عدد رقم 3 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مات وهو الآن حي  


"والحي وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين" (رؤ1: 18)

   كان يومًا رهيبًا عندما ذاق رب المجد موتًا بعد صلب واحتقار.  شغب وجند وجمع غفير، مشاعر عداوة مرة وتعييرات وتجديف، دم قاطر وصوت تنهد خافت، عبارات لم تسمعها الأرض من قبل نطق بها المصلوب، الشمس أظلمت، الأرض تزلزلت، الصخور تشققت، القبور تفتحت، وحجاب الهيكل قد انشق من فوق إلى أسفل.

   كان للتلاميذ يومًا عصيبًا: فقد رأوا من كانوا يتوقعون أن يملك وإذا إكليله من شوك، وصولجانه قصبة، وعرشه فوق خشبة العار، وكأسه إسفنجة من الخل، وقصره قبر مظلم، وتحولت الحياة لهم قفرًا موحشًا وبرية قاحلة، وأغمضت السماء عيونها، فلا نجم يتألق، أو كوكب يرسل لمعانه، والكل صاحوا: "قد مات"، ومعه قد مات رجاؤهم وتحطمت آمالهم.

   أجل .. لكنه "قام ناقضًا أوجاع الموت" في صباح يوم القيامة المجيد!  ياله من صباح صحو مضيء يرسل دوي النصرة في كل الأجيال والعصور!  لقد نزل ملاك ودحرج الحجر وقال للمريمات: "لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا لكنه قد قام".  إنه حي وله مفاتيح الهاوية والموت.  لم يكن مسيحًا ميتًا من أوقد شرارة يوم الخمسين في العلية، والذي رآه استفانوس يوم رجمه، قائمًا عن يمين الله، والذي رآه شاول في مجده فسقط على الأرض قائلاً: " ماذا تريد يا رب أن أفعل؟"

   قد يتبدل كل شيء حولنا: الصحة بالمرض، والثروة بالفقر، والنجاح بالفشل، والسعادة بالوحشة.  لكن يبقى هو كما هو "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد".  لا توجد عنده بالوعة يأس ولا جبال مشعبة من الصعوبات.  إنه يحملنا كل الطريق، ويسد كل احتياج، ويضمن سلامة الوصول، ونحن بقوة الله محروسون، وليسوع المسيح محفوظون.  إنه حي في كل حين ليشفع فينا، وقادر أن يخلص إلى التمام.  وسيأتي قريبًا لأجلنا ليحضرنا لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن، أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب.   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com