عدد رقم 3 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الثعبان  


بالرغم من التشبيهات الكثيرة للشيطان عدو البشرية بالحية، وأن أول ظهور له مع الإنسان كان عن طريق هذا الحيوان، إلا أننا لا نزال نجهل الكثير جدًّا عنه، وهو أكثر الحيوانات رعبًا للإنسان. فهو السبب وراء أكثر من 40 ألف حالة وفاة سنويًا. يختلف سلوك الثعابين وخطورتها بشكل كبير من نوع لآخر. فهناك أنواع  تستطيع قتل 50 رجل بقطرة واحدة من سمها، وهناك أنواع أخرى لا تكاد تمثل أي خطورة، وأغلب الثعابين تفضل الهروب عن المواجهة في حالة الخطر.  وفي الطبيعي لا يستطيع ثعبان يبلغ سرعته 13كم/ساعة بحد أقصى أن يقوم بمطاردة إنسان يملك ضعف سرعته، ومن بين أكثر من 3000 نوع للثعابين، 15% منها فقط يُعتبر سامًا.

يختلف حجم الثعابين طبقًا للفصيلة، فهناك ثعابين لا يزيد طولها عن طول القلم الرصاص، والبعض الآخر قد يبلغ طولها 7 أمتار. ويتراوح الوزن من بضعة جرامات إلى 250 كجم، والثعابين تحتوي على عظام بعكس ما هو شائع، بالإضافة إلى أعضاء مثل القلب والرئة والكلى، وهي تملك مخ ولكنه غير مكتمل النمو، ولهذا فهي لا تملك القدرة على التعلُّم. لا تملك الثعابين جفون للعين، كما لا تملك أذان خارجية وإن كان هذا لا يمنع وجود أذان داخلية، وهي تستخدم لسانها الذي يشبه الشوكة في الشم، كما يمكن لبعضها استخدام الأشعة التحت حمراء للإحساس بالحرارة التي تنبعث من الفريسة.

هي تعد من الحيوانات آكلة اللحوم، وهي لا تستطيع مضغ الطعام، ولهذا تقوم بابتلاع الفريسة بأكملها ثم تقوم بهضمها، وهي تستطيع ابتلاع فريسة أكبر 3 أضعاف من قطر رأسها، لأن فكها السفلي يمكنه أن ينفصل عن الفك العلوي. عدد أسنانها يبلغ 200، وهي تستخدمها فقط في إمساك الفريسة، حتى لا يمكنها الهروب أثناء عملية البلع. لا تحتاج الثعابين إلى الصيد كل يوم، فهي قد تأكل كل 3-4 أيام، أو ربما مرة في الشهر، وهناك بعض الأنواع قد تظل سنة بأكملها دون طعام مثل الـ ”أناكوندا“.

تملك الثعابين السامة غددًا خاصة تقوم بإفراز السم ويتم حقنه في الفريسة عن طريق أنياب خاصة موجودة بالفك العلوي، والسم عبارة عن خليط من البروتينات، ينتشر سريعًا في جسم الفريسة، وهناك أنواع كثيرة من السم، يُعَد أخطرها ذاك الذي يقوم بتدمير الجهاز العصبي للفريسة.

وإذا كان يحق للإنسان أن يخاف من الثعبان، الحية الحرفية لضرره الشديد، فكم بالأولى كثيرًا يجب لنا أن نتحذَّر من الشيطان نفسه، الحية القديمة لما يُسببه من أضرار مميتة بخداعه، وهذا ما حذَّرنا منه الكتاب "أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها، هكذا تُفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح" (2كو11: 3). دعنا نثبت أفكارنا في المسيح أفضل ترياق لنا من سم الحية القاتل هذا.  ونحن نتذكر أن أول من سمع الوعد بالمخلص كان هو الشيطان ممثلاً في الحية في الجنة عن نسل المرأة الذي سيسحق رأس الحية (تك3: 15).


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com