عدد رقم 2 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الحصان  

   له أكبر عينان من أي حيوان ثديي آخر على جانبي رأسه، لهذا فهو يستطيع رؤية شيئين مختلفين في ذات الوقت، وهو يملك مجال رؤية واسع يشمل 360 درجة، باستثناء أمام رأسه مباشرة، وتحت رأسه مباشرة وخلفه مباشرة.  تحتوي أذن الحصان على 16 عضلة، تسمح لها بالتحرك 180 درجة، وهو عادة ما يحرك أذنه في الاتجاه الذي ينظر فيه، فإذا رأينا أذن تتجه للأمام وأخرى للخلف، فهذا معناه أنه ينظر في هذين الاتجاهين.  وحجم الحصان يختلف كثيرًا بناءًا على فصيلته، فوزنه يتراوح من 50 إلى 1000 كجم، وارتفاعه يتراوح من 75 إلى 175 سم.  متوسط سرعة الحصان هي 44كم/ساعة، ولكن أقصى سرعة سجلت له كانت 88 كم/ ساعة، وهو يأخذ نَفَسًا في كل خطوة، ويتنفس من أنفه فقط إذ لا يستطيع التنفس من فمه.

   هو حيوان اجتماعي، يشعر بالوحدة عندما يكون بمفرده، وينوح على رحيل رفيقه.  وذاكرته قوية، فهو يتذكر الشخص الذي أساء إليه، وكذلك يبقى وفيًا لمن أحسن معاملته طوال حياته، حتى ولو قابله بعد عشرات السنين.  ينام الحصان ساعتين أو ثلاث في اليوم، وهو يستطيع النوم واقفًا أو مُستلقيًا، ومن النادر جدًّا أن ترى قطيعًا نائمًا بأكمله، فلا بد من وجود من يراقب حتى ينبه الباقي في حالة الخطر.

   وما أكثر ما كتبه العلماء عن هذا الحيوان، ولكننا لن نجد أروع مِمَّا قاله الله نفسه عن هذا الحيوان في كلامه لأيوب: " يَخْرُجُ لِلِقَاءِ الأَسْلِحَةِ. يَضْحَكُ عَلَى الْخَوْفِ وَلاَ يَرْتَاعُ، وَلاَ يَرْجعُ عَنِ السَّيْفِ. عَلَيْهِ تَصِلُّ السِّهَامُ وَسِنَانُ الرُّمْحِ وَالْمِزْرَاق. فِي وَثْبِهِ وَرُجْزِهِ يَلْتَهِمُ الأَرْضَ، ... عِنْدَ نَفْخِ الْبُوقِ يَقُولُ: هَهْ! وَمِنْ بَعِيدٍ يَسْتَرْوِحُ الْقِتَالَ" (أي39: 21- 25).  وهو رمز واضح للحرب والقوة والسرعة والنصرة والقيادة والمثابرة.  كما أنه رمز للوفاء.  وكثيرًا ما نقرأ عن الخيل والمركبات في تاريخ شعب الله تعبيرًا عن القوة، لكننا نقرأ أيضًا عن خيل من نار ومركبات من نار في أيام إيليا وأليشع وهي ترمز إلى الحراسة الملائكية في خدمة المؤمنين.

   ولهذا لن نتعجب عندما نعرف أنه أكثر حيوان كُرِّم على مر التاريخ، ولم يقتصر هذا التكريم فقط على التكريم الرياضي فقط بل على التكريم العسكري الذي حضره الملوك.  ونجد أكثر من 150 حصان معروف باسمه قد خلَّدهم التاريخ لإنجازاتهم.  على سبيل المثال أنثى الحصان التي تدعى Sergeant Reckless، والتي حملت الجنود الجرحى في الحرب الكورية عام 1953، وقامت بـ 51 رحلة في يوم واحد بمفردها دون أن يقودها أحد، كما قامت بنقل أكثر من 5 طن من الإمدادات الحربية! لم تخف من صوت إطلاق النار الصادر من 6 قذائف بندقية عديمة الارتداد محملين على ظهرها!

   ولعلَّ ما سبق يجعلنا لا نُعجب بالحصان فحسب بل بخالقه أيضًا حتى نثق فيه ثقة مطلقة، ونقول مع أيوب: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ ... أسألك فتعلمني".

                                                         قام بهذا البحث: 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com