عدد رقم 4 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
عند البوق الأخير  

"كلنا نتغير، في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير.  فإنه سيُبوَّق، فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير" (1كو15: 52، 53)

   إن الروح القدس الذي يسكن في الكنيسة، لا يكف عن العمل فيها، ومن خلالها يأتي بالمعينين للحياة الأبدية، لينمو الجسد ويكتمل البناء، ويصبح الجسد المُكتمَل عروسًا في السماء.  وكما أتى الروح القدس فجأة إلى الأرض يوم الخمسين، سيتركها ومعه الكنيسة فجأة في لحظة الاختطاف.  وبالطبع لن يرتفع بالمؤمنين بأجسادهم الترابية، لكنه سيجري فيهم عملاً عجيبًا إذ سيُحيي أجسادهم المائتة، فيُبتلع المائت من الحياة (2كو5: 4).  وأيضًا سيُيقيم أجساد الراقدين، فكيف تُترك للفساد تلك التي كانت يومًا مسكنًا لروح الله (رو8: 11).  نعم سنلبس حتمًا مسكننا الذي من السماء، وكما لبسنا صورة الترابي والمسكن الأرضي الذي ربطنا بالأرض، سنلبس صورة السماوي الذي يربطنا بالسماء.

   وكما حدث صوتٌ عظيم كما من هبوب ريح عاصفة، يوم نزل الروح القدس لأول مرة، هكذا يوم ارتفاعه مع الكنيسة لملاقاة الرب في الهواء، سيقترن بصوت عظيم هو صوت البوق الأخير، الذي به سيُقام الأموات في المسيح ونحن نتغير، وتحملنا السحب في لحظة في طرفة عين، لنقابل عريسنا المجيد الذي تاقت إليه قلوبنا، وهو خارج للقائنا.  فما أمجد يوم اللقاء!

   وهناك في الهواء، بعيدًا عن الأرض وكل ما يُعكر ويُكدر، سيُسلم الروح القدس العروس للعريس، بعد أن اصطحبها في رحلتها الطويلة، قائدًا ومرشدًا، معزيًا ومعينًا ومعضدًا كل الطريق، في أروع مشهد، كما رافق عبد إبراهيم رفقة وأوصلها إلى إسحاق الذي خرج للقائهم.  والعريس بدوره سيأخذها إلى بيت الآب، و"يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أف5: 27) حيث يتم الزفاف، ويُسمع الصوت "لنفرح ونتهلل ونعطه المجد، لأن عرس الخروف قد جاء، وامرأته هيأت نفسها، وأُعطيت أن تلبس بزًا نقيًا بهيًا، لأن البز هو تبررات القديسين" (رؤ19: 7، 8).         

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com