«فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس» (2كو5:
11)
شب حريق في غرفة بأحد المصانع، اندلعت النيران
لتلتهم محتويات الغرفة، وتهدد كل من فيها.
وبالقرب من إحدى نوافذ هذه الغرفة، كان هناك ونش لرفع الأثقال، سلسلته تصل
إلى الأرض. وقد نجا بواسطة تلك السلسلة
رجلان قفزا من النافذة وتعلقا بها، وهبطا سالمين بكل سهولة. ولكن كان معهما في الغرفة مجموعة من الفتيات
أخذهن الهلع فلم ينتبهن إلى طريق النجاة مع أنهن كن يتلمسن بصراخ شديد وحيرة
النجاة من اللهيب المرعب والخان الخانق.
لقد نجا
الرجلان حقًا، ولكنهما لم يلتفتا إلى الوراء لحظة ليخبرا الفتيات عن طريق
النجاة. لم يرفعا صوتًا، ولا أشارا بإصبع
لإرشاد هؤلاء الفتيات البائسات إلى الهروب من الجحيم المستعر. ولا بد أنك أيها القارئ العزيز تتساءل: هل هذان
الرجلان حقًا في عداد الرجال؟ إنهما
بالفعل لا يستحقان اسم الرجولة. ولكن هل
أنت أفضل منهما؟ أنت تعرف أن الغضب آت،
وأن مصير الخطاة سيكون في بحيرة النار والكبريت، ودخان عذابهم سيصعد إلى أبد
الآبدين. وأنت تعرف في نفس الوقت طريق
الله للخلاص، ومع ذلك لا تخبر الآخرين عنه.
وهؤلاء الآخرون قد يكونون هم أقرب وأعز الأشخاص لديك. هل ترتجف عندما تفكر في مصير الهالكين؟ هل تتخيلهم حيث النار التي لا تُطفأ والدود
الذي لا ينام، معذبين نهارًا وليلاً إلى أبد الآبدين؟ هل تعرف كيف سينظرون إليك في الأبدية. تذكر أن الله لا يتساهل مع الرقيب الذي يهمل أن
يضرب بالبوق للتحذير من الخطر، حتى يهرب الناس من الغضب الآتي، ويسرعوا نحو المسيح
المخلص. ما أعظم مسؤولية الرقيب! «فإن رأى
الرقيب السيف مقبلاً ولم ينفخ بالبوق ولم يحذر الشعب، فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم،
فهو قد أُخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه» (حز33: 6). إذًا ليتنا لا نهمل الفرص التي بين أيدينا، بل
لنكرز بالكلمة، ونعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. هوذا الآن يوم خلاص، هوذا الآن وقت مقبول.