عدد رقم 3 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
النعجة والفقير  

(

  المثل الذي ذكره ناثان النبي لداود، ليرجع ويتوب عن خطيته في الزنا والقتل عندما أخذ زوجة أوريا الحثي وخطط لقتله، يتضح منه الكثير من الأمور عن علاقة أوريا الحثي بزوجته بثشبع، والعلاقة التي يجب أن يتسم بها كل زواج سعيد.  "وأما الفقير فلم يكن له شيء إلا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها ورباها وكبرت معه ومع بنيه جميعًا تأكل من لقمته وتشرب من كأسه وتنام في حضنه وكانت له كابنة"(2صم  12:  3).

فهيا بنا نتناول بعض الدروس المفيدة لنا في عجالة:

1-             نعجة: النعجة حيوان طاهر يصلح كذبيحة وكطعام وفيها نرى صورة لضرورة أن يرتبط المؤمن بمؤمنة ولا يكون تحت نير مع غير المؤمنين ( 2كو6)، النعجة أيضًا تكلمنا عن الوداعة واللطف والخضوع ( إش53: 7)، وهذا ما يجب أن يميز الزوجة التقية.

2-             الوحدة في الزواج: الفقير هنا في المثل يمثل أوريا وكانت له نعجة واحدة إشارة لزوجته بثشبع، فالمبدأ الكتابي يوضح أنه لا للتعدد في الزواج بل زوج واحد لزوجة واحدة، وزوجة واحدة لزوج واحد.  كما قال الكتاب: "ولكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها" (1كو7: 2)، فكان من الممكن أن الله يخلق لآدم أكثر من حواء لو قصد التعدد.

وفي الزواج المسيحي هناك أيضًا لا للمنع ولا للطلاق:

لا للمنع! هناك من يظن أن عدم الزواج هو أكثر قدسية من الزواج وهذا تعليم              ضد كلمة الله الصريحة ويرتبط هذا التعليم بآخر الأيام "مانعين عن الزواج وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق" (1تي4: 3).  فالزواج مُقدس، "ليكن الزواج مكرمًا عند كل واحد والمضجع غير نجس، وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عب13:  4).

       ولا للطلاق!

فمكتوب: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الشَّاهِدُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَةِ شَبَابِكَ الَّتِي أَنْتَ       غَدَرْتَ بِهَا وَهِيَ قَرِينَتُكَ وَامْرَأَةُ عَهْدِكَ. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَقَ قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ» (ملاخي 2: 14- 16).

ولقد صادق المسيح على هذا الترتيب الإلهي القديم في إجابته على الفريسيين حينما أتوا ليجرِّبوه قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟» وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».

فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟».

قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي» (متى 19: 4- 9).

 

3-             صغيرة: إشارة إلى الإناء النسائي الأضعف "كذلك أيها الرجال كونوا ساكنين

بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضًا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم"  (1بط3: 7).  فيجب على الزوج أن يتعامل مع زوجته من هذا المنطلق أنها الإناء الأضعف، فكيان المرأة وقوة احتمالها وطاقتها الجسدية والنفسية أقل من الرجل، فيراعي ذلك مترفقًا بها في احتماله لها في ضعفاتها أو تقصيراتها، حتى في وقت الاختلاف "لا تغرب الشمس على غيظكم"(أف4: 26).

4-             رباها: وهي نفس الكلمة التي نقرأها عن علاقة المسيح بالكنيسة وعلاقة الإنسان بجسده: "لا يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه" (أف5) وكلمة يربيه تعني يدفئه ويدلله ويعززه، وهنا إشارة لدفء المحبة.  فكلمات المحبة وصور التعبير عنها تعد بمثابة دفء نفسي للزوجة.  وعلى الزوج أن يعتني بزوجته ويسدد كل احتياجاتها.

5-             الشركة: تأكل من لقمته وتشرب من كأسه وتنام في حضنه، فالزوجة أو الزوج يقال عنه أنه شريك الحياة، فالزواج شركة في المقام الأول.

 

6-             كبرت معه: وفي هذا التعبير نرى النضوج في الحياة الزوجية، الحياة الزوجية مدرسة فيها ينضج الزوجان سويًا، فقد يشوب علاقتهما في البداية بعض التوتر وخاصة في السنوات الأولى لكن مع الوقت يحدث النضوج في العلاقة حيث التفاهم والتناغم في علاقتهما ببعض وحيث الفهم لأمور الحياة، لهذا لا نستغرب أن نرى من قطعوا شوطًا في الحياة الزوجية تحققت في حياتهم الوحدة الكاملة من الناحية العملية.  فلقد انصهروا كشخصيات في بعضهم البعض.

7-             كانت له كابنة: أي احتواها كما يحتوى الأب ابنته ويترآف عليها "كما يتراف الآب على البنين" (مز103: 13).  فكما سبقت الإشارة المرأة إناء أضعف وتحتاج لمن يحتويها، لهذا تشعر بالقيمة والشبع في ظل رجل يحميها ويحافظ عليها ، وتشعر بالأمان في علاقتها معه.

ليتنا كأزواج وزوجات تظهر فينا هذه الصفات التي ظهرت في حياة أوريا كزوج، فنحيا حياة زوجية سعيدة.

           

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com