عدد رقم 3 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  


  أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديد من بابكم "لو كنت مكاني"

في هذا العدد سوف نتعرف على رسالة وصلت إلينا من صديقة المجلة ( رانيا) والتي كتبت تقول:

  أخ عياد .. بعد التحية

أعاني من حالة استياء شديدة بسبب والدي.  فهو شيخ متقدم في الكنيسة، ولكن حياته في البيت لا تمت للروحانية بصلة.  في الكنيسة مقدام وفي البيت هدام ونمام وشتام، أنا متعثرة جدًا – أرجوك ارشدني أعمل أيه؟ 

                                                                              (رانيا)

اسمحوا لي أولاً أن أعرض بعضًا من مشاركات أصدقائنا على صفحتنا على الفيس بوك ثم أنتقل بعدها إلى الكلام بخصوص رسالة أختنا رانيا.

  David Maher

المتلونون دول موجدين في حياتنا اليومية في كل حتة، وللأسف حتي المجتمع الروحي مش بيخلى منهم، والرب نفسه قال: "لا بد أن تأتي العثرات".  ومعنى هذا أي لا بد أن يأتي المعثرون، وإن كان لهم قضاء وتأديب من الرب، لكن الله بيكون عايز يعلمنا درس أن نكف عن الإنسان ونرفع أعيننا إلي شخصه فقط فلا نرى غيره.

Karim Fahim

أعتقد أنه من المفيد أن ندرك أن هذه النماذج السيئة موجودة فعلاً وستظل موجودة، وأنها ستترك تأثيرًا سيئًا في حياتنا وقد نتعثر بها.  لكن من المفيد أن لا نفقد الأمل في قدرة الله علي تغيير هذه العينات.  علينا أن نصلي من أجلهم كثيرًا وبكل تأكيد الرب سيقدر صلواتنا ودموعنا.
وفي نفس الوقت إذا نظرنا حولنا في بيوتنا واجتماعاتنا سنجد أن الرب أكرمنا بنماذج رائعة تعيش وسطنا وشهادتها لامعة.  أعني أن لا نركز كل أنظارنا علي النماذج السيئة بل نصلي لأجلها ونبحث عن النماذج المباركة التي أكرمنا الرب بها، فهي أكيد موجودة في وسطنا.
وأخيرًا الرب يقدر أن يخرج من الآكل أكلاً.  فإذا كان هذا هو حال البعض يجب أن أحرص أنا وأسهر علي نفسي لكي أكون قدوة حسنة وشهادة حية في الوسط الذي أعيش فيه.

Ibrahim Shehata

في الحقيقة أنا أشعر بهذه الاخت، وأحب أقول لها إن الرب يسوع يشعر بها ويعلم ظروفها.  لكن أيضًا أحب أقول لها أن تنظر للأمر بوجهة نظر مختلفة، فقد يكون الأب المستاءة منه بحسب ما تقول هو سبب بركة لحياتها، بمعنى أن تسأل نفسها: لماذا يارب سمحت لي أن أصطدم بأقرب من لي ويكون بهذه الصورة؟ فإن الرب الحكيم قد يسمح أن يصدمنا في أقرب من لنا لبعض الأسباب ومنها:

1-  لكي لا نتكل عليهم بل على الرب، ونجد فيه التعويض

2-  لكي يرينا حقيقة الإنسان، ونعرف أن الوحيد الكامل هو الرب.

Noumi Mikhael

المواجهة من قبلك لا تفيد ... عليك الارتماء بثقة على الرب ... وبتواضع عيشي حياة الرب يسوع ... والرب يعطيك نعمة الاحتمال... نشاركك الصلاة لأجل والدك أن يكشف الرب حقيقته أمام عينيه فيستفيق. ويا ليت الرعاة في الاجتماعات يقومون بزيارة بيوت كهذه.

Gaser Nagih

أختى... مشكلتك هى مشكلة الكثيرين في كل الكنائس في هذه الأيام. حيث أصبح إبليس يستخدم سلاح التدين (صورة التقوى) فى الأمور الروحية والكنسية بطريقة غريبة جدًا وهذا سلاح خطير جدًا.  نصلى أن يحمينا الرب منه.

Yacoup Gad

أختي العزيزة رانيا شعورك بالاستياء في حد ذاته ظاهرة صحية روحيـًا أنك ترفضين هذا السلوك ولكن عليك أن تكملي في الاتجاه الصحيح وهو النظر إلى الرب الكامل وحده.

