنظريته في النسبية العامة والتي أثبتت أيضًا وجود بداية للزمان والمكان والمادة. وبعد أن أطلق (ادوين هابل Edwin Hubble,) تليسكوبه، اكتشف في عام 1929 أن الكون يتمدد، مما يثبت أن الكون غير أزلي وإلا لأنفجر بسبب التمدد.

ولهذا كان على من يشكك في وجود الله أن يقدم تفسيرات بديلة لنشأة الكون والإنسان، فنراهم يدعون مسببات أخرى وهي عبارة عن مراحل كثيرة متتالية تشبه حلقات السلسلة، تشرح كيف جاء الكون والإنسان من العدم بدون أي مسبب، وإذا استمعنا لمحاضرة طويلة تفسر نشأة الكون لعالم الفيزياء ”ستيفن هوكنج Stephen Hawking,“ وهو أكبر ملحدي عصرنا، نراه يختم محاضرته بهذا التصريح: ”نحن نقترب من إجابة سؤال العصر القديم، لماذا نحن هنا؟ من أين أتينا؟“[2] أي أنه إذا قمنا بتصديق كل ادعاءاتهم ونظرياتهم وعلمهم، سنظل في النهاية نجهل إجابة أهم سؤالين: ”لماذا نحن هنا؟ من أين أتينا؟“! 

فإذا ارادنا ان نظهر بطلان هذا الادعاء، علينا أن نثبت خطأ مرحلة واحدة فقط من هذه المراحل العديدة التي يدعونها، فإذا انكسرت حلقة واحدة انكسرت السلسلة بأكملها، ولكننا سنفاجأ في دراستنا الآتية أن جميع حلقات السلسة مكسورة! وأن جميع هذه المراحل يستحيل حدوثها، إذ تتعارض مع العلم بشكل صارخ وفاضح، وسوف نعتمد أساسًا على العلم في دراستنا، لنرى، هل يتعارض فعلاً العلم مع الكتاب؟! أم يتعارض علمهم الكاذب (1تي6: 20) مع العلم الصحيح؟!

(يتبع)

                                                                       

[1] نورمان ل. جايسلر – لا أملك الإيمان الكافي للإلحاد

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com