أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ
جديد من بابكم "لو كنت مكاني"
في هذا العدد سوف نتعرف على رسالة وصلت إلينا من صديقنا أرنست، والذي كتب قائلاً:
أنا شاب جامعي مؤمن بالرب
يسوع مخلصي. كيف أستفيد من وقت الأجازة
الصيفية في تطوير مهاراتي الروحية والعملية؟
اسمحوا لي أولاً أن أعرض بعضًا
من مشاركات أصدقائنا على صفحتنا على الفيس بوك ثم أنتقل بعدها إلى الكلام بخصوص
رسالة أخونا أرنست.
Mena Shetos
الأجازة الصيفية هي نهاية التعب والمذاكرة والامتحانات، وأنا
شخصيًا مش بفكر أعمل فيها حاجة غير أني أنام وأنام وأنام وأعوض سهر الليالي وتعب
الامتحانات.
Nader Isaac
الأجازة الصيفية بالنسبة لي فرص ذهبية لا تعوض لتنمية
مهاراتي وتشغيل طاقاتي. فخلال أربع سنوات
مضت قضيت الأجازات الصيفية الأربع في تطوير اللغات، فدرست الإنجليزية والأسبانية. وعلى مستوى حياتي الروحية انتهيت من دراسة نصف
أسفار العهد القديم مع نصف أسفار العهد الجديد، بالإضافة إلى المشاركة في مؤتمرات
شباب وقوافل كرازية.
Sanaa
Mamdouh
أنا عن نفسي هأقضي الأجازة الصيفية كلها بين المصايف
والمؤتمرات. كفاية عليَّ تعب السنة كلها.
Nancy
Samir
أنصح أرنست أنه لا يتوقف عن التلمذة بانتهاء الدراسة، لكنه
يعتبر نفسه في دراسة مستمرة، فيتعلم مهارات جديدة ولغات جديدة، وأيضًا يدرس الكتاب
المقدس ويقرأ الكتب الروحية.
والآن صديقي أرنست، بعد أن استمعنا إلى
مشاركات إخوتنا وآرائهم بخصوص مشكلتك، سمح لي أن أتكلم لك ثلاث كلمات في عجالة:
1.
الوقت هو وكالة واستثمار
2.
الأجازة الصيفية وخطر الإهدار
3.
التخطيط والنجاح وجني الثمار
أولاً: الوقت وكالة
واستثمار
الكتاب
المقدس يعلمنا أن المؤمن على الأرض هو وكيل على عطايا الله الكثيرة كالمال مثلاً والعمل
والصحة والعائلة. لكن أعظم مجالات الوكالة
هي وكالة الوقت وعلينا أن نفتدي الوقت كو 4 : 5، وذلك للأسباب الآتية:
1-
لأن
الوقت هو عمر الانسان وحياة الإنسان، فالوقت يساوي الحياة
2- لأن الوقت – أي عمر الإنسان - محدد ولا يمكن
زيادته ولا نقصانه، لكن الحكمة هي كيفية إدارته واستغلاله.
3- لأن الوقت عبارة عن عطية ومورد غير قابل
للتخزين، أي أنك لا تستطيع ترحيل ساعات من يومك إلى يوم غد، فاليوم الفائت لا يمكن
استرجاعه والوقت الضائع لا يمكن تعويضه.
4- لأن مجيء الرب قريب على الأبواب، وبمجيئه سوف
تنتهي فرص إكرامنا وتكريسنا له هنا على الأرض.
ثانيًا: الأجازة الصيفية
ومخاطر الإهدار
قبيل بدء الأجازة الصيفية، وبنهاية الكبت والضغط اللذين يصاحبان كل أيام
العام الدراسي، يغلب على الشباب شعور الشوق والتوق إلى الأجازة الصيفية لما فيها
من رحرحة واسترخاء وعدم التزام بمناهج وواجبات ومواعيد نوم واستيقاظ. فتكون الأجازة الصيفية حلمًا ينتظره كل طالب لكي
يعيش أشهر الصيف بلا قانون ملزم أو منظم لسلوكياته. وهذه الصورة اللامنظمة ولا مثمرة هي الخطر
الأكبر الذي يهدر وقت الأجازة الصيفية. ومن ضمن المخاطر التي تهدر وقت الأجازة الصيفية
ما يلي:
1- عدم الفهم الواعي
لقيمة الوقت "إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى
قَلْبَ حِكْمَةٍ" (مز 90 : 12).
2- عدم تحديد هدف للحياة
بل محاولة التمتع اللحظي الوقتي. "عيش اللحظة" كما يقولون، أو كما وصف
الكتاب أصحاب اللذة الوقتية قائلاً " فَلْنَأْكُلْ
وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ" (1 كو 15 : 32).
