عدد رقم 5 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
في الليل آذاننا تنصت إلى وقع أقدامك  

«هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير .. عند البوق الأخير» (1كو15: 51)

   إن الرب الذي تكلم بصوت النعمة وهو هنا على الأرض، ولا يزال يشجعنا بنفس الصوت الحاني الرقيق، عن قريب سوف يأتي بهتاف لن يميزه سوى خاصته، ولن يسمعه إلا خرافه الذين عرفوه كالراعي.  ويالها من نغمة حلوة ستصل إلى مسمع المؤمن المُتعَب الذي سار بأمانة في طريقه المتواضع المعين له من الرب، واحتمل بصبر كل المشقات ولم يكل.  ربما يكون قد أسند رأسه ليستريح على صدر سيده ورقد، وربما يكون موجودًا ضمن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب.  وعندما يدوي صوت هتاف الحبيب سيجده ساهرًا منتظرًا ومترقبًا قدومه ككوكب الصبح المنير الذي سينهي ليل الأحزان.  وعندما يدوي صوت البوق سيُقام الأموات في المسيح بالأجساد الممجدة.  إنه بقوته العظيمة سيجمع ذرات تراب قديسيه عبر العصور الغابرة، رغم كل شيء معاكس وما هو مستحيل.  فلا بد أن تُسلَّم للرب كل غنائمه.  وحتى البحر لا بد أن يُسلِّم للرب الأموات الذين دفنوا فيه من خاصته عبر القرون، ليقوموا عديمي فساد في «قيامة الحياة».  فإن الفداء لا بد أن يشمل فداء الأجساد.  وكما قام المسيح من الأموات تاركًا القبر والأكفان، هكذا سيأمر، بحسب شدة قوته، أن يقوم «الأموات في المسيح» من قبورهم.  أما الأجناد الأحياء هنا على الأرض فسيُحيي أجسادهم المائتة (القابلة للموت) بروحه الساكن فيهم.  ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم موت، فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة «ابتُلع الموت إلى غلبة».  وسينشد الأحياء: «أين شوكتك يا موت»؟ والذين رقدوا: «أين غلبتك يا هاوية»؟ ومثل أخنوخ قديمًا لن يوجدوا على الأرض مرة أخرى لأنهم في لحظة في طرفة عين صعدوا لملاقاة الرب في الهواء، حيث سيأخذهم إلى بيت الآب.

   ما أبهج تلك اللحظة، وما أسعد اللقاء معه في الهواء! هذا هو عزاؤنا ورجاؤنا وانتظارنا، وأكثر ممن يرقب الصباح عيوننا نحو السماء، قائلين: «آمين تعال أيها الرب يسوع».        

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com