***

والآن أختي الفاضلة رانيا، بعد أن استمعنا إلى مشاركات إخوتنا وآرائهم بخصوص مشكلتك، اسمحى لي أن أتكلم لك ثلاث كلمات في عجالة:

1.    مّدعون ومخدوعون

2.    معثرون وعاثرون

3.    أبناء صالحون وآباء فاسدون

أولاً: مدعون ومخدوعون

الكتاب المقدس يعلمنا أن هناك أنواع كثيرة من الإيمان، فهناك إيمان الشياطين الذين يؤمنون ويقشعرون (يعقوب 2 :19).  وهناك الإيمان الظاهري الخادع دون تغيير داخلي، كما كان في حادثة سيمون الساحر "وَسِيمُونُ أَيْضًا نَفْسُهُ آمَنَ.  وَلَمَّا اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ، وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى انْدَهَشَ" (أعمال 8: 13).  لكن الإيمان الحقيقي هو الإيمان العامل بالمحبة (غلاطية 5 :6).  وعليه فإن المدعين أنهم مؤمنون وتخلو حياتهم من ثمر الإيمان مهما كانت مراكزهم الدينية ونشاطاتهم الكنسية، هم بالحقيقة واهمون مخدوعون، وبكل أسف أظن يا أختي رانيا أن الوالد ذو المظاهر الكنسية دون جوهر هو من هذا الصنف المدعي الإيمان لكن حياته جوفاء.  إن المدعين المتزرين بثوب التدين دون جوهر (مثل أوراق التين في الجنة)، سينزع الرب رداء التين هذا سريعًا وسيكشفهم لا محالة.

ثانياً: معثرون وعاثرون

للأسف إن الحياة المتلونة غير المخلصة تأتي بأحجار العثرات في الطريق، ومن ضمن العثرات التي يتعرض لها البعض، القدوة السيئة سواء كان قائد ديني أو رب أسرة.  وقال الرب لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ، خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ" (لوقا 17: 1).

هذا تحذير خطير جدًا للذين يـُعثرون الآخرين.  إن الذي يـُطَوَّقُ عنـُقُه بحجرِ رحى ويـُطرح في البحر قد يختفي تأثيره الرديء معه، لكن الذي يـُعثر الآخرين يكون كمن يـُطلق أسدًا في قلب مدينة آهلة بالسكان، ولا يعلم إلا الله كم هو عدد الذين يفترسُهم هذا الأسد.

لكن يا عزيزتي لا تثبتي نظرك على البشر عامة ولا على  الخدام والقادة الدينين خاصة، لكن ثبتي عينيك على الرب الكامل الناصع البياض خالي العيوب، وتعلمي منه.

صلي لأجل والدك، ثم حاورينه وتواصلي معه باحترام، ولا تقللي  من شأنه ولا كرامته، وضعي في قلبك أن تربحينه بأسلوبك الوديع وحيائك المسيحي الراقي، ولا تتخذي من سقطاته هذه فرصة للانقضاض عليه  حتى لا يذهب إلى نقطة اللاعودة.

ثالثاً: آبناء صالحون وأباء فاسدون

إن فساد الآباء وإن كان يمثل قدوة سيئة وحجر عثرة أمام الأبناء، إلا أنه لا يمكن أن يُعتبر عذرًا للتخلي عن حياة التقوى والقداسة.  فنعمة الله كفيلة أن تخرج الطاهر من النجس، وتأتي من الآباء الفاسدين بأبناء صالحين قديسين يصنعون فرقًا في التاريخ، وخير دليل على ذلك هو الملك يوشيا بن الملك الشرير آمون، وحفيد الملك الشرير منسى الوارد ذكره في سفر الملوك الثانى أصحاحى 22، 23 وسفر أخبار الأيام الثانى أصحاحى 34، 35.  لم يولد يوشيا فى بيت تقى لكنه وجد نفسه فى سنيه الأولى إبناً لأب شرير هو آمون الملك. ومات أبوه مقتولاً بفتنة فى المملكة (أخبار الأيام الثاني 33: 21- 25)، وتولى حكم المملكة فى الثامنة من عمره ومات فى معركة حربية فى سن التاسعة والثلاثين.  إنها قصة مُثيرة حقًا.  ورغم أنه لم تَطُل حياته، لكنه صنع ما يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى لجميع الشباب فى كل العصور والأجيال .

فلا تفشلي يا أختى رانيا، بل ثقي في الرب الذي يستطيع أن يخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة.

***

والآن نأتي لرسالة العدد القادم والتي وصلتنا من الأخ أرنست يقول فيها:

أنا شاب جامعي مؤمن بالرب يسوع مخلصي.  كيف أستفيد من وقت الأجازة الصيفية التي أوشكت على البدء في تطوير مهاراتي الروحية والعملية؟

إذا كان لديكم مشاركة بخصوص مشكلة أرنست، أو مشكلة أخرى أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على البريد الالكتروني:   ayad.zarif@gmail.comأو على صفحتنا facebook/kolelketab      

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com