عدد رقم 3 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
استرداد الوقت  


"هذا وإنكم عارفون الوقت، إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا.  قد تناهى الليل وتقارب النهار" (رو13: 11،12)

   كان سائق قطار مؤمن، يعمل في شركة كبيرة للسكك الحديدية في بريطانيا، معتادًا قبل القيام بكل رحلة أن يطلب من الرب حمايته للرحلة المزمع القيام بها.

   وفي ذات يوم كُلِّف بقيادة قطار كان متأخرًا 25 دقيقة عن موعده.  فبالإضافة إلى صلاته المعتادة، طلب من الرب أن يعينه لتعويض هذا التأخير أثناء الرحلة.

   ربما يكون كثيرون منا في مثل هذه الحالة، فسيبدأون رحلتهم متأخرين، ليس 25 دقيقة بل خمس أو عشر سنوات أو أكثر، لأن هذه السنين أكلها الجراد.  إذًا، ألا نستطيع أن نحني رؤوسنا في صباح يوم جديد لنطلب المعونة الإلهية لنبدأ من جديد؟  كان أحد المؤمنين المتأثرين بنفس هذه الفكرة يصلي إلى الله: لا أستطيع أن أسافر وحدي عبر ساعات هذا النهار.  ونستطيع أن نطلب منه ليس ذلك فقط، بل أيضًا أن يعوض لنا الوقت الذي ضاع في أيام سابقة.

   إن الله الذي في نعمته الكثيرة، شجع شعبه قديمًا قائلاً: "أعوض لكم عن السنين التي أكلها الجراد" (يوئيل2: 25) هو نفسه معنا اليوم وسيعيننا وينجز بنا قصده.

   إن سائق القطار الذي ذكرناه، كان عليه في ذلك اليوم أن يركز أكثر انتباهه على كل جزء من الطريق الحديدي، وعندما كانت أمامه بضعة كيلومترات في خط مستقيم، كان يزيد سرعة قاطرته، وبذلك استطاع أن يكسب بضع دقائق هنا وهناك إلى أن وصل إلى نهاية الرحلة في الموعد المحدد.  وبينما هو ينزل من القاطرة، اقترب منه رجل في زي أنيق، ومد يده ليصافحه قائلاً: "أهنئك على هذه الرحلة".  كان هذا الرجل هو مدير الشركة، الذي لاحظ مهارة واجتهاد السائق ليعوض التأخير.  لم يكن السائق يعرفه، لكنه بعد أن عرفه صرح أنه ما من شيء بعث السرور إلى قلبه مثل رضى مديره.

   ألا تجعلنا هذه القصة البسيطة نفكر في نهاية سعينا؟  إن السيد معنا أثناء السفر، وهو يلاحظ كل مجهوداتنا.  ألا يكون ملذًا للغاية أن نسمعه يقول لنا: "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل ... ادخل إلى فرح سيدك" (مت25: 21).  ليتنا نحاول بأوفر اجتهاد أن نعوض بعضًا من الوقت الضائع هذا اليوم، وكل يوم، وبالأكثر على قدر ما نرى اليوم يقرب الذي فيه سنقف أمام كرسي المسيح.  

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com