عدد رقم 5 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
العازف والموسيقار  

 عازف بيانو بارع، ذهب في أحد الأيام ليعزف موسيقى أحد المشاهير في قاعة سان جيوفانى“ في الإسكندرية.  جلس وبدأ يعزف البيانو بإتقان وروعة؛ يعزف وتمتزج مشاعره بالموسيقى ... يعزف وكأن البيانو عدة أوراق، وموسيقاه القلم، ويداه تكتبان أروع القصص على هذه الأوراق التي يقرأها الجمهور بكل استمتاع.  

وفور انتهائه من العزف اجتاحت المكان موجات من التصفيق الحار من الجمهور المنبهر.  ثم سكت الجمهور، لكن ظل أحدهم يُصفق لمدة طويلة من الطابق الأعلى!  رفع عازفنا نظره لأعلى ... ورآه ... رأى المصدر الحقيقي للموسيقى التي كان يعزفها؛ رأى من ابتكر وألف هذه الموسيقى!  رأى الموسيقار الشهير نفسه واقفًا يصفق له.

مرت لحظات من التعجب!  يا لها من مفاجأة!  ثم طلب منه أن يصعد إليه!

اتجه عازفنا إليه وهو يفكر كيف يعتذر عن قيامه هو بالعزف في وجوده شخصيًا.  ولكن الموسيقار عبَّر عن اندهاشه وإعجابه قائلاً: إنه سمع كثيرين يعزفون موسيقاه، ولكن اليوم شعر أنه يرى ويسمع نفسه وهو يعزف.  ثم أعطى عازفنا كارتًا يحمل توقيعه، به يستطيع حضور كل حفلاته، بل وأن يدخل أيضًا وراء الكواليس ليقابله شخصيًا في أي وقت.

أبي السماوي: إن سرورك الأعظم أن ترى فيَّ حياة ابنك، وأن يرى العالم هذا الشخص الرائع متصورًا في سلوكي وكلامي.  كم أتوق لأن أُشبه الرب يسوع في حنانه ورثائه، في اتضاعه ووداعته، في نعمته ورقته، في قداسته وطهارته، في صبره واحتماله، في صفحه وغفرانه، في عطائه وأتعابه، في تكريسه وانتذاره، في اتكاله وإيمانه وصلاته، في صمته وفي كلماته الرقيقة المشجعة ... كم أشتاق أن تراني من سماك فتبتسم وتقول: هذا ما كان ابني سيفعله أو يقوله إن كان هو على الأرض ... كم أتمنى أن ترى فيَّ الرب يسوع، وأن أعزف نفس موسيقاه ليسمعها من حولي ... وكم أرجو أن يراه الناس فيَّ، وأن أكون تعبيرًا صحيحًا عنه ... ويا ليت الرب يسوع يرى فيَّ من تعب نفسه ويشبع!

ربي اجعلني أُشبه ابنك يسوع
املأني من فيض السلام واروني
ربي اجعلني ربي اجعلني

 

واجعل إلهي مُلكه بين الضلوع
حتى أصير في سلوكي كيسوع
ربي اجعلني أشبه ابنك يسوع

                                                          

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com