3- عدم الاحتكاك بنماذج ناجحة في كيفية إدارة واستثمار الوقت، بل
العكس الخضوع لضغط المجموعة (الشلة) والسير مع التيار في الكسل واللامبالاة والسطحية.
4- التجاوب مع كل ما هو مُلح وليس مع كل ما هو مهم. فكثيرًا ما كانت المؤثرات اللحظية كخروج مع
الشلة أو النوم لساعات طويلة أو قضاء أوقات طويلة أمام الميديا – كل هذه الأمور –
كانت أمورًا مُلحة وليست مهمة، لكن عندما نتجاوب معها فإننا نهمل ما هو مهم
لنتجاوب مع ما هو مُلح.
لكن هل هناك أي أفكار عملية
تساعدنا على حسن تخطيط واستثمار الأجازة الصيفية؟ الإجابة هي نعم وهذا ما سنراه في
النقطة التالية.
ثالثًا: التخطيط والنجاح
وجني الثمار
دعني صديقي أرنست أن أشدد على حقيقة أن الشاب المؤمن المولود من الله لا
يتعامل مع الوقت كما يتعامل باقي البشر. " ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن
شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو12: 2). لذلك دعني أقدم لك بعض النصائح التي تعينك على
استثمار شهور الأجازة الصيفية على المستوى الروحي
والشخصي والتعليمي:
أولاً: على المستوى
الروحي
1- ذكِّر نفسك كل يوم أن
اليوم هو عطية من الرب لك لكي تأتي بثمر وتمجده بتكريس قلبي وشهادة حية أمام
الناس.
2- ضع لك هدفًا روحيًا
محددًا بوقت لبلوغه، وليكن مثلاً قراءة فصول كثيرة من الكتاب المقدس في الأجازة
الصيفية. فيمكنك قراءة العهد القديم كله
في الأجازة إذا قرأت 10 أصحاحات كل يوم. كما
يمكنك الانتهاء من قراءة 5 كتب في الأجازة الصيفية أيضًا.
3- شارك في المؤتمرات
الروحية والخدمات الكرازية ولا تترك وقت الفراغ يقتلك كما قتل داود (2 صم11).
ثانيًا: على المستوى
الشخصي
1- عود نفسك على تعلم
عادة جيدة جديدة، فاكتساب عادة جديدة يتطلب منك المداومة على عملها لمدة 15 يومِ
متواصلة.
2- اعمل لنفسك برنامجًا
متنوعًا من العلاقات مع أفراد عائلتك وإخوتك المؤمنين وأصدقائك.
3- مارس الرياضة واهتم
بصحتك ولا تترك الكسل يقضي عليك.
4- كن مشاركًا معطاءً
وتدرب على العمل الجماعي.
5- حاول أن تعمل أثناء
الأجازة لكسب المال لكي تساهم في تحمل نفقات تعليمك في الدراسة، فالعمل يصقل
شخصيتك ويدربك على تحمل المسؤولية.
ثالثًا: على المستوى
التعليمي:
1- ضع من بين أهدافك تعلم
لغة جديدة أو اكتساب مهارة جديدة في استخدام كل ما هو جديد في التكنولوجيا، لكي
تواكب تطور العصر وتجهز نفسك لاحتياجات سوق العمل بعد التخرج.
2- طور من قدراتك الإدارية
والمهارية بتزويد نفسك بدورات تدريبية في التخطيط وعلم الإدارة واتخاذ القرار.
3- كن صبورًا واعلم أن الذين
يزرعون بالدموع سيحصدون بالابتهاج.
***
والآن سأسرد عليكم رسالة
وصلتنا من صديقة المجلة "إيمان راجي"، والتي تقول:
الأخ عياد ظريف، بعد التحية:
" لدي شعور بالمرارة وعدم فهم معاملات الله، فأمي مريضة بمرض خطير
وحالتها في تدهور مستمر، مع أنها مؤمنة وتقية وتخاف الله. نحن نصلي لأجلها دائمًا، ومتعلقين بالرب لكن
بدون أي تحسن في حالتها. أنا بقيت حيرانة
ومش فاهمة ليه الله بيشفي بعض الأشخاص المرضى، وفي نفس الوقت لا يتدخل بالشفاء
لأشخاص آخرين مؤمنين وأتقياء؟ لماذا يبدو
وكأن الله بظالم ويكيل بمكيالين؟
سامحوني لصراحتي بس ده
اللي جواي بصراحة،
الحائرة والمتعثرة: إيمان راجي
إذا كان لديكم مشاركة بخصوص مشكلة إيمان راجي أو مشكلة
أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على البريد الالكتروني : ayad.zarif@gmail.comاو على صفحتنا facebook/kolelketab