عدد رقم 4 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
عاضد كل الساقطين  


    إن المؤمن عُرضة للسقوط في الخطية سواء بالفكر أو بالقول أو بالفعل، لكن ما أروع إلهنا وما أروع نعمته!  فهو يسير برفقتنا فى كل رحلة البرية، وعندما نزل في الطريق أو نسقط نختبر أنه "عاضد كل الساقطين" (مز14:145)، وكذا قول المرنم: "إذا سقط لا ينطرح. لأن الرب مُسند يده" ( مز37: 24 ).  وهو يفعل ذلك معنا من منطلق محبته، فهو الراعي الصالح الذي بذل نفسه لأجل الخراف، وهو راعي الخراف العظيم، وكل شاة في القطيع غالية على قلبه جدًا، لذلك نهتف مع داود في مزمور الراعي: "يرد نفسي يهديني إلى سبل البرمن أجل اسمه" (مز3:23).

   لماذا السقوط؟

إن المؤمن (أو المؤمنة) قد يسقط في الخطية وذلك للأسباب الآتية:

1-              غياب السهر الروحي: "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" ( مت26: 41).

2-              فقدان الشركة مع الرب والوجود خارج المقادس ( آساف في مزمور 73).

3-              إذا انجذب الإنسان وانخدع من شهوته (كما حدث مع شمشون) (قض 16).

4-              الثقة في الذات دون الثقة في الرب ( كما حدث مع سمعان بطرس) (لو22).

5-              الكلل من الانتظار للرب والبحث عن القبول (كما حدث مع داود عندما ذهب إلى الفلسطينيين) (1صم21، 30).

6-              العقل والقلب الفارغ غير الممتلئ بالرب ( داود في سقطته مع بثشبع 2صم 11).

7-              الوجود في أماكن خاطئة ( بطرس وسط العبيد).

8-              فقدان التغذي على كلمة الله ( سليمان ونسيان كلمة الله).

9-              الكبرياء الروحية: "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" ( 1كو10: 12).

10-          محبة العالم الحاضر الشرير وإغراءات العالم (ديماس الذي ترك بولس وترك الخدمة وتراجع) (2تي4: 9).

 

كيف سقط الجبابرة؟!

إن كلمة الله ذكرت لنا أمثلة لرجال بل جبابرة لكنهم سقطوا، ومن جهة أخرى لم يتركهم الرب في سقطتهم بل أقامهم، واستخدمهم بركة للآخرين كما قال لبطرس: "وأنت متى رجعت ثبت إخوتك" ( لو22: 32).   وما زال يفعل ذلك معنا في كل الطريق، فنختبر قول الكتاب :لا تشمتى بي يا عدوتى إذا سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي" (ميخا 8:7). 

1)                داود:

ضعف إيمان داود وذهب إلى أرض الفلسطينيين وأخذ يتظاهر بالجنون أمام أخيش ملك جت (1صم21)، لكن الرب من أمانته عندما صرخ إليه داود استمعه وعضده وقال في المزمور: "طلبت إلى الرب فاستجاب لي ومن كل مخاوفي أنقذني" ( مز34)، فنجا داود من هناك وذهب إلى مغارة عدلام.  كذلك بعد سقطته الشهيرة (2صم11) الرب رد نفسه عن طريق ناثان النبي (2صم12).

2)                بطرس:

بعد أن سقط بطرس في خطية الإنكار وشعر بالفشل والندم الشديد، وبعد أن التفت إليه الرب، خرج إلى خارج وبكى بكاء مرًا، وأدرك أنه لم يعد ينفع لخدمة الرب، لكن الرب المحب العاضد كل الساقطين، شجعه وأرسل إليه رسالة خاصة بعد القيامة بواسطة الملاك عن طريق المريمات قائلاً: قولوا لإخوته ولبطرس، ثم نراه يظهر له ظهورًا خاصًا على انفراد ويرد نفسه ويقيمه ويعضده.  ومع ذلك كان بطرس لا يزال شاعرًا بعدم نفعه للخدمة، فذهب لكي يتصيد هو وبعض التلاميذ (يوحنا 21)، لكننا نرى الرب الأمين يذهب إليه على بحيرة طبرية ويتكلم معه بلغة المحبة ويقول له ثلاث مرات: "يا سمعان ابن يونا أتحبني"؟ ولم يتركه إلا بعدما عالجه علاجًا كاملاً ورده للخدمة مرة عندما كلفه بأعظم عمل وهو رعاية قطيعه قائلاً: "ارع غنمي".

3- شمشون:

هذا البطل الذي كان نذيرًا وبدأ بداءة حسنة، وقيل عنه: "وكبر الصبي وباركه الرب، وابتدأ روح الرب يحركه" (قض13)، لكن بكل أسف كان الجسد بشهواته يحركه في اتجاه مضاد، فينزل إلى تمنة، وينزل إلى غزة، وينزل إلى وادي سورق لأجل امرأة من بنات الفلسطينيين.  لقد سقط هذا البطل سقوطًا عظيمًا، ومع ذلك فإن الرب لم يتركه بل أقامه وعضده وشدده مرة أخرى واستخدمه في القضاء على الفلسطينيين (قض16).  وذُكر اسمه ضمن أبطال الإيمان في (عب11).

4- آساف :

نظر آساف إلى الأشرار وهو خارج المقادس فغار منهم ولم يلتفت إلى نهايتهم، فزلت قدماه وحصد المرار.  لكن الرب الطيب أمسك بيده اليمنى ورد نفسه إلى سبل البر، فغدا مرنمًا: "من لي في السماء ومعك لا أريد شيئًا في الأرض" (مز73).

5- إبراهيم:

ارتحل ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، وعندما حدث جوع في الأرض انحدر إلى مصر ليتغرب هناك.  وفي مصر خسر المذبح والخيمة والشركة والشهادة وكذب ليحمي نفسه، وكاد أن يفقد سارة لولا تدخل الله الذي رد نفسه وأرجع إليه سارة، ولم يُفقد له شيء.  فعاد إلى مكان المذبح الذي عمله هناك أولاً، ونصب خيمته بين بيت إيل وعاي، ودعا هناك باسم الرب (تك13).

 ما أحلى سيدنا الكريم العاضد لنا كل الطريق الذى يقول لكل مؤمن ما قاله لبولس: :"تكفيك نعمتى لأن قوتى في الضعف تكمل" (2كو9:12).  ليت الرب يساعدنا لكي لا نحول أعيننا عنه بل نظل مثبتين النظر عليه  للحظة لقائه عن قريب.

قد كنت قبلا عوننا     ولم  تزل أيضًا تعين

                   لذا    إليك    كلنا     ما زلنا  دومًا ناظرين


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com