عدد رقم 5 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الخفاش  


هناك 1،100 نوع من الخفافيش، تشكل ربع الثدييات في العالم، منها ثلاث أنواع فقط تتغذى على الدم بحيث يصبح الدم هو مصدر الغذاء الوحيد لها. والخفاش هو الحيوان الثديي الوحيد الذي يتغذى على الدماء، ويطلق على هذه الخفافيش اسم ”مصاص الدماء"، ولو أن هذه التسمية تعتبر خادعة لأنها تظهر الخفاش مصاص الدماء وكأنه يمص أو يشرب دم فريسته، الأمر الذي لا يحدث على الإطلاق، فالخفاش مصاص الدماء لا يمص الدماء في الواقع، بل يملك أسنانًا حادة للغاية، يجرح بها فريسته التي ربما لا تشعر حتى بالجرح، ويقوم على أثرها بعلق أو لحس الدماء الناتجة عن الجرح عن طريق لسانه، حيث ينتقل الدم خلال فمه عن طريق قناتين تحت لسانه، ويقوم الخفاش بفصل الكرات الحمراء عن البلازما، بحيث يحتاج جسمه كرات الدم الحمراء فقط، وتخرج البلازما عن طريق البول في خلال دقيقتين من تناوله للدم، وضعف معلقة الشاي هي كمية كافية من الدماء لإشباع الخفاش لليلة بأكملها.  والخفاش مصاص الدماء عادة لا يفضل الإنسان كفريسة، ولكنه لو فعل ذلك، فغالبًا ما سيعود لنفس الشخص مرة أخرى، فهو يستطيع أن يميز كل إنسان عن الآخر عن طريق نفس الإنسان.

باستثناء الخفاش مصاص الدماء، ينقسم بقية الخفافيش لفريقين طبقًا لحجمهما، وعادة ما تتغذى الخفافيش الصغيرة على الحشرات، حتى يمكن لخفاش واحد أن يأكل 1200 ناموسة في ساعة واحدة، ويستطيع الخفاش العثور على فريسته في الظلام الدامس عن طريق موجات صوتية يرسلها ويستقبلها.  وهذه الأنواع مفيدة جدًا للزراعة فهي توفر ملاين الدولارات سنويًا للفلاحين في أمريكا حيث تخلصهم من الحشرات الضارة، كما يعتبر فضلاتها من أجود أنواع الأسمدة.  بينما يتغذى الفريق الثاني من الخفافيش على الفواكه والأزهار، وهو بالتالي يلعب دورًا أساسيًا في عملية التلقيح.

الخفاش هو الحيوان الوحيد في الثدييات الذي يستطيع الطيران، بحيث تبلغ سرعته 95كم/ساعة.  وتوجد أنواع يمكنها قطع مسافة 400 كم في ليلة واحدة، ويستطيع الطيران على ارتفاع 3000 متر.  ويرجع الفضل لجناح الخفاش، الذي يتكون من عظام الأصابع مغطاة بطبقات رقيقة من الجلد، يمتد من اليدين الأماميتين ويتصل بالقدمين الخلفيتين، ويساعد غشاء الجناح على تنظيم درجة حرارة الجسم، ضغط الدم، توازن مقدار المياه، وتبادل الغاز للخفاش.  وقد يستخدم الخفاش جناحه في التدفئة، إذ يعمل عمل البالطو ويلف نفسه به.

معظم الخفافيش تقضي وقت الراحة، والنوم، وحتى التزاوج والإنجاب وهي مقلوبة رأسًا على عقب، وهذا الوضع يساعدها في سرعة الطيران المفاجئ عند حدوث الخطر.  تلد أنثى الخفاش جروًا واحدًا فقط في خلال السنة، وتتمكن أمهات الخفافيش من التعرف على أطفالهن من بين ملايين الخفافيش الأخرى عن طريق أصواتهم وروائحهم المميزة.

وعلى الرغم من ورود الخفاش في سفر اللاويين 11 وتثنية 14 ضمن الحيوانات النجسة الممنوع أكلها، إلا أن الشعب الذي أخذ هذه الوصية عمل تماثيل من ذهب للخفافيش واتخذها آلهة له وعبدها (إش2: 20)، وهذا يرينا هول الانحطاط الفكري الذي قد يصل إليه الإنسان من ناحية، ويرينا عظمة نعمة الله من الناحية الأخرى في روعة تعامله مع هذا الإنسان!!


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com